إسرائيل بدأت عمليات صغيرة لقواتها الخاصة في جنوب لبنان استعدادا لهجوم بري محتمل.
تلاشت مفاعيل الدبلوماسية الدولية، والفرنسية – البريطانية، على وجه التحديد، مع اعلان دوائر القرارات المتهورة في اسرائيل عن ان بدء العملية البرية ضد جنوب لبنان.
والمثير للسخرية ان رموز الادارة الاميركية العجوز، تلعب دور «الدالول»، فتعلن ان العملية بدأت او ستبدأ الليلة (الليلة الماضية) وان رأس الادارة الذي دخل اشهر ولايته الاخيرة أنه لا يريد ان يسمع بالكلام عن دخول بري اسرائيلي، وهو يكون مرتاحاً لو توقفت الحرب بين اسرائيل وحزب الله.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول اميركي ان اسرائيل قلصت خططها لغزو بري واسع لتركز على عملية تشمل تدمير منصات اطلاق الصواريخ.
ومن منطقة الشمال الاسرائيلي، اعترف وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت ان اغتيال الامين العام لحزب الله حسن نصر الله، لن تؤدي الى عودة سكان الشمال، لذا، فإن اسرائيل «ستستخدم كل قدراتها»، معتبراً ان الجنود هم جزء من هذه القدرات، واكد ان الجيش الاسرائيلي قد يشن هجوماً برياً في جنوب لبنان.
وحاول الجيش الاسرائيلي ليلاً فتح ثغرة للدخول الى بلدة الخيام، عبر قصف مدفعي مركز من مستعمرة المطلة التي تبعد 6 كلم فقط عن الخيام، والتي اعلنها الجيش الاسرائيلي منطقة عسكرية مغلقة.
وكثفت المدفعية والطائرات الاسرائيلية الغارات على كفركلا والعديسة والخيام وصولاً الى الخردلي باتجاه البقاع.
ونقلت «يديعوت احرنوت» عن نائب رئيس الاركان الاسرائيلي «اننا امام امتحان خلال الايام القليلة المقبلة، واعتبر ان اغتيال نصر الله ليست نهاية الحرب».
وعليه اعاد الجيش اللبناني تموضعه في المناطق الحدودية، بعد اخطارات عبر اليونيفيل بضرورة الابتعاد عن مناطق قد تشهد معارك بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله.
وذكرت اليونيفل ان لا معلومات لديها عن اجتياح بري، ولكن قلقة، وفتحت قنوات اتصال مع الاطراف لمنع التقدم الاسرائيلي باتجاه الاراضي اللبنانية.
واوضح مصدر عسكري ان لا صحة للمعلومات عن انسحاب الجيش الى مسافة 5 كلم، انما اعادة تمركز للعناصر المنتشرة عند نقاط حدودية الى مراكز اكبر.
وكان قائد الجيش العماد جوزاف عون زار عين التينة، والتقى الرئيس بري، وناقش معه الوضع الامني في الداخل، واحتمالات الاجتياح الاسرائيلي البري، وتطبيق القرار 1701.
واعتبرت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان سلسلة اتصالات يفترض ان تشق طريقها من أجل العمل على حل يقي لبنان ويوقف العدوان الإسرائيلي عليه ووقف إطلاق النار وأشارت إلى أن المطلوب ترجمة الألتزام بالقرارات الدولية ولاسيما القرار ١٧٠١ وقالت إن صورة سوداوية ترتسم اثر بدء التوغل البري الأسرائيلي والذي لا يمكن التكهن عما قد يجر معه.
إلى ذلك أكدت أن الحل الديبلوماسي يجب أن تشترك به الدول المعنية، وأفادت أنه يعمل في الوقت نفسه على تحصين الجبهة الداخلية والتعاطي بحكمة ومسؤولية .
تحضيرات الهجوم البري
وذكر مصدران مطلعان لقناة CNN الاميركية: أن قوات خاصة إسرائيلية نفذت غارات صغيرة داخل الأراضي اللبنانية في الأيام الأخيرة كجزء من الاستعدادات لهجوم بري محتمل.
