هكذا كان فيلم هندي طويل مدبلج بالإيراني
نفّذت إيران هجوما اسمته “الوعد الصادق” بمسيّرات وصواريخ ليل السبت الأحد أعلنت إسرائيل “إحباطه”، في أول عملية مباشرة من هذا النوع تشنّها “الجمهوريّة الإسلاميّة” ضدّ “الدولة العبريّة”، ردا على تعرض القسم القنصلية في السفارة الإيرانية بدمشق مطلع نيسان الجاري، لهجوم صاروخي إسرائيلي، أسفر عن مقتل 7 من الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي.
وأكّد الحرس الثوري الإيراني شنّ “عملية محدودة وناجحة” بهجوم “بمسيّرات وصواريخ” على إسرائيل. في المقابل أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، في بيان “إحباط” الهجوم مؤكدا اعتراض “99 بالمئة” من الطائرات المسيّرة والصواريخ الإيرانية، بمساعدة حلفاء تتقدمهم الولايات المتحدة.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان أن واشنطن ساهمت في إسقاط “تقريبا كل” المسيرات والصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل. وشدد على أنه أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في اتصال هاتفي “التزام الولايات المتحدة الثابت أمن إسرائيل”.
وكان المتحدّث باسم الجيش دانيال هغاري قد قال في وقت سابق إنّ إيران أطلقت أكثر من 200 مسيّرة وصاروخ.
وقد دوت صافرات الإنذار من أقصى شمال هضبة الجولان السورية المحتلة، مرورا بالقدس، والأغوار في الضفة الغربية، وصولا إلى مدينة إيلات في أقصى الجنوب. وقد أظهر تطبيق الإنذار المبكر من الهجمات الصاروخية في إسرائيل، أن مئات المواقع قد دوت فيها صافرات الإنذار، ومنها مدينة ديمونا التي يتواجد فيها المفاعل النووي الإسرائيلي.
الأردن “يسقط عشرات المسيرات الإيرانية”
في السياق ذاته، ذكر مصدران أمنيان، أن مقاتلات أردنية أسقطت عشرات الطائرات المسيرة الإيرانية فوق شمال ووسط الأردن، أثناء توجهها صوب إسرائيل.
وقد ذكرت القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية “ أن طائرات حربية أميركية وبريطانية أسقطت بعض الطائرات المسيرة الإيرانية المتجهة إلى إسرائيل فوق منطقة الحدود بين العراق وسوريا”. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأحد إن فرنسا كانت من بين الدول المشاركة في الدفاع ضد الهجوم الإيراني على إسرائيل خلال الليل.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر قوله “إن معظم المسيرات الإيرانية تم اعتراضها خارج المجال الجوي الإسرائيلي”.
بدوره، أصدر الحرس الثوري الإيراني تحذيرا شديد اللهجة للولايات المتحدة بالبقاء خارج الصراع.
واكد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان ان بلاده لا تنوي مواصلة هجماتها ضد اسرائيل، لكنها لن تتردد في الرد على اي هجوم محتمل.
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانيّة الرسميّة (إرنا) بأنّ أكبر قاعدة جوّية في النقب تعرّضت “لأضرار جسيمة” بعدما أصابتها صواريخ إيرانيّة ليلاً. وقال التلفزيون الرسمي إنّ “نصف الصواريخ التي أُطلِقت قد أصابت هدفها بنجاح”.
وأكد الجيش الإسرائيلي وقوع أضرار “طفيفة” في القاعدة. وقال في بيان “من أصل أكثر من 120 صاروخاً بالستياً، اخترق عدد ضئيل جدا الحدود الاسرائيلية… سقط صاروخ في قاعدة لسلاح الجو في نفاطيم (جنوب) وألحق أضرارًا طفيفة في منشأة”.
وتزامنا مع الهجوم الذي انطلق من الأراضي الإيرانية، نفّذ حلفاء لطهران في المنطقة هجمات ضدّ إسرائيل، اذ أطلق حزب الله اللبناني صواريخ كاتيوشا في اتّجاه هضبة الجولان المحتلة، وأطلق الحوثيّون في اليمن مسيرات في اتّجاه جنوب الأراضي الإسرائيليّة.
وفي مؤشر على انتهاء التهديد الأمني في الوقت الراهن، أعادت إسرائيل فتح مجالها الجوي بعد إغلاقه..وكذلك فعل الأردن ولبنان والعراق
وندّدت دول عدّة بالهجوم، وتخوّفت من خطورة التصعيد فيما عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة الأحد بناءً على طلب إسرائيل، للبحث في العملية الإيرانية.
وذكر بايدن أنّه سيدعو قادة مجموعة السبع الأحد إلى تنسيق “ردّ ديبلوماسي موحّد” على الهجوم الإيراني “الوقح”.
في المقابل، أعربت الصين عن “بالغ القلق جرّاء تطوّرات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته”، داعية جميع “الأطراف إلى التحلّي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب”.
