مفتي الجمهورية اللبنانية يرعى وضع حجر الأساس لترميم مسجد الإمام الأوزاعي من قبل مؤسسة الوليد للإنسانية
برعاية مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أعلنت نائب رئيس مؤسسة الوليد للانسانية الوزيرة ليلى الصلح حماده عن اطلاق مشروع ترميم مسجد الامام الاوزاعي رضي الله بعد ان تم استكمال كافة التصاميم الهندسية.
بعد قراءة سورة الفاتحة على ضريح الرئيس رياض الصلح المجاور لمسجد الامام الاوزاعي كان شرح مفصل من قبل المهندس التنفيذي ابراهيم جركس حول التصميم الهندسي للمسجد من توقيع المهندس عزمي فاخوري.
حضر اللقاء المشايخ الكردي والاروادي وحداد ودندن والخطيب وخليفة والوزير السابق خالد قباني والسادة محمد خالد سنو ومحمد الجوزو وباسم العويني ومحافظ جبل لبنان محمد مكاوي ورئيس بلدية بيروت بالوكالة عبدالله درويش.
وكانت كلمة للوزيرة الصلح قالت فيها: «سماحة المفتي عرفناه قديما وتعاونا معه كثيرا، انه يعدل في القضية ويحكم بالسوية ويمشي مع الرعية، صامت بذكاء، هادئ بإرادة، بارك الله سماحتك وسدد خطاك لما فيه خير المسلمين جميعا واشدد على كلمة جميعا. ايها الحضور الكريم، يسألونك عن الجوار ويظنونه الصدفة شيّد رياض الصلح دارته قرب المقام فلم تنعم الدار بصاحبها ونعِم به الامام الاوزاعي اذ أوصى أن يُدفن هناك. سُئل يوما رياض عن سر هذا الاصطفاء والأئمة كُثر في الإسلام فقال انه إمام التسامح وقف بوجه الحاكم العباسي دفاعا عن المسيحيين (المردة آنذاك) الذين حكم بترحيلهم من ديارهم ومستشهدا بقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «من ظلم معاهدا فأنا حَجيجُه وعَدْل ساعة خير من عبادة ألف شهر». وهكذا أصبح الإمام الآتي من بعلبك الميثاقي الأول في لبنان، طالِب وحدة مع الآخر لا طالِب نجدة على الاخر. وهل يعتبر أمراء اليوم؟ أعز الله الإسلام الذي كرم العقل فوجهه الى التفكير في النفس اتعاظا واعتبارا وتسخيرا لنعم الله وتوحيدا فاعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا. الشكر والحمد لله ان أنعم علي ان أرضي رياضا في عليائه هو الذي حُرمت منه باكرا ولكن على ذكراه ابدا».
كما القى المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان كلمة جاء فيها: «يَربِطُنا بِهذِهِ المؤسَّسَةِ الرِّبَاطُ الوَثِيق، كُنَّا على تَعَاوُنٍ وَتَشَاوُرٍ دَائمَين، بِفضلِ رِعايَةِ السيدةِ ليلى الصُّلح، فقدَّمَتْ إنجازاً كبيراً لِلمَحَاكِم الشَّرعِيَّةِ السُّنِّيَّة في بيروتَ وصيدا، إلى جانبِ علماءِ لبنانَ وإلى قُضَاةِ المَحاكِمِ الشَّرعِيَّة من عكار الى اقصى الجنوب والى بيروت وَتَوالَتِ الإنجازَاتُ وَالمَكرُمَاتُ بِفَضلِها. شكراً جزيلاً صاحِبَةَ المَعالِي، وإنْ شاءَ اللهُ سيبقَى بَابُ التَّعَاوُنِ وَالعَطَاءِ مفتوحًا بَينَنَا وَبَينَ مُؤَسَّسَةِ الوليدِ بنِ طلالٍ الإنسانِيَّة. وأقول ما هذا الأجْرُ العَظِيمُ الكَبيرُ لِمَنْ يَعمُرُ مَسَاجِدَ الله؟ وَبِالأَخَصّ، إذا كانَ هذا المَسجِدُ في رِحَابِ مَقَامِ الإِمامِ عبدِ الرَّحمَنِ الأَوْزَاعِيِّ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنه، ونعتبرُ هذا الإمامَ العظيمَ إمامَ بيروتَ ولبنان، وأهلِ الشَّام، الذي تصدَّى للظُّلم، ونقولُ كما قال: « لا نُرِيدُ أَنْ يُظلَمَ أَحدٌ في لبنان»، نحن رفضنا ونرفُضُ دائمًا أن يكونَ هناك فتنةٌ مذهبيةٌ أو طائفيةٌ في لبنان، لأنَّنا نَعتبِرُ أنفسَنَا جُزءًا اساسيًّا مِن كِيانِ الدَّولةِ اللبنانية. نحن لا نُرِيدُ لا دولةً ولا دُويلةً خاصَّة، وهدفُنَا هو الدَّولةُ القوِيَّةُ القادرة العادلة، آن الأوانُ أنْ نَقولَ لِكُلِّ السياسيينَ أنْ يَترُكُوا مَصَالِحَهُمُ الخاصَّةَ وَالكَيدِيَّة، قبلَ انهيارِ البلدِ فَوقَ رُؤوسِ الجميع. هل نُواجِهُ هذا الوَاقِعَ بِحكومَةِ تصريفِ أعمالٍ ام بحكومة كاملة الصلاحيات ، وتاخذ دورها الوطني والطبيعي في انقاذ البلد واللبنانيين؟
أُكَرِّرُ شُكرِي وَكَامِلَ تَقدِيرِي لِمُبَادَرَةِ مُؤسَّسةِ الوليدِ بنِ طلالٍ الإنسانِيَّة، شكرًا للمملكةِ العربِيَّةِ السُّعُودِيةِ على كُلِّ تِقدِيماتِها، وشُكرًا أيضًا لكلِّ دولةٍ عربيةٍ وَقَفَتْ إلى جَانِبِ لبنان في َمِحنَتِه».
بعد ذلك وضع سماحة المفتي عبد اللطيف دريان والوزيرة ليلى الصلح حماده حجر الأساس إعلانا ببدء الأعمال.