وقال المصدران، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لحساسية مناقشة المسائل العسكرية، «أن قوات الكوماندوز الإسرائيلية تسللت إلى الأراضي اللبنانية، واستهدفت مواقع حزب الله بالقرب من الحدود من أجل جمع معلومات استخباراتية وتدمير مواقع حزب الله في المنطقة». و رفض الجيش الإسرائيلي التعليق على هذه المعلومات.
ونقلت محطة «إن بي سي» عن مسؤول إسرائيلي قوله : أن إسرائيل بدأت عمليات صغيرة لقواتها الخاصة في جنوب لبنان استعدادا لهجوم بري محتمل.
كذلك ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية، نقلا عن مصادر «أن قوات إسرائيلية خاصة دخلت إلى أنفاق لحزب الله على الحدود مع لبنان». ووفقا للتقرير المطول، «فإن هدف هذه القوات جمع معلومات استخباراتية من داخل الأراضي اللبنانية، واستكشاف قدرات حزب الله، تمهيدا لعملية برية إسرائيلية وشيكة».
وقال أشخاص مطلعون على الأمر للصحيفة: إن قوات خاصة إسرائيلية نفذت عمليات صغيرة ومحددة في جنوب لبنان، لجمع المعلومات الاستخباراتية واستكشاف آفاق غزو بري أوسع نطاقا قد يحدث في أقرب وقت هذا الأسبوع.
وأوضحت المصادر «أن العمليات التي شملت دخول أنفاق، حدثت مؤخرا وكذلك على مدى الأشهر الماضية، كجزء من الجهود الأوسع التي تبذلها إسرائيل لتقويض قدرات حزب الله على طول الحدود الفاصلة بين إسرائيل ولبنان».
وأشارت إلى أن «توقيت أي اجتياح بري قد يتغير، حيث تتعرض إسرائيل لضغوط شديدة من الولايات المتحدة لعدم القيام بغزو كبير». ولم يتضح على الفور المدة التي تهدف إسرائيل إلى البقاء بها على الأراضي اللبنانية، أو شكل هذا الغزو.
واصدرت حكومة الاحتلال تعليمات لسكان المستوطنات بالبقاء قرب الملاجئ بعد اجتماع الكابنيت، عى ان تبدأ مشاورات امنية على نطاق ضيق.
نعيم قاسم: مستعدون
بالمقابل، وجه نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم:كلمة في اول ظهور علني له بعد الغارات الجوية المعادية الواسعة على لبنان واغتيال القادة الشهداء، فنعى الامين العام للحزب الشهيد القائدالسيد حسن نصر الله، وقال: فقدنا اخا عزيزا وقائدا محبا للمجاهدين يأنس بهم ويأنسون به رقيق القلب بعوائل الشهداء والجرحى والاسرى.
اضاف: أيها المجاهدون أنتم المنتظرون اعلموا أن السيد نصر الله بيننا دائمًا وأبدًا. وخلافاً لما ذكره العدو الإسرائيلي لم يكن هناك اجتماع لـ 20 قائداً برفقة سماحة السيد.وقد استشهد معه الإخوة إبراهيم جزيني وسمير حرب إلى جانب علي كركي.
وقال: ترتكب «إسرائيل» المجازر في كل مناطق لبنان وتعتدي على المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ وطواقم الإسعاف. وإذا اعتقدت «إسرائيل» أن يدها المفتوحة دولياً وتصميمها على العدوان سيوصلها لأهدافها فهي واهمة.
وتابع: برغم فقدان بعض القادة والاعتداء على المدنيين، لن نتزحزح عن مواقفنا الصادقة والشريفة، وستواصل المقاومة الاسلامية مواجهة العدو الاسرائيلي مساندة لفلسطين ودفاعا عن لبنان، وما نقوم به هو الحد الادنى وسنقوم بمتابعة المعركة حسب الخطط المرسومة.
والمقاومة مستعدة للالتحام البري مع قوات العدو.
حراك دبلوماسي بلا نتائج
وفي الحراك الدبلوماسي، تبيّن ان مهمة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو لم تصل لنتيجة.
