عراقجي التقى المسؤولين وتحدث عن صفحة جديدة في العلاقات

انهمكت الساحة الداخلية امس بسبر أغوار ومعاني المواقف التي أطلقها وزير الخارجية الايرانية عباس عراقجي من بيروت، خاصة لجهة حديثه عن فتح صفحة جديدة في العلاقات مع لبنان، مبنية على عدم التدخل بشؤونه الداخلية. فهل هو كلام جدي وسيُترجم عمليا على الارض عبر طلب ايراني لحزب الله بتسليم سلاحه الى الدولة اللبنانية؟ أم ان عراقجي سيقول مواقف أخرى خلف الابواب المغلقة خلال لقائه قيادة الحزب؟
الحوار المدخل
جال عراقجي الذي وصل امس الى لبنان اتيا من مصر في اطار جولة يقوم بها في المنطقة، على المسؤولين اللبنانيين. في قصر بعبدا، ابلغه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ان لبنان يتطلع الى تعزيز العلاقات من دولة الى دولة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لافتا الى ان مسألة إعادة اعمار ما هدمته الحرب الإسرائيلية على لبنان هي من الأولويات التي نعمل عليها مع الحكومة بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة وفق القوانين المرعية الاجراء. وشدد الرئيس عون على ان الحوار الداخلي هو المدخل لحل المسائل المختلف عليها، وكذلك الحوار بين الدول بعيدا عن العنف، لاسيما وان دولا كثيرة في المنطقة من ايران الى دول الخليج فلبنان عانت الكثير من الحروب ونتائجها السلبية.
واعرب الرئيس عون عن امله في ان تصل المفاوضات الأميركية الإيرانية الى خواتيم إيجابية لان الشعب الإيراني يستحق ان يعيش براحة وبحبوحة، لا سيما وان النهاية الإيجابية لهذه المفاوضات ستكون لها انعكاسات إيجابية أيضا على المنطقة كلها. وايد الرئيس عون ما ذكره الوزير عراقجي من ان العلاقات بين الدول يجب ان تقوم على الصراحة والمودة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الاخرين.
دعم استقلال لبنان
وكان عراقجي اعرب في مستهل اللقاء الذي حضره أيضا السفير الإيراني في بيروت مجتبى اماني عن سعادته لزيارة لبنان مؤكدا على تعزيز العلاقات اللبنانية -الإيرانية على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وأشار الى ان بلاده تدعم استقلال لبنان وسيادته ووحدة أراضيه، وكذلك تدعم الجهود التي يبذلها لبنان لانهاء الاحتلال الإسرائيلي ولا سيما الجهود الديبلوماسية اللبنانية معربا عن استعداد ايران للمساعدة فيها. وشدد عراقجي على ان دعم بلاده للبنان يأتي في اطار العلاقات الجيدة بين البلدين ومبدأ عدم التدخل في السياسة الداخلية، وهو مبدأ تعتمده ايران مع الدول كافة. كذلك اعرب عن دعم بلاده للحوار الوطني في لبنان بين الطوائف والمجموعات والاتجاهات المختلفة، على أمل أن يؤدي الحوار والتفاهم الوطني الى ما يحقق مصلحة قضايا لبنان من دون تدخل خارجي. واشار الوزير الايراني الى الرغبة الايرانية في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، معرباً عن استعداد بلاده للمساعدة في اعادة الاعمار وان الشركات الايرانية مستعدة لذلك من خلال الحكومة اللبنانية.
أمر يخصهم
كما استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، الوزير عراقجي في عين التينة. وقال عراقجي بعد لقاء بري: نتطلع إلى إقامة علاقات قائمة على الاحترام المتبادل مع لبنان وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.أضاف: ندعم جهود لبنان لإخراج الاحتلال من أراضيه وقلت لنظيري اللبناني إن بإمكانه الاعتماد على إيران. كما أكد ان «الشركات الإيرانية مستعدة للمشاركة في إعادة الإعمار إذا رغبت حكومة». وختم: حوار اللبنانيين أمر يخصهم فقط ولا يحق لأحد بالتدخل فيه. من السراي ايضا، أكد عراقجي «حرص بلاده على فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية مع لبنان، تقوم على قاعدة الاحترام المتبادل وعدم تدخل اي دولة بشؤون الأخرى». بدوره أكد رئيس الحكومة نواف سلام أن «لبنان حريص على العلاقات الثنائية مع إيران على قاعدة الاحترام المتبادل والحفاظ على سيادة البلدين، وما يضمن استقلال كل دولة لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة».
الظروف المستجدة
الى ذلك، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي نظيره الايراني عبّاس عراقجي وجرى التباحث بالمستجدّات على الساحتين الاقليمية والدولية بالاضافة الى المفاوضات الجارية بشأن الملف النووي الايراني. ساد اللقاء نقاش صريح ومباشر، وأعرب الوزير رجّي للوزير الضيف عن تعويل لبنان على حرص الجمهورية الاسلامية الايرانية على أمنه واستقراره وسلمه الاهلي تمكيناً له من تجاوز التحديّات الجسام التي يواجهها، بدءا باستكمال الجهد الدبلوماسي الرامي الى تحرير الاراضي التي ما زالت تحتلّها إسرائيل ووقف إعتداءاتها المتواصلة، وبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها و حصر السلاح بيدها، وصولا الى تأمين الدعم اللازم من الدول الصديقة للبنان من خلال الحكومة اللبنانية والمؤسسات الرسمية حصراً لكي تتمكن من القيام بدورها في اعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي المنشود.. من جهته، أكد الوزير عراقجي أن زيارته تأتي في إطار فتح صفحة جديدة في العلاقة مع لبنان انطلاقا من الظروف المستجدة التي يشهدها لبنان والمنطقة…