تنديد عالمي بالهجوم وواشنطن حذرت مسبقاً ونفت تورّط كييف
روسيا تنكس الأعلام بعد مقتل 133 وإصابة 155 في هجوم لـ”داعش” وبوتين يتوعّد بتعقب ومعاقبة المتورّطين ويؤكد اعتقال المنفذين
نكست روسيا الأعلام، الأحد، في يوم حداد بعد مقتل العشرات بنيران أسلحة آلية في حفل لموسيقى الروك بالقرب من موسكو في الهجوم الأكثر إزهاقاً للأرواح داخل روسيا منذ عقدين.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم حداد وطنيا بعد أن توعد بتعقب ومعاقبة كل من يقف وراء الهجوم الذي خلف 133 قتيلا بينهم ثلاثة أطفال وأسفر أيضا عن إصابة أكثر من 150.
من جهته، نشر التنظيم الإرهابي، السبت، على قنواته بتطبيق “تيليغرام” مقطعا مصورا مدته دقيقة و31 ثانية، يظهر عن قرب احد المسلحين وهو يفتح النار على عدة أشخاص أثناء دخوله إلى ما يبدو أنها قاعة الحفلات الموسيقية.
وأثارت الحادثة كثيراً من ردود الفعل على الهجوم المسلح الذي أعقبه حريق هائل في قاعة للحفلات الموسيقية بضواحي موسكو،
وأكد مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك أن بلاده التي تواجه هجوماً عسكرياً روسياً منذ عامين، “ليست لها أي علاقة” بالهجوم.
من جهتها، قالت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية إن “الهجوم الإرهابي في موسكو كان استفزازاً مخططاً ومتعمداً من الأجهزة الخاصة الروسية بناء على أوامر بوتين”، معتبرة أن هدفه تبرير ضربات أكثر قسوة ضد أوكرانيا وتعبئة الروس.
وندد البابا فرنسيس بالهجوم ووصفه بأنه عمل “دنيء” و”يغضب الرب”.
كما دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “بأشد العبارات الهجوم الإرهابي” في موسكو.
كما قدم مجلس الأمن الدولي تعازيه وحض كل الدول على “التعاون بصورة نشطة” مع الحكومة الروسية والسلطات الأخرى لمحاسبة مرتكبي ومؤيدي “هذه الأعمال الإرهابية المشينة وتقديمهم للعدالة”.
ودان المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي “بشكل لا لبس فيه. الهجوم، مؤكداً أنه “لا شيء يمكن أن يبرر جرائم شنيعة كهذه”.
وقدم البيت الأبيض تعازيه، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي “إن الولايات المتحدة حذَّرت السلطات الروسية في وقت سابق هذا الشهر من “هجوم إرهابي مخطط له” يحتمل أن يستهدف “تجمعات كبيرة” في موسكو”.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن “ندين الإرهاب بكل أشكاله ونقف متضامنين مع شعب روسيا الحزين”.
ودانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، “بشدة الهجوم الإرهابي”، كما دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل “الهجوم الوحشي”، مشدداً على أن “الإرهاب يستهدف مجدداً أشخاصاً عزلاً”.
وقال وزير الخارجية ديفيد كاميرون إن المملكة المتحدة تدين “بأشد العبارات الهجوم الإرهابي القاتل”.
كما دان المستشار أولاف شولتز، السبت، “الهجوم الإرهابي”، وقال “نحن مع المواطنين الروس من صميم قلبنا”.
وأعرب الرئيس إيمانويل ماكرون “عن تضامن فرنسا مع الضحايا والشعب الروسي بكامله”.
وأعربت الرئاسة الفلسطينية عن “إدانتها الشديدة واستنكارها للهجوم”، كما “جددت تأكيد موقف الرئيس محمود عباس الرافض للإرهاب أياً يكن مصدره”.
وقالت الخارجية السعودية عبر منصة “إكس” إنها “تدين وتستنكر بشدة الهجوم”. وعبرت الامارات عن خالص تعازيها للشعب الروسي الصديق.
ودعا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في رسالة إلى بوتين إلى تحرك جدي من المجتمع الدولي لمعاقبة مخططي الهجوم ومنفذيه.
وفي اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن “حزنه العميق وقدم تعازيه”.
وعبر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد عن “صدمة” حيال “الهجوم الإرهابي المروع في موسكو”.
وقدم الرئيس الصيني شي جين بينغ، السبت، “تعازيه” لنظيره الروسي وأكد أن “الصين تعارض الإرهاب بكل أشكاله وتندد بشدة بالهجوم الإرهابي وتدعم بحزم جهود الحكومة الروسية للحفاظ على الأمن والاستقرار” في البلاد.
ودان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بشدة “الهجوم الإرهابي الشنيع”.
وقدمت الخارجية اليابانية “تعازيها الصادقة للعائلات المكلومة”.
اعتقال جميع المسلحين
وقالت روسيا، السبت، إنها اعتقلت جميع المسلحين الأربعة المشتبه في تنفيذهم مذبحة قاعة الحفلات قرب موسكو، وتوعد الرئيس فلاديمير بوتين بتعقب المسؤولين عن الهجوم ومعاقبتهم. وقال بوتين في خطاب بثه التلفزيون إنه جرى اعتقال 11 شخصاً منهم أربعة مسلحين. وأضاف “حاولوا الاختباء والتوجه صوب أوكرانيا إذ، وفقاً لبيانات أولية، كانت ثمة نافذة مجهزة لهم على الجانب الأوكراني لعبور حدود الدولة”.
واستهدف الهجوم “كروكوس سيتي” على بعد نحو 20 كيلومتراً من الكرملين بعد أسبوعين من تحذير السفارة الأميركية في روسيا من أن “متطرفين” لديهم خطط وشيكة لشن هجوم في موسكو.
وقبل ساعات من تحذير السفارة، قال جهاز الأمن الاتحادي إنه أحبط هجوماً على معبد يهودي في موسكو كان يسعى لتنفيذه تنظيم “داعش” في أفغانستان، الذي يسعى لإقامة خلافة في أفغانستان وباكستان وتركمانستان وطاجكستان وأوزبكستان وإيران.