الإذاعة الإسرائيلية تؤّكد حدوث “اختراق” في مداولات الصفقة وواشنطن تتوقع اتفاقاً وشيكاً لوقف النار
سموتريتش يعتبرها “كارثة” و”استسلاما” لإسرائيل
تتواصل التقارير الإعلامية المتفائلة عن “تقدم مداولات الدوحة”، وتقول مصادر إسرائيلية إنها موجودة في النقطة الأقرب من الصفقة، وإن الضغط الأميركي يلعب دورا في ذلك، وسط تباين التقديرات عن احتمالات إتمامها قبل دخول الرئيس ترامب البيت الأبيض بعد أسبوع.
وربما يعبّر رسم كاريكاتير في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية الإثنين، عما يحصل وراء الكواليس، ويفسّر هذا “التقدّم”. إذ يبدو نتنياهو في الرسم مقابل قيادي حمساوي حول طاولة مفاوضات وبينهما رأس ترامب مفخّخ كقنبلة موقوتة.
وتفيد تسريبات إسرائيلية أن ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، الذي وصل على متن طائرته الخاصة من الدوحة لتل أبيب، وعاد إلى قطر بعد ساعات، قد أبلغ نتنياهو برسالة ترامب الصارمة، بأنه يريد إنهاء ملف الحرب وتبادل الأسرى.
وبعد ذلك بادر نتنياهو للقاء الوزيرين المتشددين إيتمار بن غفير الذي عارض في الماضي كل صفقة مع حماس، وبتسلئيل سموتريتش الذي لم يعارض الصفقة الأخيرة، لكنه أعلن معارضته للصفقة المطروحة الآن، وقال في تغريدة إن الصفقة التي تتبلور هي كارثة للأمن القومي الإسرائيلي، ولن نكون جزءا من صفقة استسلام تتضمن الإفراج عن قتلة كبار، وتتضّمن وقف الحرب وتدمير إنجازات تم تحقيقها بالكثير من الدماء، والتخلي عن العديد من الرهائن، وفق تعبيره.
وذكر الاعلام الاسرائيلي امس ان 10 من اعضاء الائتلاف الحكومي وجهوا رسالة الى نتنياهو اعربوا فيها عن معارضتهم الشديدة للصفقة.
إسرائيل تسلمت مسودة اتفاق
قالت وسائل إعلام عبرية، إن الرئيس الأميركي جو بايدن في الليلة الفائتة، تحدث مع نتنياهو عن ضرورة وقف الحرب فورا وإتمام صفقة.
وفي الساعات الأخيرة زعمت إن نتنياهو قال لبن غفير وسموتريتش إنه لابد من التعامل بحذر مع الرئيس ترامب، وإن هناك فرصة لاحقا لتحقيق مكاسب كبرى، لكن لابد من إتمام صفقة في البداية.
بالتزامن، تنقل صحيفة “يديعوت أحرونوت” نقلا عن مصدر دبلوماسي قوله إنه يمكن التوصل لاتفاق خلال أيام، منوهة أنه فيما يستعد الطاقم المفاوض العودة بنتائج من الدوحة في إسرائيل يستعدون لشق طريق ممكن قبل دخول ترامب للبيت الأبيض، لكننا لم نصل هذه النقطة ونجاح الصفقة منوطة بـ”حماس”.
وطبقا للإذاعة العبرية العامة، واستنادا لمصادر فلسطينية وإسرائيلية، يدور الحديث عن صفقة شاملة متدرجة تشمل وقفا للنار لفترات متباعدة، 42 يوما بين كل مرحلة، وتشمل الإفراج عن نحو 30 من الرهائن الإسرائيليين مقابل نحو 1500 من الأسرى الفلسطينيين، من بينهم مئات من ذوي المحكوميات العالية.
وتفيد الإذاعة العبرية العامة ، أن الاحتلال سينسحب في المرحلة الأولى من المراكز السكنية في كل القطاع، وأن الغزيين سيعودون لشمال القطاع، وأن هناك خلافا حول “جهاز فحص” لهؤلاء العائدين.
وذكر موقع ”اكسيوس” ان نتنياهو قدم تنازلات جديدة بشأن المحتجزين الفلسطينيين المفرج عنهم وانسحاب القوات الاسرائيلية من محوري نتساريم وفيلادلفيا.
وتوقع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الاثنين اتفاقا وشيكا لوقف إطلاق النار في غزة هذا الأسبوع، بينما تتواتر التصريحات عن إحراز تقدم باتجاه إبرام صفقة بين إسرائيل وحركة حماس.
وفي تصريحات نشرها موقع بلومبيرغ، قال سوليفان إن هناك احتمالا للتوصل لاتفاق قبل مغادرة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن منصبه هذا الأسبوع، بيد أنه قال إنه لا يمكنه تقديم وعود بهذا الشأن.