واجرى امس محادثات مع المسؤولين اللبنانيين، استهلها بلقاء مع البطريرك الماروني بشارة الراعي.. وانتقل بارو الى السرايا حيث استقبله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي جدّد التأكيد» أن مدخل الحل هو في وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان والعودة الى النداء الذي اطلقته الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا بدعم من الاتحاد الاوروبي ودول عربية واجنبية لوقف اطلاق النار.وان الاولوية هي لتطبيق القرار الدولي 1701».
بدوره شدد وزير خارجية فرنسا على»اولوية انتخاب رئيس الجمهورية والعمل على وقف المواجهات المسلحة، وأكد ان فرنسا تدعم لبنان وشعبه على الصعد كافة، وهي مهتمة جدا بدعم الجيش ومساعدته في هذه الظروف الدقيقة».
ثم زار بارو الرئيس نبيه بري، الذي أكد للوزير الفرنسي «على موقف لبنان الإيجابي الذي أعلنه رئيس الحكومة في نيويورك حيال النداء الرئاسي لوقف النار في أعقاب القمه الرئاسية الفرنسية الامريكية والذي يحظى بدعم دولي واسع».
بدوره الوزير الفرنسي وافق الرئيس بري على عرضه، مؤكداً أن الحل الوحيد هو تطبيق القرار الأممي رقم 1701.
وعقد بارو مؤتمراً صحافياً في قصر الصنوبر لخّص فيه نتائج محادثاته وموقف فرنسا من التطورات ومما قاله: جئت لتقديم مساعدات طبيّة للمدنيين الجرحى تمّ تنظيمها بالتعاون مع المستشفيات والمنظّمات غير الحكوميّة. وجئتُ لألتقي بالرعايا الذين يسكنون في لبنان، ونفكّر بالفرنسيين اللذين قضيا جرّاء الغارات في الأيّام الماضية.
ودعا «الأطراف إلى الإستفادة من الجهود الدولية لإنهاء التصعيد، وقال: نحضّ حزب الله وإسرائيل على وقف عاجل للنار. ونحن نتواصل يومياً مع إسرائيل ونحضّها على الإمتناع عن الاجتياح البرّي، وندعو حزب الله إلى عدم القيام بأيّ عمليّة تُؤدّي إلى مزيد من التصعيد. ووقف إطلاق النار من مصلحته.
وأضاف: قلت لرئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة إنّه من غير الممكن أن يبقى البلد بلا رئيس خصوصاً إذا فشلت المفاوضات،و ندعم الجيش اللبناني للحفاظ على الوحدة الوطنية ولا يمكن ترك لبنان بدون رئيس يعمل على وحدته. وعلى القادة في لبنان العمل على استعادة مؤسسات الدولة.
وقال بارو: المسؤولون السياسيون الذين اجتمعت بهم اليوم يدعمون المقترح الفرنسي الأميركي الذي تمّت مناقشته مع الطرفين والذي يضمن هدنة فوريّة ووقف دائم للعدوان.
وفي السياق، فهم ان لا جلسة قريبة لمجلس النواب، لاسباب امنية تتعلق بنواب زب الله لذا كان المطلوب وقف للنار مروراً للبحث بعقد الجلسة.
مخاوف من انهيار الوضع
وازاء ما يحصل حذرت الاسكوا بالتعاون مع «اليونيسيف» وبرنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية من انهيار كارثي في لبنان، مشيرة الى ان الصراع خلف دماراً هائلاً في اقتصاد لبنان، اذ ستصل نسبة الفقراء الى 94٪ في النبطية و87٪ في محافظة الجنوب، حيث تعرّض اكثر من 23 الف منزل للدمار فيها.
وقالت إن مؤسسات الدولة الهشّة في لبنان تكافح لمواجهة التداعيات. وتحذّر الدراسة من أن الصراع المستمر، إلى جانب تضاؤل الموارد العامة والافتقار إلى الدعم الدولي، يدفع الحكومة نحو انهيار محتمل. كما أن الجهود المبذولة لإدارة الأزمات الإنسانية والتنموية باتت مستنزفة.
