لبنان يدين الهجوم الإرهابي ويتضامن مع روسيا
اجتماع بكركي يتفاعل وفرنجية يدعو لحوار وطني
شكل الحدث الروسي بالهجوم الارهابي على مجمع “كروكوس سيتي هول “محور ادانة عالمية ولبنان من ضمنها فأبرق رئيس مجلس النواب نبيه بري للرئيس الروسي فلاديمير بوتين معزياً ومواسياً ومعربا عن ادانة واستنكار لبنان “للعمل الإرهابي الجبان الذي استهدف المدنيين الآمنين وللتأكيد أيضاً بأن الإرهاب لا دين ولا هوية له سواء إرتكبه أفراد أو جماعات أو من خلال إرهاب دولة منظم، فإستمراره على الشكل الذي حصل في موسكو ويحصل في أكثر من منطقة في العالم يمثل عدواناً متواصلاً يستهدف الإنسانية جمعاء والديانات السماوية وقيمها السمحاء، وهو ما يستوجب جهداً دولياً عاجلاً لتجفيف منابعه ووأد مشاريعه الهدامة للأمن والسلم الدوليين”. كما أبرق الرئيس بري معزياً لنظيره الروسي رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين. من جهته، دان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، العمل الإرهابي وابرق الى الرئيس الروسي معربا عن تضامن لبنان الكامل مع روسيا الاتحادية ومؤكداً رفضه المطلق واستنكاره التام لكل أشكال العنف والتطرف والارهاب. كما ادان الهجوم الرئيس سعد الحريري الذي كتب عبر حسابه على منصة “X”: “أدين بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الذي ضرب موسكو وأوقع عددا كبيرا من الضحايا. كل التضامن مع الشعب الروسي الصديق والرئيس فلاديمير بوتين”.
ترحيب بلقاء بكركي
داخلياً، بدا المشهد السياسي هادئا متأثرأ بدخول مدار عطلة الاعياد بدءا بعيد الشعانين امس وعيد بشارة العذراء اليوم ثم عطلة الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي. وبعد الصخب الذي احدثه اجتماع بكركي المسيحي استكانت المواقف، لا سيما اثر بيان مطرانية انطلياس المارونية. ورحب عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله بلقاء بكركي “الذي يحرص على بقاء لبنان وحماية شعبه”، مؤيدًا “المساعي التي تهدف إلى إخراج لبنان من المأزق السياسي والمعيشي”، آملًا بأن “يتوسّع ويأخذ طابعًا وطنيًا أكبر”. واعتبر أن “الحديث الجدي المطلوب هو عدم تعطيل جلسات الانتخاب والاسراع في إنهاء الشغور”. وشدد على “ضرورة الإسراع لانتخاب رئيس للجمهورية”، مؤكّدًا أن “التواصل بين كتلة اللقاء الديمقراطي وجميع الكتل قائم على أمل إتمام هذا الاستحقاق”.
“التيار” و”القوات”
من جهته، أكّد عضو تكتل “لبنان القوي” النائب شربل مارون أنّ الاجتماعات المتتالية بين الأطراف المسيحية في بكركي لا تهدف إلى وثائق وطنية فحسب إنّما لحوار طويل الأمد، كاشفًا عن أن الأحاديث والبيانات التي ستصدر عن تلك الاجتماعات ستكون باسم بكركي حصرًا. وكشف عن “اتصالات تحت الطاولة بين “التيار الوطنيّ الحرّ” و”القوات اللبنانية” حول مواضيع عدة والاجتماع في بكركي وضع القضايا بكاملها على الطاولة”. وعن غياب تيار المردة عن اللقاء المسيحي، قال مارون: “هناك ضبابية في هذا الغياب”، مضيفًا: “كنّا نأمل حضور الجميع كي تتم مناقشة القضايا بين الأطراف كافّة وإنتاج ورقة وطنية موافق عليها من كافّة الكتل”. وعن العلاقة بين التيار وحزب الله، أكد مارون أنها مبنية على الحوار من باب الحرص على لبنان، ولا يمكن بناء مقاومة الى جانبها فساد.
تغطية الحزب
أكد رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان أن “الأولوية انتخاب رئيس واستعادة قرار الدولة وقرار الحرب والسلم وعلى الحكومة أن تبادر إلى انتشار الجيش على الحدود لمنع اسرائيل من توسيع الحرب”.
كما أشار إلى أن “خلاف القوات مع باسيل ليس بالشخصي، والمصالحة يجب أن تحصل مع الناس، وخلافنا مع “التيار” هو على تغطيته لحزب الله في الدولة وبقرار السلم والحرب”.
واعتبر عدوان أن “الخماسية” مهمتها منع التدخّل الدولي في لبنان لا أن تختار لنا رئيساً ولا حتى أن تضع أسماء للاختيار بينها وجهاد أزعور مرشّحنا الوحيد لرئاسة الجمهورية.
لحوار وطني
بدوره، قال النائب طوني فرنجية خلال ندوة نظمتها نقابة الصيادلة في لبنان وقطاع الصيدلة في “تيار المردة”: “قلناها منذ بداية الفراغ الرئاسي ونعود لنكررها، لا حل سوى بالجلوس جميعاَ معاً، فيناقش كل طرف هواجسه من دون شروط لا تكون لاحقة ولا مسبقة ولا حل الا بالشراكة والتطلع إلى بناء بلد بنوايا صافية وإرادة وعزيمة. ومن يرفض ربط المسار الرئاسي بمسار الحرب كان عليه ألا يرفض الحوار، لا بل أن يطالب به منذ بداية الشغور فهو السبيل الوحيد لانتخاب رئيس صنع في لبنان. ونكرر اليوم تمسكنا بحوار وطني، وننتظر أي مبادرة قد تطلقها البطريركية المارونية، علماً اننا لا ننسى انقضاض البعض على المُسلمات التي أعلنت من بكركي بعد إجتماع الأقطاب الموارنة فيها”.
القيادات الروحية
في المواقف الروحية اكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ان التسويف والتأخير في انتخاب رئيس لجمهوريتنا هو مشروع انتحار، بل هو الانتحار بعينه، وهذا مرفوض. مرفوض شرعا وقانونا وسياسة وبكل معايير الوطن والوطنية، ويتحمل مسؤوليته كل من لا يقوم بواجبه الوطني والسياسي، ويتقاعس عن القيام بدوره، ويعرقل سعي غيره في اجتراح الحلول للخروج من نفق الأزمات المظلم الذي طال المكوث فيه”.
وقال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي: “يا لوصمة العار.. الخطيئة السياسية بلغت الفساد المستشري”.
وقال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة: “إعادة تكوين السلطات الدستورية وبناء المؤسسات هما المدخل الضروري لأي عملية إنقاذية. كيف تصل سفينة إلى الميناء الأمين في غياب ربان؟ وكيف تدار دولة بلا رئيس؟ الكل يدعي تسهيل العملية الإنتخابية وينادي بضرورة إتمامها فمن يعرقل إذاً؟.