إطلاق احتفالية “طرابلس تنبض من جديد” وإعلان تفعيل ساعة التل

محمد سيف
نظمت جمعية تجار ساحة جمال عبد الناصر التل احتفالا لاطلاق فعاليات “طرابلس تنبض من جديد” والاعلان عن تفعيل ساعة التل واعادة تشغيلها، بمناسبة بدء شهر رمضان المبارك، وذلك برعاية وزير الثقافة غسان سلامة وممثلا بمدير عام الثقافة الدكتور علي الصمد، وحضر النائب ايلي خوري، السفير طلال صوراني ممثلا النائب فيصل كرامي، السيدة سليمة اشرف ريفي الى رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، ممثل مفتي طرابلس الشيخ محمد طارق امام، ممثل عن مطران طرابلس والكوره وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران افرام كرياكوس، ممثل للامين العام لـ”تيار المستقبل” احمد الحريري ورئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الشمالي شادي السيد والمسؤول السياسي في الجماعة الإسلامية في طرابلس ايهاب نافع ونائب نقيب المحررين غسان ريفي وحضور شعبي.
بداية النشيد الوطني اللبناني ثم القى رئيس الجمعية عامر رحيم كلمة قال فيها: “طرابلس تحتاج في كل وقت لكي ينبض قلبها ولكي تنتفض شرايينها ولكي تدب الحياة في اوصالها، تستحق منا كل همة وكل عمل وكل جهد وكل اندفاعة تحفظ تراثها وترفع من شان واقعها”.
أضاف: “فشلت كل المحاولات خلال السنوات الماضية في التوصل الى انتظام حقيقي وتنظيم مدني للمخططات العلمية والواقعية لاسواق طرابلس وخاصة لساحة التل ، خطو تزاوج بين تراث المدينة وتاريخها وحاجاتها التجارية وضرورات السياحة والتنمية الاقتصادية والتجارية، فسقطت كل الدراسات وبقيت الطرقات متشابكة، وزحمة السير تخنق في المواسم المدينه، كل ذلك لاننا لم نقدر ان نصيغ دراسة واضحة قيمة للمدينة انطلاقا من ساحة التل ووصولا اليها، ولذلك سعينا وتطلعنا دائما في الساحه الى اطلاق حيوية وضخ دم جديد علنا في ذلك ندفع العجلة فنحرك المياه الراكدة، وندفع التجارة والاقتصاد الى واقع جديد مطلوب”.
وقدر رحيم “الدعوة التي اطلقها وزير الثقافة السابق القاضي محمد وسام المرتضى لاعتماد مدينة طرابلس مدينة دائمه ابدية للثقافة ، وهي كذلك كانت وتبقى ، ونتاج ان نعيدها ولكن اذا ما عرفنا كيف نستخدم تراثها العلمي وميزاتها الثقافية وميزات اهلها وقدراتهم وما يتمتعون به في هذا المضمار”.
وختم: ” يسرنا ان نعلن عن اعادة تفعيل ساعة التل التي تحمل اسم السلطان عبد الحميد وهي رمز من رموز التاريخ وهي صامدة كمعلم اساسي تزين وسط المدينة ليل نهار ، وصوتها الذي نريده ان يخرج منها دائما ، انما نتمناه مؤنسا للفضاءات والساحات والباحات وصولا الى عمق المدينة”.
يمق
بدوره، قال رئيس البلدية الدكتور يمق : يسعدني مشاركة بلدية طرابلس في هذه الفعالية الثقافية السياحية والاقتصادية، تحت عنوان “طرابلس تنبض من جديد”، بتنظيم من لجنة تجار عبد الناصر التل.
هذا النشاط يعيدنا الى الرقي والتاريخ والاصالة التي تجسدت في طرابلس عبر العصور، وهو عمل يعيد الفيحاء الى دورها الريادي وهويتها وتاريخها، وهنا نأمل ان يتجرأ ابناء طرابلس الميسورين على الاستثمار في مشاريع تراثية وسياحية لاعادة أمجاد مدينة طرابلس القديمة الاثرية ونفض غبار الزمن عنها وإعادة الحياة لكل منطقة التل والأسواق المحيطة لتعود الى سابق عهدها حركة تجارية وقُبلة للسواح والزوار”.
اضاف:” إن طرابلس تملك كنزاً أثرياً مهملاً يتجسد في مدينتها القديمة وبقلعتها وأسواقها وأحيائها وأزقتها ومساجدها وكنائسها وخاناتها وحماماتها ومنازلها وهي آثار تنتمي لعدة عصور من الفينقيين واليونان الى العرب والصليبيين والمماليك العثمانيين، وصولا الى الانتداب الفرنسي، لذلك ندعو معالي وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة المحب لطرابلس العمل على وضع مدينة طرابلس بكل كنوزها على لائحة التراث العالمي وتفعيلها، والعمل على إصدار قانون من مجلس النواب يحمي المدينة القديمة ويحفظ مبانيها الخاصة بتدخل من البلدية بشكل استثنائي في إطار تطبيق اللامركزية الإدارية لأن هذا الكنز التاريخي يشكل اهم مشروع تنموي يمكن أن ينهض بالمدينة ويجذب الزوار من كل أصقاع الأرض، الأمر الذي يخفف من حالة الفقر والحرمان والبطالة التي تعيشها المدينة منذ عقود، ويخدم سياسة النهوض الاقتصادي لمعالجة الأزمة التي يمر بها الوطن منذ سنوات”.
