ماكرون يدعو لتجنب التصعيد في لبنان ونصرالله يصعّد

ماكرون يدعو لتجنب التصعيد في لبنان ونصرالله يصعّد

الحريري يلتقي قائد الجيش ويتلقى اتصالاً من الراعي

فيما تجهد الديبلوماسية الدولية في سبيل وقف الحرب ومنع توسعها في اتجاه الداخل اللبناني، وفي وقت يحذر الرؤساء وكبار المسؤولين الدوليين لبنان من الانجرار الى التصعيد الواسع وآخرهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون امس، وفي حين لا ينفك رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي يؤكد التزام لبنان كل قرارات الامم المتحدة، اطل امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله معلناً “نحن في قلب المعركة … وثمن دماء المدنيين سيكون دماءً لا مواقع واجهزة تجسس وآليات”. واكد “أننا قلنا دائمًا بأننا لا نتحمّل المسّ بالمدنيين، رغم أن ذلك من التضحيات، ويجب أن يفهم العدو أنّه ذهب بهذا الأمر بعيدًا، والأمر لا علاقة له بالمسافة… وشدد على أنّ “الجواب على المجزرة مواصلة العمل في الجبهة وتصعيد العمل المقاوم، وهذا الأمر يزيدنا فعالية وتوسعًا وعليه أن يتوقع ذلك وينتظر ذلك”، مؤكدًا أنّ “هذا الأمر لا يمكن أن يترك”.

ماكرون

وسط هذه الاجواء، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، انه “يجب تجنّب حدوث تصعيد بالمنطقة خصوصا في لبنان والبحر الأحمر”. واشار الى أن “أي هجوم إسرائيلي على رفح سيتسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة، وقد يشكل نقطة تحول في الصراع”. وشدد ماكرون في تصريح على ان “الأولوية المطلقة هي لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين”، مشيرا إلى أن “عدد القتلى في غزة غير مقبول”.

ميقاتي

في الاثناء، جدد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي “التأكيد أن لبنان سيظل ملتزماً بكل قرارات الأمم المتحدة، وأن على إسرائيل أن تطبق هذه القرارات وتوقف عدوانها على الجنوب وانتهاكاتها السيادة اللبنانية وتنسحب من كل الأراضي اللبنانية المحتلة”. وأكد أنه “بينما يشدد لبنان على ضرورة الاستقرار في المنطقة ودعوة كل الأطراف إلى الامتناع عن التصعيد، نجد إسرائيل مستمرة في عدوانها، ما يدفعنا إلى السؤال عن الخطوات التي اتخذها المجتمع الدولي لوقف هذا العدوان المتمادي”. مواقف رئيس الحكومة جاءت في خلال كلمة القاها في الجلسة الافتتاحية لـ”مؤتمر ميونيخ للأمن في دورته الـ60”، في ألمانيا، وكان عنوان الجلسة “حماية الأبرياء والمتطوعين في الإغاثة في الحروب”.

شكوى

وكان وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب اوعز الى مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة بتقديم شكوى بتاريخ ١٥ شباط ٢٠٢٤ امام مجلس الامن الدولي عقب سلسلة اعتداءات اسرائيلية بتاريخ ١٤ شباط ٢٠٢٤ على أهداف مدنية تعتبر الأعنف والأكثر دموية منذ ٨ تشرين الأول الفائت. وقد تضمّن نص الشكوى المرفوعة ان طائرة مسيرة إسرائيلية إستهدفت بصاروخ موجّه بناية سكنية في مدينة النبطية جنوب لبنان، ما أدّى الى مقتل 10 اشخاص بينهم نساء واطفال، وهي حصيلة غير نهائية نظراً لاستمرار اعمال البحث عن مزيد من الضحايا تحت الأنقاض. لقد ألحقت الغارة أضراراً جسيمة في المبنى المستهدف ليصبح آيلاً للسقوط بسبب التصدعات الكبيرة التي اصابته، ما حمل سكان المبنى الآخرون إلى إخلائه. كما تضررت الأبنية السكنية المجاورة له والسيارات المركونة في الطريق وشبكتا الكهرباء والهاتف…

الحريري

سياسيا، تلقى الرئيس سعد الحريري اتصالًا هاتفيًا من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، جرى خلاله استعراض مختلف التطورات. واستقبل الرئيس الحريري في بيت الوسط قائد الجيش والرئيس السابق لأساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، وعرض معه الأوضاع العامة. ثم استقبل الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان الذي اكتفى بعد اللقاء بالقول: “ناطرينه يرجع”.

الـ1701

وسط هذه الاجواء، شدّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، على ضرورة تطبيق القرار 1701 “بغية تجنيب لبنان خطر اندلاع حرب كبيرة على حدوده الجنوبية”. كما أوضح في سياق قضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا “أنه من الأجدى توجيه مذكرة مشتركة من الجانبين اللبناني والسوري إلى الأمم المتحدة من أجل اعتبار هذه الأراضي لبنانية، وعندئذٍ يصبح واجبًا على إسرائيل الإنسحاب منها تطبيقًا للقرار 425”. موقف جعجع جاء خلال استقباله في معراب، السفير الروسي الكسندر روداكوف، حيث عرضا للمستجدات السياسيّة اللبنانيّة، الإقليميّة والدوليّة. ‏‎واذ جدّد جعجع التأكيد “أن ما يحدث في غزة أمرٌ غير مقبول على الإطلاق، والحل الوحيد يكمن في قيام دولة فلسطينية مستقلة، سأل رئيس القوات “بماذا يساعد حزب الله الفلسطينيين في غزة؟ وهل يمكن أن يحدث فيها أكثر مما حدث إلى الآن؟ وما الذي أنتجته عملياته عبر الحدود سوى تعريض لبنان وشعبه للدمار والموت؟”.

الجيش الصخرة

في غضون ذلك، أكد قائد الجيش العماد جوزاف عون مجددا أن الجيش يحظى بثقة اللبنانيين والدول الصديقة ويتلقى مساعدات متواصلة وحيوية لاستمراره، وأن القيادة مستمرة في بذل أقصى الجهود لدعم العسكريين في الخدمة الفعلية والمتقاعدين ولا سيما من خلال الطبابة العسكرية. وختم بالقول “الجيش هو صخرة لبنان، والعسكريون في مختلف الوحدات هم صخرة الجيش ومصدر قوّته”.

Spread the love

adel karroum

اترك تعليقاً