ندوة وتوقيع رواية “أرشدني لبوابة اليأس” في الرابطة الثقافية برعاية بلدية طرابلس

ندوة وتوقيع رواية “أرشدني لبوابة اليأس” في الرابطة الثقافية برعاية بلدية طرابلس

محمد سيف

نظمت الرابطة الثقافية طرابلس، بالتعاون مع جمعية الوفاق الثقافية وبرعاية بلدية طرابلس، ندوة وتوقيع رواية “أرشدني إلى بوابة اليأس” لمؤلفها الكاتب ماهر أحمد مرعي، وهي رواية في ثلاثة مشاهد وفيها الكثير من البوح الصامت، وذلك في قاعة المؤتمرات في الرابطة، بحضور رئيس البلدية الدكتور رياض يمق، رئيس الرابطة الثقافية الصحافي رامز الفري، الدكتور مصطفى الحلوة، المستشار الإعلامي لبلدية طرابلس محمد سيف، رئيس اتحاد المهندسين الفلسطينيين في لبنان المهندس احمد الخطيب، مسؤول حركة فتح في طرابلس جمال كيالي، ممثل جمعية الوفاق الثقافية وهبة الدهيبي، ممثل نادي الوفاق الرياضي ابراهيم طوقجي، الدكتور فراس أمانة الله، الفنانين مهى الماس، عبد الرحمن المحمد والشاعر مصطفى غنوم ولفيف من الكُتاب والمؤلفين وطلاب الجامعات.

حامد
البداية مع النشيد الوطني اللبناني ثم كلمة مدير الندوة ألقاها الشيخ الأستاذ صالح حامد، الذي قال: “وكأني بالروائي ماهر مرعي نذرَ للرواية صوماً، فلنْ يُكلِّمَ الناس عنها إلاّ وقت هلال الإفطار، فالرواية المحتفى بها مرت بمراحل التكوين كالجنين، والآن جاءها المخاض إلى جذع الرابطة الثقافية لتعلنَ الولادة الميسرة للرواية الأولى تحت رعاية رئيس بلدية الفيحاء، د. رياض يمق.
فالراوي قد يجد نفسه مضطراً لتسطير آلاف الصُّورِ والمواقف والجمل المتخيَّلَة التي أثقلت كاهله، فهوّن عليه عبئها، فسكبها على الورقِ ليتخلصَ منها فيستريح”.

يمق
ثم القى رئيس البلدية الدكتور يمق كلمته، قال فيها :” يشرفني أن أكون بينكم اليوم في هذا الحدث الثقافي الذي يعكس الوجه المشرق لمدينتنا طرابلس، المدينة التي كانت وستظل منارة للعلم والأدب والفكر. إن الثقافة هي العمود الفقري لأي مجتمع، والأدب هو المرآة التي تعكس قضاياه وهمومه وتطلعاته. ومن هنا، نؤمن بأهمية دعم الأقلام الشابة والمواهب الواعدة، لأنها تمثل صوت المستقبل وروح التجديد. إننا اليوم نحتفي بإنجاز أدبي جديد، رواية “أرشَدَني لبوابة اليأس”، التي خطّها يراع كاتبنا الشاب ماهر أحمد مرعي، فأتت تعبيراً صادقاً عن تجربة إنسانية تحمل في طياتها الكثير من التأملات العميقة والأسئلة التي تلامس واقعنا. هذه الرواية ليست مجرد كلمات على الورق، بل هي شهادة على قدرة الأدب في التعبير عن الحياة بكل ما تحمله من تحديات وصراعات داخلية، وهنا أدعو للعودة إلى الكتابة والقراءة الورقية بعد أن تحولت عقول شبابنا واولادنا الى ألة ممكننة لا تفقه شيئا، وجوه مسمرة أمام الهواتف مع برامج ما انزل الله بها من سلطان، فيما يشبه المؤامرة لضرب العقول في الوطن العربي، كونه يضعف الوظائف الإدراكية، ويؤدي إلى تقليل قدرات الفتية والشباب في التركيز على المهام والعمل المهم، ويعطل هذا السلوك الإنساني للحياة اليومية والتفاعلات الاجتماعية وحتى الصحة العقلية”.
أضاف :” إن دعم الثقافة والمواهب هو التزام نحرص عليه في بلدية طرابلس، لأنه استثمار في الفكر والهوية، ونافذة تفتح أمامنا آفاقاً جديدة للفهم والتعبير، وهنا، نبارك لكاتبنا هذا الإنجاز، ونؤكد أننا سنبقى دائماً داعمين لكل مشروع أدبي يثري ساحتنا الثقافية، ويعكس جوهر مدينتنا التي لطالما كانت موطناً لإبداع المبدعين، فكانت الفيحاء بإمتياز مدينة العلم والعلماء ومنارة يشع نورها أرجاء المعمورة، وعاصمة للثقافة اللبنانية والعربية والاسلامية الى جانب كبريات المدن العربية والإسلامية”.
وقال:” الجميع يعلم حجم المعوقات الإدارية وتأثيرها على العمل البلدي، وما شهدناه خلال السنوات الماضية خير دليل على سلبية القوانين الناظمة لعمل السلطات المحلية في لبنان ولقد خسرت بلدية طرابلس مايزيد عن 60 مليون دولار نتيجة إرتفاع سعر الدولار الامريكي مقابل انهيار سعر الليرة اللبنانية وعدم تمكن السلطة التنفيذية في البلدية من تحويل الأموال من الليرة الى الدولار نتيجة لرفض سلطة وصاية القرار المركزية في الوزارات المعنية، ولهذا ونحن على أبواب انتخابات بلدية نطالب باسمكم جميعا بضرورة ان تُطبق الحكومة العتيدة بند اللامركزية الإدارية والمالية والمراقبة كما نص قانون اتفاق الطائف رحمة بالعباد والبلاد وحفاظا على أوقاتهم ومدخراتهم”.
وختم :”أتمنى لكم أمسية أدبية ممتعة وملهمة، وللكاتب والروائي ماهر أحمد مرعي النجاح الباهر في مسيرته الأدبية والعلمية”.

