الاحتلال يتنصَّّل من إدارة القطاع ويكشف عن 136 جندياً أسيراً.. وضربات المقاومة تلاحق فلول المنسحبين
أجندات أميركية في جولة بلينكن: أمن البحر الأحمر ومسارات ما بعد حرب غزة
بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مساء امس جولة جديدة في الشرق الأوسط، تشمل إسرائيل وتأتي في وقت تتزايد فيه المخاوف من اتساع نطاق الحرب الدائرة منذ ثلاثة أشهر بين الدولة العبرية وحركة حماس، بعد اغتيال القيادي البارز في الحركة الفلسطينية صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، في هجوم اتهمت حماس والسلطات اللبنانية إسرائيل بتنفيذه.
ميدانيا، وفي اليوم الـ90 للعدوان على قطاع غزة، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب الشهيد عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس – التصدي بضراوة لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة وسط القطاع وجنوبه رغم استمرار الغارات الجوية التي خلّفت المزيد من الشهداء والدمار.
وأقرّ الجيش الإسرائيلي أن وحدة 669 للإنقاذ أجلت أكثر من ألف جريح أصيبوا منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة.
وقال مسؤول اميركي طلب عدم نشر اسمه إن بلينكن سيغادر الولايات المتحدة مساء في رحلة تشمل إسرائيل ومحطات عديدة أخرى في الشرق الأوسط، من بينها تركيا واليونان والأردن والضفة الغربية فضلاً عن إسرائيل.
ورفض المسؤول إعطاء تفاصيل حول الجدول الزمني المحدد لهذه الرحلة ومحطاتها.
قال المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر لصحافيين، «سيناقش الجهود الجارية لإعادة الأسرى المتبقين لدى حماس».
وتابع «بلينكن سيشدد خلال زيارته للمنطقة على منع اتساع رقعة الصراع».
إلى ذلك، سيناقش بلينكن أيضاً الإجراءات الفورية لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة بشك
وقالت الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن ونظيرته الفرنسية كاترين كولونا ناقشا أهمية اتخاذ تدابير لـ»منع اتساع نطاق حرب غزة»، وشددا على أهمية تقليل الخسائر بين المدنيين إلى أدنى حد هناك.
وتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأيام القليلة الماضية بينما يعمل على تعزيز وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس.
وسبق المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين،بلينكن إلى إسرائيل حيث التقى وزير الدفاع الإسرائيليّ يوآف غالانت وتحدث معه حول تطورات الحرب في مختلف القطاعات. وعلى خلفية المحاولات الأميركية لمنع اتساع نطاق الحرب في الشمال عبر الوسائل الدبلوماسية، وأوضح له غالانت أن فرص النجاح في ذلك منخفضة.
كما تلقى هوشتاين مراجعة من غالانت ومسؤولين كبار آخرين بشأن الشروط التي ستسمح لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم. وأشار غالانت إلى أن «دولة إسرائيل ملتزمة بتغيير الوضع الأمني على الحدود».
وإلى جانب الرسالة الواضحة التي نقلها بشأن فرص حل الوضع عبر الوسائل الدبلوماسية، أوضح غالانت أن هذا هو الحل المفضل من وجهة النظر الإسرائيلية. وبالإضافة إلى غالانت، من بين آخرين، شارك في الاجتماع رئيس الأركان اللواء هرتسي هاليفي، وسفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوغ، والرقيب الاستراتيجي الكولونيل بيني غال وامس ،زار السيناتور الأميركي الجمهوري ليندسي غراهام إسرائيل ، حيث قوتهم حيثما كان ذلك ضروريا»، وفقا لما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية.
