فهل يعمد الحزب إلى استخدام «الفيتو»، لإجهاض المشاورات قبل أن تبصر النور؟
إهتمام اللبنانيين بتطور مفاوضات الهدنة في غزة الجارية في الدوحة، لا يقل عن متابعتهم، وبكثير من الشغف، نتائج مبادرة كتلة الإعتدال النيابية وجولاتها على الأطراف السياسية، إستعداداً لجلسات المشاورات في مجلس النواب، حول مجريات الإستحقاق الرئاسي.
لا علاقة مباشرة بين ملف غزة والملف الرئاسي اللبناني، ولكن التوصل إلى هدنة في القطاع من شأنه أن يساعد في دفع الإنتخابات الرئاسية في لبنان، حيث تنتفي مبررات إنتظار نتائج الحرب، وتصبح مسألة إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان أكثر إلحاحاً، لمواجهة الإحتمالات المطروحة لمرحلة « اليوم التالي»، بما فيها الحديث عن مؤتمر إقليمي ــ دولي لتنظيم السلطة الجديدة في القطاع، والبحث في خريطة حل الدولتين، والمشاكل الحدودية بين لبنان والجانب الإسرائيلي.
من المبكر الكلام عن إحتمالات الفشل والنجاح لمبادرة الإعتدال، ولكن محاولة تحريك المياه الرئاسية الراكدة، تستحق إعطاءها الفرصة اللازمة التي تحظى بتعاطف من اللبنانيين، وبتشجيع ضمني من اللجنة الخماسية، لعلها تحقق «إختراقاً ما» في جدار الأزمة الرئاسية، وتنجح في إعادة فتح أبواب قصر بعبدا.
أهمية هذه المبادرة أنها تجاوزت الشروط المسبقة من كل الأطراف، وسحبت عقدة الحوار من التداول، وتركت حرية الحركة لكل الأطراف، سواء بالنسبة لإمكانية التوافق على مرشح تزكية، أو الإصرار على خوض السباق الرئاسي، بأكثر من مرشح. فالمهم أن يبقى نصاب الثلثين متوفراً في الجلسات المستمرة، لضمان سلامة وإستمرارية عمليات الإقتراع إلى أن يتم إنتخاب الرئيس العتيد.
ولكن اللافت أن رئيس كتلة حزب الله النائب محمد رعد لم يحدد بعد موعداً لكتلة الإعتدال، التي تنوي لقاءه، في إطار الزيارات التي تقوم بها للكتل النيابية، الأمر الذي يُفسره البعض، بأنه عدم حماس الحزب لمبادرة الإعتدال، رغم ترحيب الرئيس نبيه برّي بها، وتأكيده مشاركة كتلته النيابية في المشاورات تحت قبة البرلمان.