السيّد: الوزير فيّاض هو نموذج فريد من الوزراء لم تألفهم الحكومات السابقة
كتب النائب اللواء جميل السيد عبر منصة “أكس” ما يلي: “أمس، قال وزير الكهرباء الدكتور وليد فياض، “إنّ سبب العتمة ألأوّل هو العقوبات الأميركية وقانون “قيصر” الذي منع وصول الغاز الينا من مصر عبر سوريا، والسبب الثاني هو المناكفات السياسية بين الفرقاء في البلد”…
الوزير فيّاض هو نموذج فريد من الوزراء الذين لم تألفهم الحكومات السابقة لا في الشكل ولا في المضمون ولا بالسلوك ولا بالتعابير،
تراه في عزّ الأزمات والعتمة طبيعياً، بارد الأعصاب، مبتسماً مُفَرفشاً مُرَكْلِساً (مشتقة من relax)، كأنّ شيئاً لم يكُنْ، سواء كان مسترسلاً في غفوة تحت ضوء الشمس على شاطئ السبورتنغ أو كان مُسلّماً رقبته للحلاق في مكتبه في الوزارة غير آبِهٍ من أن تشرد يد الحلاق في العتمة فتقطعَ جزءًا من أُذُنَيْه…
تحاول أن تغضب عليه أو أن تنتقده فلا تستطيع كونه يسبقك إلى الإستسلام ويرفع يدَيْهِ بالعَشْرة تسليماً بالعجز وعدم القدرة…
وأكثر ما يشفع بفيّاض ليس هضامته بل كونه ليس فاسداً ولا رُكناً من أركان الفساد بل ورث فساداً متراكماً في قطاع النفط والكهرباء منذ أن جرت إقالة وزير الطاقة الآدمي جورج إفرام عام ١٩٩٣ في حكومة الرئيس الحريري وما بعدها، حيث كان الهدف حينذاك إفلاس المؤسسة لبيعها وخصخصتها بأرخص الأسعار، ثم وجدوا لاحقاً أن بقاء قطاع النفط والكهرباء في عهدة الدولة يؤمن مزراباً من الفساد لا يُقارن بالربح من بيعها بالخصخصة…
الأنكى من كل ذلك،
أنّه بالأمس القريب في موازنة ٢٠٢٤، أقرّ مجلس النواب للحكومة رفع تسعيرة الكهرباء على الناس أضعافاً مُضاعفة لرفع العجز المالي عن المؤسسة، وقالوا للناس أنّ هذه الضريبة ستأتيكم بالكهرباء ٢٤ ساعة على ٢٤، وصدّقهم الناس ودفعوا فواتيرهم وإرتفعت الجباية في كل لبنان بين ٧٠ ٪ و ١٠٠٪،
فوصلنا إلى ٢٤ ساعة على ٢٤ عتمةً، وبقيت مافيا المولّدات في عزّها!!
هنا، بدأ المسؤولون بالتبرُّؤ من الظلام وتراشُقوا كرة المسؤولية بين الحكومة ووزارة المال ووزارة الطاقة ومصرف لبنان، ثم خرجوا بقرار سخيف كالعادة: تحويل أسباب العتمة إلى التحقيق والتفتيش!!
بإختصار،
الناس اليوم يدفعون الفواتير ويريدون الكهرباء ولا تهمهم مهاتراتكم ولا تبريراتكم ولا إتهاماتكم المتبادلة منذ سنوات إلى اليوم،
والناس يعرفون أن أصل العتمة وأصل الإنهيار في كل خدمات البلد وقطاعاته، ليس أميركا ولا إسرائيل ولا سوريا ولا إيران، بل الفساد المتراكم وعدم شبع المسؤولين وأزلامهم ومافياتهم من الفساد في كل قطاعات الدولة بلا إستثناء…
والحلّ؟!
عندما يكُفّ معظم هذا الشعب عن عبادة جلّاديه الذين يحكمونه وينهبونه…”.