القصة الكاملة لفقدان عدد كبير من زبناء البنك الشعبي لأرصدتهم بهذا البنك . ماذا حدث بالضبط ؟ وكيف تفاعل الزبناء مع الحادث ؟

القصة الكاملة لفقدان عدد كبير من زبناء البنك الشعبي لأرصدتهم بهذا البنك . ماذا حدث بالضبط ؟ وكيف تفاعل الزبناء مع الحادث ؟

بقلم: الصحافي حسن الخباز

استغرب زبناء البنك الشعبي ليلة امس نفاذ رصيدهم ، وفوجؤوا جميعا بكون رصيدهم لا يتجاوز صفر درهم . وضجت وسائل التواصل الاجتماعي برسائل استغراب من هذا الحادث المفاجئ .
انتشر الخبر انتشار النار في الهشيم وتناقله رواد المنصات الاجتماعية بشكل كبير مما اثار فزعا داخل صفوف زبناء احد اكبر وأشهر البنوك المغربية ،على الإطلاق .
وقد ارتاب الزبناء بعدما بدات هذه الظاهرة تتفاقم ،مؤخرا فقد سبق لزبناء بنك سياش ان عانوا من نفس المشكل تقريبا بعدما تمت قرصنة البنك المعلوم .
الكل بدا يضرب اخماسا في اسداس ، واعتبر بعضهم ان امواله ذهبت ادراج الرياح ، بعدما كرروا العملية عدة مرات والنتيجة واحدة هي صفر درهم في الرصيد ولا شيء غير ذلك .
اختفت الارصدة في رمشة عين ، والتطبيقات المعتمدة لا تظهر سوى أصفارا على اليمين وعلى الشمال . وليس هناك اي إشعار ولا بلاغ يوضح للزبناء حقيقة ما حدث .
المستجد الطارئ على تطبيقات البنك الشعبي اثار موجة غضب واسعة وجدت صداها في وسائل التواصل الاجتماعي ، والكل يتساءل عن مصير اموالهم بعد إنكار التطبيقات لوحود درهم واحد في الارصدة .
بعد ذلك بساعات ، خرجت إدارة البنك ببلاغ جد مختصر يفيد ان هناك اشغال صيانة تقنية جارية . وهو البلاغ الذي لم يحي ولم يمت زبناء البنك بل زادهم ارتيابا وضاعف من خوفهم على اموالهم .
فالبلاغ المذكور لم يكشف طبيعة الخلل الذي لحق بالتطبيقات “بوكيت بنك” و”شعبي نيت” . ولم يأت على الإجراءات التي سيتخذها البنك لحماية معطيات زبنائه الحساسة ولا عن مصير اموالهم ، واكتفى بتذكيرهم انه سيخبرهم مجرد حل المشكل .
بعد ذلك ، اصدر البنك بلاغا ثانيا يؤكد من خلاله ان الامور صارت على طبيعتها وان التطبيقات عادت تشتغل كالسابق وشكرت إدارة البنك زبناءها على التفهم ، وانتهى البلاغ الثاني والأخير .
ما وقع بتطبيقات البنك الشعبي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك غياب الشفافية وثقافة التواصل بين المؤسسات البنكية وزبنائها . فادارة البنك الشعربي لم ترد على أسئلة زبنائها ولم تشعرهم انها مهتمة بتساؤلانهم .
انتظر عملاء البنك بلاغا في مستوى الحدث ، بلاغ يجيب عن كل الاسىلة التي تهمهم بخصوص النازلة وتداعياتها ، لكن البلاغ جاء مقتضبا لم يجب ولو على سؤال من الاسئلة التي احتضنتها وسائل التواصل الاجتماعي لكنها لم تلق اي جواب يشفي الغليل ويطمئن الزبناء القدامى ولا الجدد .
هذا الإهمال يثير جدلا حول مدى جاهزية البنية التحتية الرقمية لبعض مؤسساتنا البنكية ومدى قدرتها على مواكبة التحولات السريعة نحو الرقمنة بعدما استمر نزيف هذه الاعطاب واصابت عدواه ابناكا أخرى .
وقد تساءل بعض الزبناء عن سر عدم إخبار البنك لزبنائه من قبل انه سيجري عملية صيانة وان ذلك قد يؤدي لمشاكل تقنية ستكون تحت السيطرة ، حتى يتهيا الزبناء لكل الاحتمالات .
العطب المذكور حدث مساء يوم السبت وهو موعد عطلة ووقت سفر واغلب زبناء البنوك يحتاجون للتصرف في اموالهم بشكل او بآخر ، ما زاد من حدة المشكل وصعب الامور أكثر .
والاخطر في الامر ان المشكل هم التطبيقات وكذا الشبابيك الاوتوماتيكية ، مما زاد من هلع الزبناء وخوفهم على مصير اموالهم بالبنك ، خاصة ان الامر تكرر مسبقا مع مؤسسات بنكية أخرى فقد معه بعض الزبناء اموالهم بالفعل .
كما ان عدم خروج البنك للتوضيح في الوقت المناسب تسبب في تناسل الإشاعات خاصة في اوساط الاشخاص الذين لا يتابعون وسائل التواصل الاجتماعي الذين توقعوا ان تكون أرصدتهم تعرضت للقرصنة .
مثل هذه الحوادث تفقد المؤسسات البنكية مصداقيتها وتنفر المواطنين من التعامل مع الابناك وتفقدهم الثقة في هذا التوع من المؤسسات المالية ، لذلك على الاخيرة توخي الحذر والحرص على عدم الوقوع مستقبلا في هذا النوع من الاعطاب التي تسيء لها وتحرمها من الكثير من الزبناء .

Spread the love

adel karroum