هوكشتاين وأبو الغيط في بيروت: الـ1701 لا يكفي
ميقاتي يعترض على مواقف قاليباف وإيران ترد
مصرة هي الجمهورية الاسلامية الايرانية على القضاء على لبنان ومن فيه بالمضي في الحرب ضد اسرائيل بشبابه. اصرارها ينعكس في مجمل مواقفها خلال الساعات الاخيرة، ما استوجب ردا ثانيا من الرئيس نجيب ميقاتي وردا ايرانيا على رئيس حكومة لبنان. تبدو ايران عازمة على ادارة ملف لبنان بالمباشر بعد اغتيال امين عام حزب الله حسن نصرالله، لكنّ مواقف الرئيس ميقاتي تؤشر الى شيء جديد غير واضحة معالمه بعد ، في انتظار ما ستفرزه الزيارات المكوكية للدبلوماسيتين الاميركية والعربية- المصرية مع زيارتي اموس هوكشتاين واحمد ابو الغيط.
هوكشتاين
تحركت الديبلوماسية الدولية واللبنانية بقوة اليوم من اجل انهاء الحرب الاسرائيلية على لبنان، الا ان الحركة بدت بلا افق ايجابي واضح. في السياق، جال المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين على المسؤولين اللبنانيين.واكد ان التزام الجانبين بالقرار 1701 ليس كافيا والحكومة اللبنانية بحاجة للمساندة وواشنطن ملتزمة بتقديم المساهمة اللازمة».
ايضا، جال الأمين العام لـ»جامعة الدول العربية» احمد أبو الغيط على المسؤولين واكد انه يجب العودة للتنفيذ الفوري للقرار 1701 حتى ولو استدعى الامر صدور قرار من مجلس الامن الدولي يعيد تأكيد هذا القرار.
ماكرون يطلب
من جانبه، اجرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اتصالا هاتفيا برئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو أعرب في خلاله أولاً عن تضامنه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في أعقاب الهجوم غير المقبول بطائرة بدون طيار الذي استهدف منزله الشخصي. وأشار إلى حرص فرنسا على أمن إسرائيل. وفي ما يتعلق بلبنان، طلب ماكرون من رئيس الوزراء الإسرائيلي الحفاظ على البنية التحتية وحماية السكان المدنيين والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن. وندد بالإجراءات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد قوات اليونيفيل، وأعرب عن رغبته في أن تلعب الأمم المتحدة دورها الكامل في جنوب لبنان، للسماح بعودة السكان المدنيين إلى ديارهم، بأمان، على جانبي الحدود بين لبنان وإسرائيل.
الشروط
وأفاد موقع أكسيوس نقلا عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين بأن إسرائيل قدمت للولايات المتحدة الأسبوع الماضي وثيقة تتضمن شروطها للتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب في لبنان. ونقل أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي أن إسرائيل طالبت السماح لقواتها المسلحة بالمشاركة في «تنفيذ فعال» لضمان عدم إعادة تسليح «حزب الله» وعدم إعادة بنيته التحتية العسكرية بالقرب من الحدود. وكشف التقرير أن إسرائيل طالبت أيضا بحرية عمل قواتها الجوية في المجال الجوي اللبناني. وقال مسؤول أميركي لأكسيوس إن من غير المرجح بشكل كبير أن يوافق لبنان والمجتمع الدولي على شروط إسرائيل. وذكر التقرير أن مبعوث الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين سيزور بيروت اليوم لبحث إمكانية إيجاد حل دبلوماسي للصراع.
ميقاتي وايران
الى ذلك، أكد ميقاتي «تمسك لبنان بالقرار الدولي الرقم 1701 لأنه يوفر الاستقرار»، مشدداً على «أن الحل الديبلوماسي للوضع في لبنان لا يزال على الطاولة». وفي حديث الى «قناة العربية» قال: «لا حل الا بالديبلوماسية، وهو لا يزال مطروحا على الطاولة، فلماذا لا نختصر الوقت ونتفادى المزيد من القتل والدمار». واعتبر ان «القرار 1701 قرار محكم ويمكن ان يحقق استقرارا طويل المدى على الحدود، ونحن متمسكون به. ايضا فان وثيقة الوفاق الوطني التي انبثق عنها الدستور تقول ببسط سيادة الدولة على كل الاراضي اللبنانية، ويجب العمل على اسكمال تنفيذ هذه الوثيقة»، مشيرا الى ان «حزب الله وافق على تنفيذ القرار 1701 والمطلوب ايضا وقف العدوان الاسرائيلي والخروقات المستمرة منذ صدور القرار، برا وبحرا وجوا». أضاف ميقاتي: «لا اتصال مباشرا مع «حزب الله» منذ منتصف الشهر الفائت، ولكننا على تنسيق يومي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، والحزب ممثل في الحكومة وقد وافق على القرار الاخير الذي اتخذناه بشأن الطلب إلى مجلس الأمن الدولي يدعوه لاتخاذ قرار بالوقف التام والفوري لإطلاق النار، مع التشديد على التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار رقم (1701) الصادر عن مجلس الأمن لا سيما في شقه المتعلق بنشر الجيش في جنوب لبنان وتعزيز حضوره على الحدود اللبنانية بما من شأنه أن يضمن تنفيذ هذا القرار. وعلينا أن نوفّر الدماء والدمار وننفّذ القرار 1701». وردا على سؤال، رأى ميقاتي ان «لا بديل عن القرار 1701 ولا وجود لقرار اممي جديد، لكن يمكن ان تلحق بهذا القرار تفاهمات جديدة لتنفيذ القرار 1701». وعن الموقف الايراني قال: «لقد ابلغت القيادات الإيرانية أن يخففوا العاطفة تجاه لبنان، كما راجعت حوار رئيس مجلس الشورى الايراني محمد باقر قاليباف بنفسي وأبلغت اعتراضي والرسالة وصلت». أضاف: «أتفهم أن تدعم إيران التفاوض، لكن لا أحد يتحدث نيابة عن الدولة اللبنانية».
خارجية ايران
في المقابل، نقلت وكالة «مهر» الايرانية عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية اسماعیل بقائي أن «إيران ترفض اتهامات رئيس الوزراء اللبناني بالتدخل في شؤون بلاده»، ورأى أن «أفضل مسار لتسوية الوضع السياسي في لبنان هو وجود حوار لبناني – لبناني». وأوضح أن «إيران تعتبر السعي إلى وقف الإبادة الجماعية الصهيونية ضد غزة ولبنان وظيفة إنسانية وأخلاقية وإسلامية»، معلنا أنها «ستواصل مشاوراتها لوقف الحرب على غزة ولبنان وترحب بكل الجهود لتحقيق هذه الغاية» واستنكر «التهديدات بضرب منشآتنا النووية»، مشددا على أن «هذه التهديدات تتعارض مع القوانين الدولية وهو أمر يهدد الأمن الدولي». وأفاد بـ»أننا أبلغنا رفضنا هذه التهديدات عبر رسالة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية».