مؤتمر “الزراعة نبض الأرض” برعاية رئيس الجمهورية

هاني: نعمل وفق رؤية تكاملية متماسكة
افتتح قبل ظهر امس في واجهة بيروت البحرية، مؤتمر “الزراعة نبض الأرض” برعاية وحضور رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، وبدعوة من وزير الزراعة نزار هاني ورئيس المجلس الإقتصادي شارل عربيد وحضورهما. كما شهد المؤتمر حضورا لبنانيا رسميا وعربيا وأجنبيا عريضا. بداية، توجه عربيد الى الحاضرين: “يا أبناء الأرض، وأخوة الحقل، وأصدقاء الماء والشمس. وذخر البلاد في شدتها، وبريق ترابها في زهوها وألقها. لقاؤنا اليوم بكم عزيز في النفس، يملؤه حضور فخامة الرئيس عزا ورعاية واطمئنانا. وهو القادم ببذته المرقطة من ميدان حفظ الأرض وسيادتها، إلى معركة إحيائها بفكره وقراره وقيادته”. أضاف: “الأشياء في الطبيعة تبدأ من فكرة وإرادة، ثم بذرة وعطاء ورعاية، وما الحصاد إلا المآل الطبيعي الذي يصوغ جائزة التعب على شكل غذاء وأمان وحياة. ولئن كانت الأزمات الاقتصادية والمالية قد عرت هشاشة نظامنا الريعي، فإنها في الوقت نفسه سلطت الضوء على كنز الأرض المنسي، وعلى فرصة استراتيجية اسمها الزراعة”.
ورأى عربيد “أن الحقائق الواضحة، تؤكد أن مساهمة الزراعة في الناتج المحلي لا تزال متواضعة، وهي لا تعكس غنى الأرض، بل فقرا متراكما في السياسات، والقطاع يعاني من أزمة بنيوية مركبة، تتجلى في تفكك الملكيات الزراعية، وضعف منظومات التسويق والتبريد والتصدير”. وأكد عربيد “أن تطبيق استراتيجية وطنية شاملة للزراعة، سيكون رافدا إضافيا للمسار السيادي في الاقتصاد”. وتابع: “نتطلع لتمويل الزراعة رافعة اقتصادية”. وقال: “إن الحاجة ملحة لبناء منظومة شراكة تكاملية بين جميع أصحاب المصلحة في القطاع من جهة، وبينهم وبين الدولة والمواطن من جهة ثانية، منظومة قادرة على التفاوض، والتسويق وتوزيع الأرباح بعدالة، ثم إن التحول نحو الزراعة العضوية، ودمجها بالسياحة البيئية، يفتح آفاقا جديدة أمام القرى اللبنانية، لتتحول من منطلقات للهجرة إلى وجهات للحياة”. ثم كانت كلمة للوزير هاني، قال فيها: “نقف اليوم عند محطة مفصلية في تاريخ الزراعة في لبنان، لنطلق معا الحملة الوطنية تحت عنوان “الزراعة نبض الأرض”. ليست مجرد حملة، بل رؤية متكاملة، نابضة بالأمل والإرادة، تحمل في جوهرها التزاما عميقا بإحياء القطاع الزراعي، ليكون محركا للنمو، حارسا للموارد، وضمانة للسيادة والأنظمة الغذائية.
ابن الجنوب الصامد، ابن الأرض الطيبة والزراعة المتجذرة… في حضوركم الكريم، ومع دولة رئيس الحكومة والزملاء الوزراء مجتمعين، نجدد العهد والوعد: الزراعة هي الإنتاج والعطاء، هي العمل المجدي وفرص التمكين في الأرياف والمناطق المهمشة”.
وتابع هاني: “نعرف التحديات جيدا، من تغير المناخ، إلى كلفة الإنتاج، إلى ضعف التسويق، وتداعيات الأزمات المتتالية وآخرها الحرب المدمرة. وقد خصصنا لهذه التحديات مساحة كافية في برنامج المؤتمر. لكننا اليوم، نرفع الصوت ونسلك درب العمل.
في هذا السياق، تواصل الوزارة دعم المختبرات المتخصصة في فحص المبيدات الزراعية وموادها الناقلة والناشرة، سواء المستوردة أو المصنعة محليا، إضافة إلى مختبرات فحص ترسبات المبيدات.
في تطوير البنية التحتية الذكية: نبني بركا جبلية وخزانات لحصاد المياه دون الإضرار بالمناظر الطبيعية، ونعمم أنظمة الري الذكية، والطاقة المتجددة، لتقليل الهدر وتعزيز الإنتاجية.
وتوجه الوزير هاني الى الرئيس عون والحاضرين، وقال:”أليوم، يشرفني أن أطلق الحملة الوطنية للقطاع الزراعي تحت عنوان “الزراعة نبض الأرض” عبر فيلم افتتاحي مدته دقيقة ونصف، يليه سلسلة من الأفلام التخصصية، المؤتمرات العلمية، المعارض، المهرجانات، والأنشطة الإعلامية في كل المناطق اللبنانية، وعلى امتداد الجاليات اللبنانية حول العالم.
نحو زراعة منتجة ومستدامة: ولفت هاني الى ان حضور الرئيس عون “هو أبلغ رسالة دعم للزراعة وللمزارعين”. وقال: “باسم وزارة الزراعة وكل شركائنا، لا سيما المزارعات والمزارعين، أتقدم بجزيل الشكر من فخامتكم، ومن اصحاب المعالي والسعادة، وللشركاء في هذا المؤتمر، المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، منظمة الفاو، اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة، المؤسسات الزراعية، فريق حملة الزراعة نبض الأرض، الإعلام والإعلاميين، وشكر خاص لفريق عمل الوزارة والمتطوعين الذين يعملون بصمت وشغف”. ثم قدم المدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود مطالعة حول فرص الإستثمار في القطاع الزراعي تحت عنوان “صنع في لبنان”.
وعقدت جلستان الأولى تحت عنوان “الإستثمارات و الحوافز لتطوير القطاع الزراعي في لبنان” تحدث خلالها الوزير جابر والجلسة الثانية تحت عنوان “تطور الزراعة المستدامة ومستقبل الأمن الغذائي” تحدث خلالها وزيرا الزراعة الفلسطيني والسوري.