شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الحرب ليست قَدَراً
عندما استحضرت واشنطن المزيد من القوات الحربية البحرية الى مياه المنطقة، غداة الحرب على غزة، قبل أكثر من ثلاثة أشهر، كانت الرسالة واضحة ومباشرة: نحن هنا من أجل منع إيران وحزب الله من التعرض لإسرائيل. ولم تلبث أن أخذت لاحقاً في سحبها تدريجاً قبل نحو شهر في دلالة ظاهرها، على الأقلّ، أن حامِلَتَي الطائرات والبوارج المرافقة لهما قد استنفدت دورها، وبالتالي لم يعد ثمة ضرورةٌ ملِحّةٌ لاستمرار الرسو في المنطقة. وتوافق ذلك مع قرار العدو الصهيوني بسحب ألوية ووحدات من جيش الاحتلال الصهيوني من داخل غزة ومن غلافها.
يومها تردّد على نطاق واسع أن العدوان على غزة لن يستطيع أن يحقق أهداف بنيامين نتانياهو السياسية، اذ اقتُصِرَت النتائج على الإبادة والدمار، وأن المزيد من المجازر وسفك دماء المدنيين وتدمير المباني السكنية فوق رؤوس الآمنين، والبنى التحتية الخ (…) يمكن أن يتمّ ويتواصل من دون هذه الجحافل العسكرية الهائلة.
أمّا اليوم، ومع القرار الأميركي المتمادي في تزويد الكيان الصهيوني بأسلحة هجومية خطرة، مثال مقاتلات F 35 وكذلك 15 F، وآلاف أطنان الذخيرة ليس له سوى تفسير واحد لا غير وهو دعم قرار الصهاينة شنّ حربٍ ضروس على لبنان.
ومنذ سبعة أيام حتى اليوم يزداد التساؤل المقرون بالقلق الشديد على ما ستؤول إليه الحال بين حزب الله والعدو… وليس مستغرَباً أن ثمة إجماعاً على ربط السخاء الأميركي بضخ السلاح الى اسرائيل، خصوصاً الصفقة التي أُعلن عنها أمس، بالحرب الواسعة على جبهة الجنوب اللبناني، لاسيما أن المؤشرات كلها تتقاطع عند توسع هذه الحرب وتحولها الى عمق الجانبين سواء أفي لبنان أم في فلسطين المحتلة.
هل هذه الحرب الـ «من دون سقف» باتت قدراً محتوماً؟ الجواب الأوّلي إنها كذلك ما لم يتم التوصل الى وقف إطلاق النار في غزة. والسؤال الاستطرادي: ما دور حكومة تصريف الأعمال غير دفن رأسها في الرمال؟ وما دور مجلس النواب غير تحويل جلسة إقرار الموازنة/ البهدلة الى مناحة؟ والذين يشتمون ويصيحون بقصائد الهجاء وأيضاً الذين يرفعون العقيرة بقصائد المدح لماذا لا يرسلون، جميعُهم، وفداً الى حزب الله يستطلعون قيادته الوضع ويستفسرون عن احتياطات تدارك كوارث الحرب أو التقليل منها وسُبُل الوقاية عندما تقع الواقعة؟!.