فرنجية لنقابة المحررين: لا رئيس دون رضى المقاومة «القوات» و«التيار» يختلفون على كل شيء ويتفقون عليّ
بصراحته المعهودة ومواقفه الثابتة التي لا تتغيّر، أعلن رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية انه لم يتخلَّ عن حلفائه، بل هم من غيّروا مواقفهم تجاهه، فهو أعلن صراحة عن ترشحه لرئاسة الجمهورية، والحل بالذهاب الى انتخابات في المجلس النيابي ومن يربح فليربح وعندئذ هو سيكون لكل اللبنانيين وليس لفريق أو لحزب معين، وأكّد أن إحترام الدستور واجب ولا يمكن أن نتعاطى معه باستنسابيّة أو وفق المصلحة الشخصية كما يفعل البعض، وإذ تمنى حصول الانتخابات الرئاسية اليوم قبل الغد، لفت إلى ضرورة أن يكون للمرشّح تاريخ في العمل السياسي والوطني ومواقفه معروفة وأن لا تهبط الأسماء فقط بهدف العرقلة، مشيرا الى انه المرشح الوحيد المعلن، والاسماء الأخرى مجرد بالونات اختبار ومضيعة للوقت.
كلام فرنجية جاء أمام وفد نقابة محرري الصحافة برئاسة النقيب جوزف القصيفي الذي زاره في بنشعي في إطار جولة على المعنيّين للإستماع الى رأيهم والوقوف على تطلّعاتهم.
وقال فرنجية ردّاً على سؤال: منذ ٢٠٠٥ وإسمي مطروح للرئاسة وبالتالي فإنّ الثنائي الشيعي لم يرشّحني بل هو داعم لترشيحي ولست مرشح فرض وإلّا لكنت اليوم رئيسا للجمهورية، وليس من الجائز عدم الأخذ بعين الاعتبار الواحد والخمسين صوتاً ما يعني أنّ هناك ١٥ نائباً مسيحياً اقترعوا لي وهم داعمون.
أمّا موقفه من المقاومة فهو على حاله، كما يقول «فليس مستجدّاً ولا يتبدّل وفق الظروف أو الاستحقاقات، والكلّ يعلم أنه في ٢٠١٦ كان بإمكاني أن أصل الى سدّة الرئاسة لكنني لم أقبل ولست نادماً على ذلك وكنت قد أبلغت الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حينها بأنني لن أنزل الى المجلس إلّا يداً بيد مع الرئيس ميشال عون».
وحول رفض تيّارين مسيحيين «القوات» و«التيار» لإنتخابه قال: المشكلة في أنني موجود. يختلفون على كلّ الامور ويتّفقون ضدّي والسؤال الأساس: هل يخافون من رئيس ينجح؟ ولفت إلى أن الرئيس عون وصل بأكثرية نيابيّة إلا أنه مارس الحكم ست سنوات من غير توافق.
وحول مقاربته للنظام قال: أنا مع إتفاق الطائف وأيّ حديث عن وجود ثغرات يُعالج بالتوافق ونتمنى أن نصل الى رؤية وطنية شاملة من ضمنها السياسة الخارجية والدفاعية والعمل على استعادة هيبة الدولة وإصلاح الإقتصاد وإحترام القوانين.
وإذ أوضح ردّاً على سؤال أن لا ڤيتو أميركيّاً أو سعودياً على إسمه والسفيرة الأميركية قالت علناً «أنه في حال وصولي سيتعاونون معي» لفت الى أنّ الجميع يدرك أن لا رئيس من دون رضى المقاومة وأن البعض يقدّم أوراق اعتماده من تحت الطاولة.
وجدّد فرنجية رفضه لكلّ أشكال التقسيم واعتبر أن كلّ حديث عن تقسيم أو فدرلة إنّما هو حديث شعبوي فهذا البلد لا يكون إلّا واحداً، والمشروع الوطني هو الرابح الأكبر وكل انعزالي مسيحياً كان أم مسلماً غير جدير بالمسؤولية، ولا يزايد أحد علينا فنحن حافظنا على المسيحيين بالبندقية وبالتفاهمات وصمدنا أمام كل التحديات. وقال: نحن مسيحيون وحدويون وطنيون عرب ونؤمن بوحدة لبنان والعيش الواحد، نحن مع المقاومة وضد اسرائيل واذا كان البعض يعتبرها تهمة فأنا أرى انها قيمة مضافة.