وأضاف نتنياهو أن إسرائيل تعمل على تحقيق أهداف الحرب وإعادة الإسرائيليين إلى الجنوب والشمال، في إشارة إلى غلاف غزة والمناطق المتاخمة للبنان.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن خلافا نشب بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت بعد تقارير عن منع رئيسي الموساد والشاباك من حضور جلسة لمجلس الحرب.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن وزير الدفاع يوآف غالانت قوله إن إسرائيل لن تدير الشؤون المدنية في غزة بل سيديرها «فلسطينيون من غير أعداء إسرائيل».
وأضاف غالانت أن إسرائيل ستحافظ على «حرية العمل العسكري في قطاع غزة دون قيود».
وفي التطورات على الارض، تتواصل الاشتباكات بين مقاتلي المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال وسط قطاع غزة وجنوبه في اليوم الـ90 للحرب، فيما تستمر المحاولات الإسرائيلية لدخول مخيم البريج حيث دوّت انفجارات عنيفة، كما استمر القصف المدفعي على أحياء مدينة غزة.
وأفيد عن وقوع اشتباكات بالرشاشات الثقيلة في منطقة المخيمات وسط القطاع، حيث تتصدى المقاومة للقوات الإسرائيلية في البريج والمغازي والنصيرات.
وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها فجّرت عبوة شديدة الانفجار بقوة إسرائيلية راجلة داخل منزل شمال مخيم النصيرات وأوقعتها بين قتيل وجريح، كما استهدفت دبابات غرب مخيم المغازي.
في تلك الأثناء، سقط شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية وسط القطاع، فيما واصل الجيش الإسرائيلي قصفه المدفعي لأحياء الدرج والتفاح والشجاعية في مدينة غزة.
واستهدفت غارة جوية المناطق الغربية لجحر الديك، جنوب مدينة غزة.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن قوات الاحتلال ارتكبت 13 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية راح ضحيتها 125 شهيدا و318 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية.
وبذلك ترتفع حصيلة الضحايا وفقا للوزارة إلى 22 ألفا و438 شهيدا و57 ألفا و614 مصابا منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول الماضي.
وأفيد عن ارتفاع حصيلة الشهداء جراء القصف الإسرائيلي إلى 39 في مدينة غزة و30 في خان يونس جنوبي القطاع.
وتتواصل الاشتباكات بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال في المناطق الشرقية لمحافظة خان يونس، فيما يستمر القصف المدفعي على شرق المدينة كما تتواصل الغارات الجوية على أجزائها الوسطى والغربية.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، عبر حسابها على موقع إكس إن الجيش الإسرائيلي قصف الطابق الخامس من مقرها في خان يونس ومستشفى الأمل في القطاع. وقتل شخص وأصيب سبعة آخرون.
وقالت الجمعية «إن القصف الإسرائيلي لا يزال مستمراً في محيط مستشفى الأمل ومقر الجمعية في خان يونس، مما يعيق وصول طواقم الإسعاف إلى المصابين».
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة ٢٥من جنوده وضباطه في المعارك الدائرة في غزة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وذكر الجيش أن قواته قتلت خلال الفترة نفسها عددا من مقاتلي حركة حماس، قال إنهم مسؤولون عن وحدة إطلاق الصواريخ المضادة للدروع، و3 مسلحين حاولوا زرع عبوة ناسفة قرب قوات الجيش في منطقة خان يونس.
وأضاف، في بيان، أن قواته استهدفت مباني في دير البلح فر إليها مسلحون -حسب زعمه- وأنهم عثروا على منصات لإطلاق الصواريخ بعيدة المدى في مخيم البريج.
من جانبها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها قصفت مدينة عسقلان ومناطق غلاف غزة الشمالي برشقة صاروخية مركزة. وقالت بلدية عسقلان إن القبة الحديدية اعترضت قذيفتين صاروخيتين في سماء المدينة صباح أمس.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رشقة صاروخية كبيرة أطلقت من غزة، وأن دوي صفارات الإنذار سمع في عسقلان ومناطق أخرى في الجنوب.
