رد إسرائيل يرفض وقف الحرب وانسحاب قواتها وعودة النازحين بلا شروط
مقترح أميركي بعدم استهداف قادة “حماس” عقب نفيهم
غادر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بيل بيرنز ورئيس الموساد ديفيد برنيع الدوحة مساء السبت بعد المشاركة في محادثات بشأن هدنة موقتة في غزة وعملية تبادل الأسرى، ولإطلاع فريقيهما على تفاصيل الجولة الأخيرة” من المحادثات.
وركزت المفاوضات” على التفاصيل ونسبة لتبادل الرهائن والأسرى” ولا تزال “الفرق التقنية في الدوحة” بعد مغادرة بيرنز وبرنيع.
وكشفت مصادر اعلامية السبت، الرد الإسرائيلي على صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ويتمثل بعودة مقيدة لألفي نازح يوميا لشمال القطاع بعد أسبوعين من بدء التنفيذ.
وقدم الرد الإسرائيلي نقاطا مفصلة في ما يتعلق بتبادل الأسرى وشروط وقف العمليات.
وحافظ الرد على إطار الاتفاق على 3 مراحل، واشترطت إسرائيل الإفراج في المرحلة الأولى عن 40 أسيرا إسرائيليا حيا من كل الفئات.
وأكدت المصادر أن رد تل أبيب، الذي قدم للوسطاء في الدوحة، يرفض وقف الحرب وانسحاب قواتها وعودة النازحين بلا شروط، كما شمل الحق في إبعاد أسرى الأحكام المؤبدة الذين سيفرج عنهم وفق الصفقة إلى خارج فلسطين.
وتابعت أن إسرائيل طلبت مقابل الإفراج عن أسرى أعيد اعتقالهم من صفقة شاليط الإفراج عن الجنديين غولدن وآرون.
وأشارت إلى أن إسرائيل رفضت طلب حماس الإفراج عن 30 من أصحاب المؤبدات مقابل كل مجندة وعرضت فقط 5 هي من تحددهم.
بدوره، أعلن قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، السبت، أن المواقف “متباعدة جدا” في المفاوضات، متهما إسرائيل بتعمد “تعطيلها ونسفها”.
وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه “المواقف في المفاوضات بين حماس وفصائل المقاومة والاحتلال متباعدة جداً لأن العدو فهم ما أبدته الحركة من مرونة … على أنه ضعف”. وذكر بشكل خاص رفض إسرائيل وقف إطلاق النار وعودة النازحين وإدخال المساعدات بلا قيود.
واضاف أن “العدو يريد ان يصل الى وقف إطلاق نار موقت يتمكن بعده من العودة للعدوان ضد شعبنا، ويرفض التوافق على وقف إطلاق نار شامل، ويرفض الانسحاب الكامل لقواته من قطاع غزة، والأهم أنه ما زال يرفض عودة النازحين لبيوتهم، ويريد أن يبقي ملف الإغاثة والإيواء والمساعدات تحت سيطرته الكاملة، بل ويطالب بعدم عودة الأونروا والامم المتحدة للعمل خصوصا في شمال قطاع غزة”.
وتابع أن “عرض الاحتلال مرفوض قطعا ولا يمكن لأي فلسطيني ان يقبل به… وكل ما يروجه الاحتلال والإعلام عن عرض أميركي وغيره هو دعايات لتخفيف الضغط على العدو الصهيوني لاعطاء مزيد من الوقت لارتكاب مجازر ضد شعبنا والاستمرار في الإبادة الجماعية والتجويع”.
وقال القيادي أيضا “كلما تقدمت المفاوضات حتى لو بشكل طفيف يعمد الاحتلال الى تعطيلها ونسفها”، متهما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وحكومته بالعمل على “إيصالها إلى طريق مسدود”.
وقال مصدر في حماس مطلع على سير المفاوضات إن إسرائيل “تريد انسحابا جزئيا على مراحل مع بقاء قواتها في شارع صلاح الدين والطريق الساحلي والمناطق الحدودية، لكن حماس تريد انسحاباً كاملاً وأبدت مرونة بقبول الانسحاب من المناطق المأهولة والمدن، ورفع الحواجز بين المدن ثم من كل القطاع مع انتهاء المرحلة الثانية للاتفاق”.
وأضاف المصدر أن “إسرائيل تريد عودة النازحين على عدة مراحل تبدأ بالنساء والاطفال ومن هم فوق 50 عاما مع التدقيق في هوياتهم اثناء العودة لغزة وشمال القطاع عبر حاجز عسكري إلكتروني. لكن حماس تشترط عودة بدون قيود لكافة النازحين”.
وفي ما يتعلق بالمساعدات قال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه “تصر إسرائيل على السيطرة على آليات دخولها وإبعاد الاونروا”. أما في ملف التبادل، “فهي تريد التحكم بأسماء وفئات الأسرى، وقد أبدت حماس مرونة ولكن تشترط الاتفاق على الاعداد والفئات وخصوصا الأسرى ذوي المحكوميات العالية”.
ومن جهته، قال مسؤول إسرائيلي، السبت، إنّ هناك “فجوات” في المفاوضات الجارية في قطر، فيما عرضت الولايات المتحدة حل وسط وافقت عليه تل أبيب، لكنها بانتظار ردّ حركة حماس عليه، وفق قوله.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) عن المسؤول الذي وصفته بـ”الكبير” ولم تسمه قوله إن “هناك فجوات كبيرة في المفاوضات الجارية في قطر، في ما يتعلق بمفاتيح إطلاق سراح الأسرى في غزة”.
ويتضمن مقترح الولايات المتحدة، وفق المسؤول، “التزام تل أبيب بعدم اغتيال كبار قادة حركة حماس في حال نفيهم خارج قطاع غزة، مقابل اتفاق يتضمن تجريد القطاع من السلاح، وإعادة جميع الأسرى المحتجزين في غزة”.
وتابع المسؤول: “يتضمن المقترح أيضا انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من القطاع”.