المر في تدشين نصب السيدة العذراء: عدم انتخاب رئيس للجمهورية جريمة
رأى النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء والوزير السابق الياس المر ان «تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية جريمة، وان المسيحية رسالة وليست سياسة، وان لبنان لا ينهض بالمسيحيين وحدهم، ولا ينهض بلا المسيحيين، وبناء الدولة الحديثة يحتاج الى سواعد جميع بناته وابنائه».
وقال خلال تدشين نصب كبير للسيدة مريم العذراء في بتغرين بمشاركة السيدة سيلفي المر والنائب ميشال المر وغبريال المر وبعد مسيرة حمل خلالها المشاركون الشموع وتلاوة الصلوات وتكريس النصب: «يشرّفني أن نحتفل في هذه المناسبة المباركة، تدشين نصب السيدة مريم العذراء ، رمز الإيمان والمحبة والسلام، في بتغرين الحبيبة، عرين المتن الأبيّ. إنّ إقامة هذا النصب هو تعبير عن إيماننا المتجذر بالسيدة العذراء ، أمّنا الحنونة، على أمل أن تباركنا جميعاً، وتنير دروبنا في الحياة. إنّ اقامة هذا النصب في بتغرين المتن هو تذكير دائم بوجود العذراء معنا، ودعوة للالتزام بقيمها السامية، ونشر المحبة والتسامح بيننا، والصمود في هذه الأرض المقدسة. هذه رسالتنا وقناعتنا، هذا ماضينا ومستقبلنا.»
أضاف: «نفتخر كمسيحيين، اننا حافظنا على الهوية العربية واللغة العربية، في هذا الشرق، وبلا المسيحيين لا معنى للشرق. نفتخر كمسيحيين، اننا كنا في مقدمة الابطال الذين ناضلوا واستشهدوا في سبيل الاستقلال، وانتصروا. نفتخر كمسيحيين، اننا كنا رواد بناء الدولة اللبنانية وإغناء الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. نفتخر كمسيحيين، اننا بنينا صروحاً للثقافة والتعليم، فأسسنا نخبة المدارس والجامعات التي نشرت العلم والمعرفة في لبنان والعالم العربي. نفتخر كمسيحيين، اننا كنا في الصفوف الامامية في النهضة العربية ، ورواد الأدب والصحافة والفكر والهندسة في هذا الشرق نفتخر كمسيحيين، اننا لعبنا دوراً قيادياً في الدفاع عن حقوق الإنسان ، وحقوق المرأة».
وسأل: «أين لبنان اليوم؟ أين المسيحيين اليوم وأين هي رسالتهم، ودورهم؟ أين حقوق المواطن اللبناني؟ أين كرامة اللبناني؟ لأصحاب الشعارات نقول: شبعنا أزمات وتبريرات، شبعنا اتهامات وشعارات. ارحموا البلد من الكذب والنكايات، وارحموا الناس من الإهمال وقلة المسؤولية. ما هكذا تبنى الأوطان، ولا هكذا تدار الدول. اخجلوا من افعالكم. تحملوا مسؤولياتكم. هذا البلد ليس مزرعة لكم، بل هو أمانة في اعناقكم، أمام الله والعذراء، وامام هذا الشعب المناضل الأبي. لبنان لن ينهض بالاحقاد، ولن ينهض بالتطرف والتحريض، لم تتعلموا من أخطائكم، ولن تتعلموا. لا تزايدوا علينا مسيحياً، فنحن المسيحيون الحقيقيون. انا المسيحي ابن بتغرين والمتن الابي، أقول لكم: ان تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية هو جريمة، بحق المسيحيين قبل ان يكون جريمة بحق لبنان. ان التهرب من اعادة جنى أعمار اللبنانيين وذلهم هو جريمة. ان رفض الحوار هو جريمة. ان اهمال المتن أنمائياً وصحياً وتربوياً هو جريمة. لن نسكت عن ممارسكم، ولن نسكت عن جر بناتنا وشبابنا الى الانعزال والتطرف. حقوق المسيحيين تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية فوراً، ولا تنتهي ببناء الدولة الحديثة، ونحن لن نسكت عن الاتجار بحقوق المسيحيين. ان المسيحية رسالة وليست سياسة، المسيحية قيم لا غرائز، انفتاح لا انعزال، اعتدال لا تطرف، محبة لا كراهية، تسامح لا حقد. لبنان لا ينهض بالمسيحيين وحدهم، ولا ينهض بلا المسيحيين. وبناء الدولة الحديثة يحتاج الى سواعد جميع بناته وابنائه. لبنان لا ينهض بلا جيشه وحكمة قيادته وتضحيات ضباطه وجنوده».
وتابع: «أشكر جميع من ساهم في إنجاز هذا العمل المبارك، وأتمنى أن يكون هذا النصب مصدر إلهامٍ لنا جميعًا، يدفعنا للسير على خطى السيدة العذراء، ونشر الخير والسلام. أدعو الله أن يحفظ بلادنا من كلّ سوء، وأن تمنّ علينا السيدة العذراء برحمتها وشفاعتها».
وختم: «تذكرون يوم كنت نائباً لرئيس الحكومة ووزيراً للدفاع وتعرضت للتفجير، وحدها العذراء أنقذتني، ووحدها العذراء تنير طريقي كل يوم. لا تخافوا ولا تيأسوا. تمسّكوا بالأمل وببركة مريم العذراء. ومن كانت العذراء معه فلا تقوى عليه أبواب الجحيم».
تجدر الإشارة إلى أن نصب العذراء مريم «سيدة بتغرين» شيد قرب كنيسة مار الياس في القلعة بتغرين مقابل البلدة ويرتفع 16 مترا ونصف، وسيكون مزارا للمؤمنين من كل المناطق في لبنان كافة طيلة ايام الاسبوع.