وفي ردود الافعال، انتقد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك التعليقات التي أدلى بها اثنان من وزراء اليمين المتطرف في إسرائيل، الذين دعوا إلى تهجير الفلسطينيين من غزة.
وقال ترك إنه «منزعج للغاية» من هذه التصريحات.
وندّدت السعودية وقطر «بأشد العبارات» بتصريحات وزيري الأمن القومي والمال الإسرائيليين بشأن تهجير سكان غزة وإعادة احتلال القطاع وبناء المستوطنات فيه.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان عن «تنديد المملكة ورفضها القاطع للتصريحات المتطرفة لوزيرين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي اللذين دعيا لتهجير سكان غزة وإعادة احتلال القطاع وبناء المستوطنات».
وأكدت في بيان لها على «أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لتفعيل آليات المحاسبة الدولية تجاه إمعان حكومة الاحتلال الإسرائيلي، عبر تصريحاتها وأفعالها، في انتهاك قواعد الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني».
وفي الدوحة، أدانت قطر، الوسيط البارز في عملية تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، «بأشد العبارات» تصريحات الوزيرين الإسرائيليّين.
على صعيد اخر، تعرضت سفينة تجارية أخرى لهجوم في البحر الأحمر، وفقاً لعمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة، تم الهجوم على السفينة التي لم يذكر اسمها من قبل 5 أو 6 «أشخاص مسلحين غير مصرح لهم».
وحدث ذلك على بعد 460 ميلاً بحرياً شرق إيل في الصومال، وبحسب ما ورد لجأ الطاقم إلى المنطقة الآمنة للسفينة المعروفة باسم «القلعة».
وسيكون هذا الهجوم الخامس والعشرين على السفن التجارية في المنطقة منذ منتصف تشرين الثاني.
أعلنت شركة الأمن البحري البريطانية «أمبري»، أن سفينة شحن تحمل علم ليبيريا صعدها مسلحون أثناء إبحارها قبالة سواحل الصومال.
كما أوضحت أن المسلحين صعدوا على ناقلة بضائع ترفع علم ليبيريا على بعد 458 ميلا من جنوب شرقي إيل بالصومال
قالت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري إنها تلقت معلومات استخبارية عن إطلاق صواريخ من تعز في اليمن باتجاه مضيق باب المندب.
من جهته،اكد عبد الملك الحوثي زعيم جماعة أنصار الله الحوثية أن استهداف البحرية الأمريكية لمجموعة زواقيمنية في البحر الأحمر يوم الأحد الماضي لن يبقى دون «ردٍ وعقاب»، واصفاً ما قامت به القوات الأمريكية بـ»الحماقة».
وشهد البحر الأحمر هجوما يوم الأحد من قبل جماعة أنصار الله، استهدف سفينة الحاويات «ميرسك هانغتشو» الدانماركية قبل أن تقوم طائرات هليكوبتر تابعة للبحرية الأمريكية من التصدي للهجوم وإغراق ثلاثة من أصل أربعة زوارق للجماعة اليمنية، ما أسفر عن مقتل عشرة من اليمنيين.
وقال الحوثي إن قيام عناصرهم بمنع السفن المرتبطة بإسرائيل من العبور عبر باب المندب والبحر الأحمر كان له « أثر كبير على الاقتصاد والتجارة» الإسرائيلية، مؤكدًا أن جبهة اليمن أصبحت فعالة ومؤثرة على إسرائيل.
واتهم الحوثي الولايات المتحدة بأنها شريكة في حرب غزة، عبر دعمها المالي لإسرائيل، وإمدادها بالصواريخ والقنابل والقذائف « لقتل الشعب الفلسطيني» على حدّ تعبيره.
من جهته، قال قائد البحرية الأميركية في الشرق الأوسط الأدميرال براد كوبر ان الحوثينن نفذوا 25 هجوما في منطقة البحر الأحمر منذ 18 تشرين الثاني الماضي.
واضاف :الحوثيون شنوا هجوما بقارب بحري مسير.