عودة محطة نور ورزازت تؤكد كفاءة وحنكة الخبراء المغاربة ، فهل سيعتمد المغرب مستقبلا على طاقاته المحلية ؟

عودة محطة نور ورزازت تؤكد كفاءة وحنكة الخبراء المغاربة ، فهل سيعتمد المغرب مستقبلا على طاقاته المحلية ؟

بقلم : الصحافي حسن الخباز

بعد خسائر بملابين الدولارات ، عادت أخيرا محطة نور 3 للعمل من جديد وعادت الحياة لهذه المحطة الحيوية جراء توقف لا إرادي بسبب عطل مفاجئ استمر لشهور و أسابيع و أيام طوال كبدت اصحاب هذا المشروع العملاق خسائر جمة .
وقد اعلن بيان الموقع الرسمي للوكالة المغربية للطاقة المستدامة “مازن” عن استئناف العمل بمحطة نور ورزازت 3 مجددا وبالضبط يوم أمس الإثنين ، حيث بدأ تشغيلها أول مرة عام 2018 بقدرة إنتاجية تصل إلى 150 ميغا وات .
وتعد هذه المحطة من أهم مشروعات الطاقة الشمسية في المغرب ، حيث تعتمد على تكنلوجيا تركيز الطاقة باستخدام مرايا الهليوستات لتوجيه الأشعة نحو برج مركزي. وتتميز المحطة بقدرتها على تخزين الطاقة الحرارية في أملاح مصهورة عند درجات حرارة مرتفعة تصل إلى 565 درجة مئوية، ما يتيح لها إنتاج الكهرباء حتى بعد غروب الشمس .
وصرح طارق أمزيني الرئيس المدير العام لمازن أن ” عودة المحطة إلى الخدمة تجسد قدرتنا على مواجهة التحديات التقنية بأقصى درجات الكفاءة والمسؤولية ، كما تعكس مدى تطور الخبرة المغربية في مجال الطاقات المتجددة” .
وتجدر الإشارة إلى أن العطل كان بسبب تسرب في خزان الأملاح المصهورة الساخنة والتي تعتبر مكونا أساسيا وعنصرا محوريا في نظام التخزين الحراري ، ويخضع لضغوط حرارية وميكانيكية مرتفعة .
وقد تسبب العطل المذكور في توقف اضطراري للمحطة ما يناهز الاربعة عشر شهرا ، وتطلب إصلاحه تدخلا تقنيا معقدا لإصلاح هذا الخلل وفق معايير دقيقة للسلامة والجودة .
وجاء في بلاغ وكالة “مازن” أن عملية إعادة تشغيل محطة نور ورزازت 3 خضعت لخطة تقنية متقدمة دقيقة تحت إشراف نخبة من الخبراء المختصين التابعين لفرق “مازن” بهدف ضمان عودة آمنة وفعالة للإنتاج .
جدير بالذكر أن المحطة المذكورة تشكل إحدى الركائز الأساسية للاستراتيجية الوطنية للانتقال الطاقي التي اطلقها المغرب عام 2009 بهدف رفع حصة الطاقات المتجددة إلى أكثر من 52 بالمائة بحلول عام 2030 .
وبالتوازي مع كل هذا تتم حاليا عملية بناء خزان ثاني بتصميم معدل ومحسن يهدف دعم البنية التحتية للمحطة وتعزيز مرونة نظام عمل المحطة قصد تفادي اعطاب مستقبلية ، وهي خطة تدعم استمرارية أداء ورفع القدرة على التكيف مع مختلف التحديات المطروحة على هذه المحطة العملاقة التي تحتضنها مدينة ورزازات. .
إصلاح هذا العطب إن دل على شيء فإنما يدل على حنكة وخبرة خبراء فرق الوكالة المغربية للطاقة المستدامة ، كما يكرس مكانة الكفاءات المغربية في قطاع الطاقات المتجددة وجاهزية هذه الفرق خاصة ومن خلالها المغرب على وجه العموم لمواصلة الريادة في مجال الطاقة النظيفة .
جدير بالذكر ان عودة محطة نور ورزازات 3 للعمل من جديد تعني كذلك تعزيز الإنتاج الوطني من الكهرباء المتجددة، انسجاما مع استراتيجية المملكة في مجال الانتقال الطاقي التي انطلقت سنة 2009.
هذا الإنجاز يؤكد بما لا يدع مجالا للشك قوة الكفاءات المغربية وقدرتها على مواجهة التحديات ، وصمودها أمام الصعاب ، ويجب الاعتماد عليها باستمرار بدلا من الاستنجاد بالخبراء الأجانب في كل جوانب الحياة مستقبلا ببلدنا .

Spread the love

adel karroum