ودانت الدول الغربية الهجوم الإيراني. واعتبرت باريس أنه “يتجاوز عتبة جديدة” في زعزعة الاستقرار، بينما وصفه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بـ”المتهوّر” وأكد أن بريطانيا “ستواصل الدفاع عن أمن اسرائيل”.
وأعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عبر منصة “إكس”، أن الاتحاد “يدين بشدة” هجوم إيران، منددا بـ”تصعيد غير مسبوق” و”تهديد خطير للأمن الإقليمي”.
ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “بشدة التصعيد الخطير” المتمثل في الهجوم الإيراني. كما دان “الناتو” دان التصعيد الايراني، في حين دعت موسكو الاطراف كافة الى ضبط النفس.
إقليميا، أعربت الخارجيّة السعوديّة عن “بالغ القلق جرّاء تطوّرات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته”، داعية جميع “الأطراف إلى التحلّي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب”.
بدورها، أكدت مصر عبر وزارة خارجيتها أنها على “اتصال مباشر بكل أطراف النزاع لمحاولة احتواء الوضع”، محذّرة من “خطر توسع إقليمي للنزاع”.
ووجه البابا فرنسيس نداء عاجلا لوضع حد لأي عمل قد يتعدى دوامة العنف التي تهدد بجر الشرق الاوسط الى صراع اكبر.
بريطانيا: أسقطنا مسيّرات إيرانية
خلال الهجوم على إسرائيل
قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الأحد إن طائرات عسكرية بريطانية أسقطت طائرات مسيرة أطلقتها إيران في هجومها على إسرائيل الليلة الماضية، ودعا إلى أن يسود الهدوء لتجنب تصعيد الصراع في المنطقة.
وأشار إلى أنه لو نجح هذا الهجوم، لكان من الصعب التنبؤ بتداعياته على الاستقرار الإقليمي، وشدد على أن بلاده تقف إلى جانب أمن إسرائيل والمنطقة، وهو «بالطبع مهم لأمننا هنا في بريطانيا أيضا. ما نحتاجه الآن هو أن يسود الهدوء».
وأكد سوناك أنه «من المهم أن ننسق مع الحلفاء وسنكون كذلك. مناقشة الخطوات التالية في هذه اللحظة».
الأردن: اعترضنا أجساماً طائرة
دخلت مجالنا الجوّي
قالت الحكومة الأردنية الأحد إنها تعاملت مع «بعض الأجسام الطائرة» التي دخلت مجال البلاد الجوي الليلة الماضية، في إشارة إلى المسيرات والصواريخ التي أطلقتها إيران ضد إسرائيل. وأشارت إلى أن «شظايا قد سقطت في أماكن متعددة خلال ذلك من دون إلحاق اي أضرار معتبرة أو أي إصابات بين المواطنين».
وأضافت أن القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية ستتصدى «لكل ما من شأنه تعريض أمن وسلامة الوطن ومواطنيه وحرمة أجوائه وأراضيه لأي خطر أو تجاوز من أي جهة كانت».
واعتبر مجلس الوزراء أن ما حصل فجر أول من امس هو مواجهة بين طرفين هما إسرائيل وإيران، وحث مختلف الأطراف على ضبط النفس وعدم الانجرار نحو أي تصعيد ستكون له مآلات خطرة.
من جهتها، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت في خبر على موقعها الإلكتروني إن الأردن تصدى لعشرات المسيرات الإيرانية التي كانت متجهة إلى إسرائيل خلال الليل، وأضافت أن ذلك يأتي كجزء مما وصفته بتعاون غير مسبوق مع تل أبيب، رغم تحذير طهران لعمّان بأنها ستكون أحد أهدافها القادمة إذا تعاونت مع إسرائيل. وفي سياق متصل قال رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة الأحد إن أي تصعيد في المنطقة سيؤدي إلى «مسارات خطيرة»، مؤكدا على الحاجة لخفض التصعيد من قبل جميع الأطراف. وأضاف الخصاونة في تعليقات أمام مجلس الوزراء أن القوات المسلحة الأردنية ستواجه أي محاولة من أي جهة تسعى إلى تعريض أمن المملكة للخطر.
التصدّي للهجوم الإيراني
كلّف إسرائيل مليار دولار
نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن قيادي عسكري سابق أن إسرائيل أنفقت ما قد يصل إلى 5 مليارات شيكل (نحو 1.35 مليار دولار) خلال ليلة واحدة من أجل التصدي للهجوم الذي أطلقته إيران باستخدام مئات المسيرات والصواريخ. وقال رام أميناخ المستشار الاقتصادي السابق لدى رئاسة الأركان الإسرائيلية إن هجوم الليلة الماضية كلف ما بين 4 و5 مليارات شيكل (بين 1.08 و1.35 مليار دولار)، وأوضح أن التكلفة تشمل فقط التصدي للمسيرات والصواريخ من دون إدراج الخسائر الميدانية، والتي أعلن الجيش في وقت سابق أنها طفيفة.