عبد المسيح في رسالة الى يوحنا العاشر : عظتكم بداية ثورة تجدد في الكنيسة الإنطاكية وخارطة طريق سيادية إصلاحية إنقاذية لبناء سوريا الجديدة
توجه النائب أديب عبد المسيح، برسالة مفتوحة إلى بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر، قال فيها :
“لقد تابعنا يا صاحب الغبطة و بدقة، عظتكم التاريخية من كنيسة الصليب المقدس تاريخ 15 كانون الأول 2024 . إننا فيما ننوه بدعوتكم أطياف الشعب السوري للتلاقي والعيش الواحد بدل المشترك، مع ضرورة المساواة بين الجميع وأمام القانون، فقد صوبتم حسنا نحو الشراكة التاريخية بين المسلم والمسيحي، بينما يبقى المصير المنتظر واحدا.
كما لفتني تحديدكم خارطة طريق سيادية، إصلاحية وإنقاذية لبناء سوريا الجديدة على الأسس التالية:
1. دولة مدنية
2. دولة مواطنة
3. السلم الأهلي
4. دولة القانون
5. احترام الحريات و المعتقدات
6. دولة الديمقراطية
7. احترام حقوق الإنسان
بينما يبقى الضامن الأول و الأخير لهذه الأسس هو الدستور”.
أضاف عبد المسيح في رسالته : “لن أدخل في تعقيدات الملف السوري والأحداث الأخيرة مع أنني أعتبر يا صاحب الغبطة أن ما كتبتم هو إعتراف صريح بواقع إنعدام كل هذه الأسس المذكورة خلال حكم آل الأسد وأن سلمهم الأهلي الإفتراضي لم يكن إلا سلما قمعيا من نظام جائر حكم شعبه كالطاغية نيرون، بعيدا عن منطق القانون والمساواة والديموقراطية وحقوق الإنسان وحتى “محبة الله والآخر”،التي هي الركن الرئيسي في عقيدتنا الدينية المستقيمة الرأي.
وتابع :”صحيح يا صاحب الغبطة أنك سوري الجنسية والهوى والتربية الصالحة في عائلة مؤمنة، لكنك بإنتمائك للكنيسة الأرثوذكسية،أنت إنطاكي الهوية والإيمان والفكر، فلبنان هو بلدك كما سوريا وإنطاكية وسائر المشرق، و فيما تطالبون بدستور سوري، يتساوى فيه الجميع، أسوة بدستورنا المسيحي الذي نتساوى فيه جميعا بكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية، أطلب منك أن ترفع أيضا صوتك من على هضبة الكرامة في بلمند الكوره، وتنادي الفئات الضالة في لبنان والذين وضعوا رهانهم على أنظمة البطش والشر وحسابات الخارج ومحور الإنتحار الجماعي، أن يعودوا إلى العيش الواحد الذي نفتقده وأن نتساوى تحت سقف القانون وأن نحترم الدستور، تحديدا إتفاق الطائف المتفق عليه وأن نطبقه بالكامل، وأن تكون شرعية حمل السلاح الذي سبب لنا الدمار والإنهيار بيد الحكومة اللبنانية وجيشها الشرعي وأن نحترم القرارات الدولية والحريات العامة وأن نتساوى في الحقوق كافة”.
واستطرد :”آن الأوان يا صاحب الغبطة أن تكون جسرا نعبر فيه من شريعة الغاب إلى شريعة القانون كما عمل القديس بولس كجسر بين شريعة موسى وشريعة المسيحية.
نريدكم يا صاحب الغبطة كقيادة روحية منتخبة بطريقة ديموقراطية عبر استدعاء الروح القدس، أن نحتمي تحت جناحيكم وأن تضربوا بعصا موسى، فتقفوا إلى جانبنا ليس فقط بالصلاة إنما بالعمل على تحرير مجتمعنا من عبودية الاخرين، بدءا بأنفسنا ومؤسساتنا، و أن نعطي لقيصر ما لقيصر فقط، لا أن يحكمنا قيصران،الأول عاجز والثاني مرتهن للخارج.
عظتكم المميزة هي بداية ثورة تجدد في الكنيسة الإنطاكية وهذا ما كنت أتمنى أن أسمعه منذ وقت طويل، تطبيقا لرسالة بولس الثانية إلى اهل كورنثوس التي جاء فيها:”وإن كان إنساننا الخارج يفنى، فالداخل يتجدد يوما بعد يوم”.
رجاؤنا يا صاحب الغبطة أن يتكلل خطابكم المستقبلي بمزيد من التجدد والصوت الصارخ في البرية وأن تضعوا لبنان تحت أعينكم كما سوريا وأن تقولوا كلمتكم وتمشوا فإننا بإتكالنا عليكم لن نخيب، و أن يكون المجتمع الأورثوذكسي اللبناني شريكا فعليا مع كنيسته و مؤسساتها كافة،آن الأوان لنتحرر جميعنا وأن تكون كنيستنا مرجعا لإستعادة الشرعية والحقوق، ليس فقط في المحاكم الروحية، كيف لا والمسيح هو ملجأنا الحصين في جميع الشدائد”.
وختم عبد المسيح رسالته : إفتحوا أبوابكم وقلوبكم ودعونا يا صاحب الغبطة نشارككم همومنا ومخاوفنا وأفكارنا، فقد أظهرت الأحداث السريعة أن الشعب الذي سكن الظلمة ولو بعد حين كان على حق ونحن نمثل أصحاب الحق ولا حل يبدأ إلا بالسياسة والحقوق المدنية والدستورية كما ذكرتم، فنسخرهم لخدمة شعبنا.
إجعل البلمند منبرا للحرية و الديموقراطية والكلمة كما كانت وستبقى مزارا للمؤمنين والضعفاء وطالبي الخلاص الإلهي بشفاعة والدة الله أم النور”.