فيعاني
ثم بدأت الندوة، بمداخلة للدكتورة أميلي شماس فيعاني، تحت عنوان “بين الألم والأمل”، حيث تناولت محوري اليأس والغموض في الرواية.
وأشارت فيعاني إلى أن “عنصر الغموض تجلّى بوضوح في النص من خلال كثرة الجمل الاستفهامية وغياب أسماء الشخصيات، مما يعكس حالة الضياع والتيه التي يعيشها البطل” . كما تناولت “أهمية الكتابة في حياة بطل الرواية”، موضحةً أنه “يلجأ إليها كوسيلة لنسيان آلامه ومآسيه”.
واختتمت بمحور يحمل دلالة رمزية عميقة، أسمته “من الصمت إلى الكتابة” أو “من البحر إلى الحبر”، حيث “ربطت بين بحر الآلام الذي غرق فيه البطل، والموج العاتي الذي يحاصره، وبين الكتابة التي تشكّل أمله الوحيد للخلاص، باعتبار أن الحبر هو الوسيلة التي تمنح الأمل لإعادة تشكيل الواقع”.

جحتو
ثم كانت مداخلة للاستاذة آنجي عمر جحتو، التي قدمت تحليلا عميقا لمضمون الرواية، حيث سلّطت الضوء على بعدها الفلسفي، النفسي، والاجتماعي، مؤكدةً أن “الرواية تعكس معاناة الفرد التي قد تكون خارجة عن إرادته، وأن المجتمع والمحيطين بنا، الذين نعتبرهم الأقرب إلينا، قد يكونون في كثير من الأحيان المسؤولين عن معاناتنا ولامنا” .

حمود
تلاها مداخلة للاستاذة منى حمود، وكانت حول سؤال: هل توجد مشاعر وأحاسيس سلبية؟ وهل هي محصورة بجنس معين؟
فأكدت الاختصاصية في العمل الصحي الاجتماعي منى حمود أن “المشاعر، مهما كانت صعبة، ليست سلبية أو إيجابية كما هو شائع بل هناك المريح وغير المريح منها، وهي تكشف عن احتياجات غير ملباة وصراعات داخلية، مستشهدة برواية” أرشدني لبوابة اليأس”،
وربطت بين” هذه المشاعر والتواصل اللاعنفي وفقًا لنظرية مارشال روزنبرغ”، مشددة على أن “التعبير عنها في بيئة داعمة يحوّلها من قوة هدامة إلى دافع للنضوج والتغيير”.

مرعي
وقال الكاتب ماهر أحمد مرعي في كلمته:” نتحدثً عن الكتابة كقدر لا كخيار، وعن الرواية التي لم تكن مجرد عمل أدبي، بل اعتراف طويل وتجربة ذاتية من رحم الخذلان والحزن”.
وأكد مرعي أن” الأدب لا يكون أدبًا إلا حين يجد من يشاركه، وأن “أرشدني لبوابة اليأس” ليست مجرد قصة، بل مرآة تعكس وجوه العزلة والألم، وسندٌ لكل من ظن أنه وحده في معاناته”. وأوضح أن “اليأس ليس نهاية الطريق، بل مرحلة تقود إلى اكتشاف أبواب جديدة”.
وختم الكاتب بتوجيه شكره ل”كل من آمن بحروفه”، معتبرًا أن “هذا الحفل لم يكن احتفاءً برواية بقدر ما كان احتفاءً بالجروح التي تحولت إلى كلمات، وبالكلمات التي وجدت من يسكنها”.

وفي الختام وقع الكاتب مرعي روايته للحضور، وأخذت الصور التذكارية.

Spread the love

adel karroum