وعن الكلام الذي نسب لرئيس مجلس النواب نبيه بري عن تخليه عن دعمه لترشيحه ، لفت فرنجيه إلى أن البعض يحاول خلق شرخ ضمن خطنا السياسي والرئيس بري وقف إلى جانبي عندما تركني الجميع في ٢٠١٦، وفي حال لم يكن مرشحا لكان قائد الجيش العماد جوزاف عون الاقرب الى خطه اليوم.
وتطرق الى موضوع أزمة النازحين ولفت إلى ضرورة معالجة هذا الملفّ بواقعيّة وفق آليّة واضحة على أساس تقسيم النازحين الى فئات.
وعن غزّة قال: أنه علينا إنسانياً وقومياً وعربياً ومسيحياً أن نكون إلى جانب غزّة وعدم التوصل إلى حلّ سيزيد من أزمة واستمرارية اللجوء الفلسطيني في لبنان.
وحول الكلام عن إمكانية توسعة الحرب أكّد أن إسرائيل تدرك أن الدمار الذي سيلحق بها سيكون كبيراً جداً ولذا تحسب ألف حساب.
وختم فرنجيه بالتشديد على أهميّة الكلمة الحرّة والإعلام الحرّ الذي يتميّز به لبنان ولكنّ «على الإعلامي مسؤولية بعدم تفضيل السبق الصحفي على المصلحة الوطنية مثنياً على النقابة ودورها».
القصيفي
وكانت كلمة لنقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي لفت فيها الى ان منطقة زغرتا – الزاوية، شهدت احداثا تاريخية، وشهدت للبنان الواحد، السيد ،الحر، وقدمت الشهداء في سبيل وحدته ومنعته، مستذكراً شعار الرئيس سليمان فرنجية، داعياً الى الاتعاظ من هذا الشعار والعمل بهديه، والتعاهد على الخير ووحدة الصف لان لبنان فوق الجميع.
وقال: «إن لبنان اليوم وسط البراكين المتفجرة التي تحوطه من كل صوب، يواجه قدره ويقاوم كل محاولات شطبه كوطن ودولة، ويثبت أمام الاعتداءات الإسرائيلية التي لا توفر البشر والحجر، ويتعرض لضغط كي يتجرع حلولا تطمئن المعتدي الذي ينتهك سيادته واستقلاله ويقتل أبنائه ويدمّر قراه، وهو لم يرتوِ بعد من دم أبناء غزة الصابرة، الثابتة التي تخط بالأحمر القاني ملحمة الشهادة التي تخوضها، فيما الضمير الانساني، والمجتمع الدولي في غيبوبة طالت وستطول اكثر على ما يبدو. ومن المؤسف، بل المفجع ألا نواجه هذه التطورات بوحدة موقف وصف،ولم يفت الأوان بعد لتظهير هذه الوحدة من أجل أن يسهل العبور إلى كل الاستحقاقات الداهمة، فلا الدولة تستقيم من دون رأس، وحكومة تعمل ولا تصرف الاعمال، ومؤسسات تسير شؤون المواطنين وتوفر لهم الخدمات. لبنان طارت ودائع ابنائه في المصارف ولا من يسأل ويحاسب، فيما القضاء شليل، والاقتصاد عليل، ولولا مساعدات لبنانيي الانتشار لكنا نبيت على القليل القليل الذي لا يروي الغليل. واننا إذ نشكر لكم استقبالكم وحسن وفادتكم في دارتكم، نتمنى للبنان أن يعبر إلى ضفة الخلاص، وأن يمدّكم بأسباب الصحة والنشاط لخدمته، والسعي مع الآخرين، مهما باعدت بينكم المسافات، لانقاذه لأنه يستحق، فهو دائما على حق».