وفي اطار المساعدات، أكّدت الخارجية السعودية «وقوف المملكة إلى جانب الشعب اللبناني في مواجهة تداعيات الأحداث الأخيرة». كما شدّدت على ضرورة المحافظة على سيادة لبنان وسلامته الإقليمية، وكشفت ان ستقدم مساعدات طبية وإغاثية للشعب اللبناني.
واعلنت المفوضية الاوروبية عن تخصيص مساعدات انسانية اضافية بقيمة 10 ملايين يورو للسكان في لبنان المتأثيرن بتفاقم الاعمال العدائية بين حزب الله واسرائيل.
شهداء بالمئات
على وقع المجازر الصهيونية المتتالية امس على قرى الجنوب والبقاع وبعض المناطق الاخرى والتي استهدفت بيروت فجراً، عاد الحديث عن المساعي الدولية لوقف الهيستيريا الاسرائيلية التدميرية، واعلنت وزارة الصحة عن ارتقاء 105 شهداء بينهم عدد كبيرمن المسعفين، و 359 جريحاً من جراء الغارات الإسرائيلية خلال الـ 24 ساعة الماضية (ارتفع العدد لاحقاً نتيجة استمرار الغارات)، وسط عجزدولي صارخ عن لجم آلة العدوان، بينما تؤكد اسرائيل انها ستقوم بهجوم بري على لبنان برغم الضغوط الاميركية بشكل خاص كما يُقال «لثنيها عن شن هجوم بري واسع».
وافادت منظمة الصحة العالمية: أن التقديرات تشير إلى 118466 حالة نزوح جديدة في الفترة من 23 إلى 27 أيلول في لبنان.
استهداف بيروت
للمرة الاولى منذ بدء العدوان الجوي الصهيوني على لبنان، شن العدو غارة بطائرى مسيرة على بيروت مستهدفاً شقة سكنية في منطقة الكولا، ما ادى الى استشهاد 4 اشخاص واندلاع حريق في طابقين من المبنى. وعلى الفور، حضرت سيارات الاسعاف والاطفاء الى المكان المستهدف، وعملت فرق اطفاء بيروت على اطفاء الحريق.
واصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» البيان الآتي: «بمزيد من الفخر والاعتزاز تزف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين شهداءها القادة الشهيد القائد البطل محمد عبد العال (أبو غازي) عضو المكتب السياسي للجبهة ومسؤول الدائرة العسكرية الأمنية. و الشهيد القائد البطل عماد عودة (أبو زياد) عضو الدائرة العسكرية للجبهة وقائدها العسكري في لبنان و الشهيد البطل عبد الرحمن عبد العال.
اضاف البيان: ان القادة الثلاثة ارتقوا شهداء على طريق تحرير فلسطين فجر اليوم الإثنين 30 أيلول، إثر عملية اغتيال غادرة نفذتها طائرات الاحتلال الصهيوني في منطقة الكولا في العاصمة اللبنانية بيروت.
وافادت المعلومات ان الشقة المستهدفة مجاورة لمنزل النائب السابق نجاح واكيم، وأكدت المعلومات انه لم يصب بأذى وقد غادر المبنى.
ولم تتوقف المقاومة من تسديد ضربات قوية للمستعمرات والمواقع المعادية العائدة لجنود الاحتلال.
فقد استهدفت المقاومة الاسلامية تجمعاً للجيش الاسرائيلي في مربض الزاعورة بالصواريخ.
كما استهدفت المقاومة الاسلامية تجعاً لجنود الجيش الاسرائيلي في بيت سيدا بالاسلحة الصاروخية.
واستهدفت المقاومة الاسلامية بصاروخ «نور» مستعمرة كفر جلعادي.
ولم تتوقف الغارات الاسرائيلية على قرى الجنوب، من عيتيت الى خربة سلم، وصولاً الى البلدات البقاعية ومدينة الهرمل.
وليلاً، نفذ الجيش الاسرائيلي تهديداته بسلسلة من الغارات العنيفة على الضاحية الجنوبية، بعد أن كان أنذر سكان مناطق الليلكي وحارة حريك وبرج البراجنة، بإخلائها فورا، قائلاً: «سنضرب بقوة في هذه المناطق».