بايدن في خطاب «غاضب»: ترامب وبوتين خطر على العالم!
استغل الرئيس الأميركي جو بايدن خطاب حالة الاتحاد أمس لمهاجمة خصمه دونالد ترامب الذي وصفه بالخطير في تصريحات هدف من خلاله إلى الدفاع عمّا حققه خلال ولايته قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة في تشرين الثاني المقبل.
وقد هيمنت على الخطاب الانتخابات الرئاسية والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والغزو الروسي لأوكرانيا إضافة إلى قضايا داخلية تتعلق بالمهاجرين والاقتصاد الأميركي.
وافتتح بايدن، الذي كان يتحدث أمام جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ، خطابه بانتقاد مباشر للرئيس السابق دونالد ترامب، الذي بات قاب قوسين من الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية والمرجح أن يكون منافسه.
واتهم الرئيس الأميركي سلفه ترامب بالخضوع لروسيا والإخفاق في التعامل مع جائحة كورونا خلال فترة حكمه، والتستر على الهجوم الذي تعرض له مبنى الكونغرس الأميركي في السادس من كانون الثاني 2021.
كما انتقد تعليقات لترامب دعا خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى غزو دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأخرى إذا لم تنفق مزيدا من المال لتحسين قدراتها الدفاعية.
وقال بايدن “الآن يقول سلفي، الرئيس الجمهوري السابق، لبوتين: افعل ما تريد. وأعتقد أن هذا أمر شائن وخطير وغير مقبول”.
وقارن بايدن بين مواقفه ومواقف ترامب بشأن قضايا أميركية داخلية عديدة، من بينها الديمقراطية والحق في الإجهاض والاقتصاد.
وانتقد الرئيس الأميركي سياسات ترامب وخطابه المناهض للمهاجرين وقال “لن أشيطن المهاجرين”، كما انتقد اتهام ترامب للمهاجرين بتسميم الأجواء في الولايات المتحدة، وطالب الرئيس الأميركي الكونغرس بإصلاح قوانين الهجرة.
كما وجه بايدن رسالة للرئيس الروسي يؤكد فيها أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن حليفتها أوكرانيا، وقال إن “بوتين غزا أوكرانيا ويزرع الفوضى في سائر أنحاء أوروبا وخارجها”.
وتابع “إذا كان في هذه القاعة من يعتقد أن بوتين سيتوقف عند أوكرانيا، فأنا أؤكد لكم أنه لن يفعل”.
وقال الرئيس الأميركي “رسالتي إلى الرئيس بوتين الذي أعرفه منذ فترة طويلة هي أننا لن نتراجع”، وأضاف “لن أنحني، والتاريخ يسجل”.
وأوضح: “إذا انسحبت الولايات المتحدة، فإن ذلك سيعرض أوكرانيا للخطر. أوروبا في خطر، والعالم الحر سيكون في خطر”.
وحث بايدن في الخطاب السنوي، الذي تابعه ملايين الأميركيين، الكونغرس على إقرار المساعدات لأوكرانيا من أجل مواجهة مطامع بوتين.
من جهة أخرى تطرق بايدن خلال خطابه للحرب الإسرائيلية على غزة، خاصة الوضع الإنساني، وقال إنه يعمل على التوصل لهدنة في غزة ستستمر 6 أسابيع.
ووصف بايدن ما يحدث في غزة بالمفجع، وقال إن أكثر من 30 ألف فلسطيني، أغلبهم ليسوا من حركة حماس، والآلاف منهم نساء وأطفال أبرياء قتلوا في غزة خلال الحرب، مؤكدا أن عدد القتلى في الحرب الحالية على القطاع يفوق عدد كل من قتلوا فيه خلال الحروب السابقة التي شهدها مجتمعة.
ووجه بايدن رسالة حادة للقادة الإسرائيليين، طالبهم فيها بعدم عرقلة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين لأغراض سياسية.
وأعلن بايدن أنه سيوجه الجيش الأميركي لقيادة مهمة طارئة لإنشاء رصيف بحري مؤقت في البحر المتوسط على ساحل غزة قادر على استقبال سفن كبيرة تحمل الغذاء والدواء والماء وملاجئ مؤقتة.
وأكد أنه لن تكون هناك قوات أميركية على الأرض، وقال إن من شأن هذا الرصيف البحري أن يتيح زيادة هائلة في المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة.
في الشأن الداخلي عرض الرئيس الأميركي سجله في الاقتصاد، وامتدح ما تم تمريره من تشريعات ضخمة خاصة المتعلقة بخفض التضخم، والتخفيضات الضريبية، والتشريعات والمبادرات، وقال إنها “عودة أميركا إلى أن تبني مستقبلا بالإمكانيات الأميركية”.
كما ركز على مبادراته لخفض أسعار الأدوية وتوسيع نطاق الوصول إلى التأمين الصحي، بالإضافة إلى اقتراح توسيع جهوده في مجال الرعاية الصحية.
وتحدث بايدن عن كيفية دعم مبادراته الاقتصادية للشباب مقارنة بمواقف الحزب الجمهوري، وسلط الضوء أيضا على كيفية محاولته إلغاء ديون القروض الطلابية.
في المقابل وصف الرئيس السابق، دونالد ترامب، خطاب حالة الاتحاد بـ”الغاضب” و”المستقطب”وكتب على منصته الاجتماعية “تروث”: “قد يكون هذا الخطاب الأكثر غضبا والأكثر امتلاء بالكراهية والأسوأ على الإطلاق عن حالة الاتحاد.. لقد كان محرجا لبلدنا!”.