شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – ليته يعود ويستقر
ينتظر اللبنانيون، بفارغ الصبر، القرار الذي سيتخذه الرئيس سعد الحريري، أو الذي سيعلنه، إذا كان قد اتخذه فعلاً، في شأن «نوع» مجيئه الى لبنان توافقاً مع ذكرى استشهاد والده، الرئيس الراحل المغفور له رفيق الحريري: هل سيأتي سعد ليتلو الفاتحة على الضريح ويعود في اليوم التالي، كما فعل في العام الماضي، أو إنه سيبقى الى أمدٍ غير محدّد سلفاً؟
هذا السؤال المطروح على كلّ شفة ولسان، نظراً للضرر الذي ترتّب على «تعليق» زعيم تيار المستقبل نشاطه السياسي «موقتاً»، ولقد ثبت أن ليس ما هو دائم في لبنان أكثر من الموقت.
ولا يجهل أحدٌ، كما لا ينكر أحد الأضرار الجسيمة التي أصابت لبنان والطائفة السنية الكريمة جرّاء غياب الرجل عن الساحة السياسية والوطنية عموماً والسنّية تحديداً، ليتأكّد مرة أخرى أن الضرر الذي أُلحق بطيفٍ لبناني إنما يصيب الوطن برمته. وجاءت نتائج الانتخابات النيابية العامة في ربيع العام 2022 لتؤكّد على المؤكّد، فبات أهل السنة من دون قيادة ذات شأن وشعبية وحضور، ما انعكس ضياعاً على الساحة السنية وشرذمةً على الساحة الوطنية. وثبت بالبرهان واليقين فشل رهان الرئيس فؤاد السنيورة على انتخابات تنتج كتلة خارقةً المناطق تلتف حوله وتبايعه الزعامة، قدر ما يفشل، اليوم، الرئيس نجيب ميقاتي برهانه على حلفه مع الثنائي الشيعي الى حد ربطه وقف النار في جبهة الجنوب بوقفه في غزة… وهو كلام أثار حفيظة الكثيرين في الداخل والإقليم وعلى المستوى العالمي الأبعد(…).
وفي تقديرنا أن الرئيس سعد الحريري أخطأ التقدير عندما تقدّم باستقالته في مطلع الحراك الشعبي الذي سُمِّي (تجاوزاً) ثورة! إلّا إذا كان قد اضطُر الى ذلك، وهو ما لسنا في وارد تناوله في هذه العجالة…
في أي حال إن عودة الحريري الى وطنه وبيئته وأهله صار أكثر من ضرورة وطنية. والعودة لا تكون ذات جدوى ما لم يكن فيها رجوع عن قرار وقف النشاط السياسي الموقت. ومن دون أي مزايدة أو ضغط على الرجل ندرك أنه خير مَن يقدّر ظروفه الذاتية… فقط نتمنى ونأمل أن تكون هذه الظروف قد تغيّرت وأضحت ملائمة. ومن اليوم نتخيّل ردة فعل الحشود الشعبية التي ستستقبل الشيخ سعداً بعد نحو أسبوعين عندما تستمع إليه يزف إليها بشرى بقائه بينها.