بلدية حصرون تعقد أول اجتماع لها في الولاية الجديدة وتضع خططًا لمواجهة التحديات المالية والإنمائية

عقد المجلس البلدي الجديد في حصرون أولى جلساته برئاسة رئيس البلدية، وبحضور الأعضاء، حيث تم البحث في عدد من القضايا الأساسية، وفي مقدمتها التحديات المالية الخانقة التي تهدد قدرة البلدية على الاستمرار في تقديم الخدمات الأساسية.
عجز مالي خانق يفرض مقاربات جديدة للتمويل
توقف المجلس مطولًا عند البند الأول من جدول الأعمال، والمتعلّق بتأمين التمويل اللازم لسلسلة من المشاريع والخدمات الحيوية، أبرزها:
• جمع ونقل النفايات
• التعاقد مع شرطة موسميين وناطور الجرد و عامل تقنين لمراقبة العيون العامة ومحطة ضخ المياه
• تحسين اجور العمال المياومين
وقد أجمعت الآراء على أن البلدية تعاني من ضائقة مالية حادة نتيجة استمرار الدولة اللبنانية في احتساب مستحقات البلديات على أساس سعر صرف 1,500 ليرة لبنانية للدولار، في حين تُسدَّد النفقات الفعلية على سعر صرف السوق الذي بلغ مؤخرًا نحو 89,000 ليرة.
وهذا الفارق الكبير يعني عمليًا أن البلديات تتقاضى أقل من 2% من قيمة مستحقاتها الحقيقية، ما يجعل الاستمرار في تقديم الخدمات مشروطًا بإيجاد حلول تمويلية سريعة وخارج الأطر التقليدية.
رفع القيمة التأجيرية وتفعيل الجباية: خطوتان ضروريتان
طرحت الجلسة عددًا من الحلول التمويلية الواقعية، كان أبرزها:
• رفع القيمة التأجيرية : لتشمل رسوم البلدية على المؤسسات والمحال التجارية والمباني السكنية، بما يتماشى مع الواقع الاقتصادي الحالي ويساهم في تحقيق إيرادات عادلة ومستدامة.
• تفعيل الجباية المحلية وتحديث آلياتها، لضمان تدفق حد أدنى من السيولة يُمكّن البلدية من الوفاء بالتزاماتها اليومية.
ملف النفايات: كلفة باهظة تبحث عن تمويل
أشار رئيس البلدية إلى أن كلفة جمع ونقل النفايات أصبحت تُثقل كاهل البلدية، إذ تبلغ 3,300 دولار أميركي شهريًا، أي ما يعادل نحو 290 مليون ليرة لبنانية وفق سعر الصرف الحالي.
وفي ظل استمرار الدولة في تسديد المستحقات على أساس السعر الرسمي السابق، لم يعد بالإمكان الاستمرار في هذا الملف دون تحقيق إيرادات محلية إضافية تُسند هذا البند الحيوي.
تشكيل اللجان البلدية
بحث المجلس أيضًا في تشكيل اللجان التخصصية، وقد تم تشكيل كافة اللجان الأساسية بمشاركة جميع أعضاء المجلس، على أن تتولى كل لجنة دراسة الملفات المعنية بها وتقديم التوصيات المناسبة ضمن عمل المجلس.
مهرجان الزهور واقتراحات الأعضاء
توافق الأعضاء على المباشرة بتحضيرات مهرجان الزهور السنوي، لما له من أهمية سياحية واقتصادية للبلدة. وأُقرّ أن التمويل سيعتمد هذا العام أيضًا على بدل الإيجارات المدفوعة من قبل العارضين من خارج حصرون، إلى جانب دعم مادي من فرنسا.
وفي هذا الإطار، سافر وفد مشترك من لجنة المرأة والبلدية إلى مدينة Chambéry الفرنسية للمشاركة في فعاليات المهرجان المحلي هناك، والعمل على تأمين الدعم المطلوب لحصرون.
وفي ختام الجلسة، استعرض الأعضاء عددًا من الاقتراحات التطويرية التي تم تدوينها وإحالتها إلى اللجان المختصة للمتابعة.
وأكد رئيس البلدية في كلمته الختامية أن المجلس سيعتمد نهج العمل التشاركي والشفافية، وسيبذل أقصى الجهود لتخطي الأزمة الراهنة وتأمين الاستقرار والخدمات لأهالي حصرون.