وتابع:” نحن في مجلس بلدية طرابلس هدفنا مد يد المساعدة والعمل سوية مع الجميع لاعادة الحركة النشطة لكل الاسواق، ونعمل على تشجيع كل المشاريع المثمرة التي تدفع التنمية والانماء، وظيفتنا كبلدية تنمية المدينة ودفع مشاريعها الى الأمام، ودائما الشراكة هي الاساس لانجاح العمل، الشراكة بين السلطات المحلية البلدية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وذلك لبناء اسس سليمة للتنمية المستدامة، ولكي ننال ثقة اهلنا في المدينة التي نحب ونعمل لأجلها، ولا شك فإن مشروع “طرابلس تنبض من جديد” وجهود لجنة تجار ساحة عبد الناصر، يعد فرصة للتعبير عن الابتكار في مجالات السياحة الداخلية، وتعزيز التنمية المحلية واستثمار الموقع الفريد لمنطقة التل وساعتها العثمانية الفريدة ومقهى فهيم الاثري ومبانيها التراثية”.
خوري
والقى النائب خوري كلمة قال فيها: ” اليوم، وبعد عشر سنوات من التوقف، ها هي ساعة طرابلس تدق من جديد. إن إعادة تشغيل هذه الساعة، في هذا التوقيت تحديدًا، ليست مجرد عملية إصلاح فني، بل هي رسالة واضحة تحمل في طياتها دلالات كبيرة، إذ تتزامن مع مسيرة استعادة الدولة التي نطمح إليها جميعًا في هذا العهد الجديد”.
أضاف: “لقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن زمن الاستقواء على القضاء والقوانين قد ولّى، فحين يتحرك القضاء لمحاسبة المعتدين على قوات اليونيفيل، وحين تصدر مذكرات توقيف بحق المتورطين في اعمال الشغب على طريق المطار، وحين يعلن رئيس الجمهورية، أمام الموفد الإيراني وبكل وضوح، أن لبنان لن يتحمل حروب الآخرين بعد اليوم، فإننا نستطيع أن نقول بكل ثقة: لقد دقت ساعة استعادة الدولة، ومعها دقت ساعة طرابلس التي انتظرت طويلًا عودة الدولة وناضلت من أجل ذلك”.
وتابع: “إن هذه الساعة، التي شهدت فترات ازدهار المدينة كما شهدت فترات الإهمال والصراعات، تعود اليوم مع عودة الدولة لتكون رمزًا لاستعادة الدور الريادي لطرابلس. هذه الساعة هي ساعة طرابلس، إنها نبض طرابلس، نبض الدولة، نبض السيادة و الاستقلال،،، نبض لبنان. ان النور الذي يشعّ منها ليس إلا امتدادًا للنور الذي بدأ يضيء في سماء لبنان والمنطقة”.
وأردف :” إننا ندرك حجم المعاناة، ونعلم أن مدينتنا تعاني من نسبة بطالة هي الأعلى في لبنان. لذا، علينا جميعًا، بالتعاون مع الحكومة، أن نضع طرابلس على رأس الأولويات. وأعدكم بأنني سأسعى بكل جهد لتحسين أوضاع المدينة وأهلها، من خلال العمل الجاد والمسؤول في المجلس النيابي
وختم: “معًا، وبجهدنا المشترك، سنعيد طرابلس إلى موقعها الطبيعي، وسنعمل يدًا بيد من أجل مستقبل أفضل لمدينتنا وأهلها وأجيالها القادمة”.
عرض تاريخي لتدمري
ثم قدم رئيس لجنه التراث والاثار في بلديه طرابلس خالد تدمري عرضا بالصور لتاريخ ساحة التل، توقف عند “معالمها والمحطات التي شهدتها ابان الحكم العثماني والتركي وما شهدته من تطور كما توقف عند بناء السرايا الرسمية التي هدمت في وقت لاحق بخطأ محلي”، ولفت الى “مرور سكة الحديد فيها ضمن خطة ايضا اشرف على تمويلها وانشائها السلطان عبد الحميد”، واستعرض بعد ذلك “التطور العمراني في المنطقة وبناء القصور من قبل العائلات الطرابلسية لا سيما نوفل وعريضة وسلطان وغيرهم”.
وأشار إلى ان ‘تسمية التل المرتبطة بالتلة التي لا تزال موجودة حتى الساعة في قسم منها والتي تعتليها قهوة التل العليا”. كما اشار ايضا الى” عدد من المباني التي ازيلت من المنطقة وكانت قد بنيت باسلوب هندسي راق ابان الحكم العثماني”.
