لودريان في بيروت وبرّي حيّا الجهد الفرنسي للتصدّي للمؤامرة

اعتداء جديد على “اليونيفيل”… الجيش يداهم وسلام ورجي يدينان
قبل الحديث في السياسة وزيارات المسؤولين اللبنانيين الى الخارج والموفدين الاجانب الى لبنان، لا بدّ من طرح سؤال واحد: من يدفع في اتجاه قرار سحب قوات الطوارئ الدولية من لبنان؟ الاعتداءات التي باتت خبز اللبنانيين اليومي، لم يعد ما يبررها، واعضاء “حزب الاهالي” منفذي الاعتداءات لن يجدوا مبررا بعد اليوم لإقترافاتهم الموجّهة حزبياً. عامل واحد في زحمة الاشكالات المتكررة يبعث على الطمانينة تمثله مداهمات الجيش بحثاً عن المعتدين والشدة في التعاطي والحزم في القرار القيادي والادانات الرسمية من رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية.
اعتداء الامس تزامن مع وصول الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، وقت غادر رئيس الجمهورية جوزاف عون الى الاردن للقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، فيما يصل يوم السبت المقبل الى لبنان السفير الاميركي في تركيا المكلف ملف سوريا توماس باراك في اطار زيارة تستمر يومين وسط ترقب لما يحمله من رسائل من الادارة الاميركية، لا سيما ما يتصل بحصر السلاح بيد الدولة.
لودريان
كما كان مقررا وصل الموفد الفرنسي الى بيروت وبدأ جولة على المسؤولين تناولت التطورات على الساحة المحلية. وإستقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة مع الوفد المرافق بحضور السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو ومستشار رئيس مجلس النواب محمود بري. وبحث اللقاء في الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية في ضوء مواصلة إسرائيل احتلالها لاجزاء من الاراضي اللبنانية واستمرار إعتداءاتها وخروقاتها لاتفاق وقف اطلاق النار وبنود القرار 1701 وعدم تعاونها مع اللجنة الخماسية الموكل اليها تطبيق اتفاق وقف النار والقرار 1701. اللقاء تطرق ايضا لملف إعادة الإعمار والمسار الإصلاحي والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي. الرئيس بري أكد التزام المجلس النيابي بانجاز كافة التشريعات الإصلاحية المطلوبة مشدداً على وجوب المباشرة بورشه إعادة إعمار ما تسبب به العدوان الاسرائيلي على لبنان مقدراً لفرنسا جهودها في إطار التحضير لمؤتمر إعادة الإعمار. وحول التمديد لقوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان حرص الرئيس بري على الجهد الفرنسي لمؤازرة لبنان بالتصدي للمؤامرة التي تحاك على القوات الدولية للنيل منها ومن لبنان وجنوبه.
السراي
بعدها، زار لودريان والوفد المرافق السراي الحكومي واجتمع مع رئيس الحكومة نواف سلام وجرى عرض للمستجدات السياسية والاقتصادية الراهنة والتطورات في الجنوب في ضوء استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان ، اضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين.وأولم سلام على شرف الموفد الفرنسي.
اليونيفيل
امنيا، وقعت مواجهة في بلدة بدياس بين مواطن ودورية تابعة لقوات اليونيفيل، بعدما طالب المواطن عناصر الدورية بمغادرة المكان واستدعاء الجيش اللبناني، إلا أن القوة لم تردّ على مطلبه. ايضا، حصل إشكال بين عدد من الشبان ودورية تابعة لقوات “اليونيفيل” أثناء قيامها بأعمال بحث في منطقة الفوار، الواقعة بين بلدتي دير قانون النهر والحلوسية في قضاء صور. واعترض الشبان الدورية بسبب غياب مرافقة الجيش اللبناني لها، ما أدى إلى تلاسن وتطور الأمر إلى تضارب بين الطرفين. وتدخلت عناصر من الجيش اللبناني لاحقاً، حيث عملت على تهدئة الوضع، ما دفع دورية “اليونيفيل” إلى مغادرة المكان والعودة من حيث أتت.
غير مقبول
بدورها، اعلنت قوات “اليونيفيل” في بيان ان “عند صباح هذا اليوم، وبينما كان جنود حفظ سلام تابعون لليونيفيل يقومون بدورية مُخطط لها بالتنسيق مع الجيش اللبناني، جوبهوا من قبل مجموعة من الأفراد بملابس مدنية في محيط الحلّوسية التحتا، جنوب لبنان. حاولت المجموعة عرقلة الدورية باستخدام وسائل عدوانية، بما في ذلك رشق جنود حفظ السلام بالحجارة. تعرّض أحد جنود حفظ السلام للضرب، ولحسن الحظ، لم تُسجّل أي إصابات”. اضاف البيان: “ورداً على ذلك، استخدم عناصر اليونيفيل تدابير غير فتّاكة لضمان سلامة أفراد الدورية والموجودين فيها .بُلّغ الجيش اللبناني على الفور، ووصل إلى موقع الحادث بعد ذلك بوقت قصير. تمت السيطرة على الوضع بسرعة، وتمكّنت الدورية من مواصلة عملها”. واكد البيان إن “حريّة الحركة تعدّ شرطاً أساسياً لتنفيذ ولاية اليونيفيل، ويشمل ذلك القدرة على العمل باستقلالية وحياديّة، كما هو مُبيّن في قرار مجلس الأمن الدولي 1701. ويُعدّ أي تقييد لهذه الحرية – سواءً أثناء القيام بأنشطة عملياتية مع الجيش اللبناني أو بدونه – انتهاكاً لهذا القرار”. ورأت “اليونيفيل ان “من غير المقبول استمرار استهداف جنود حفظ السلام التابعين لها”. ودعت السلطات اللبنانية إلى “اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان أداء قوات حفظ السلام التابعة لها لمهامها دون عوائق أو تهديد”.
ادانات
وفي السياق، أدان رئيس الحكومة نواف سلام بأشد العبارات الاعتداءات المتكررة على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، ورأى أن هذه التصرفات تعرض أمن واستقرار جنوب لبنان وأهله للخطر وتمس بالمصلحة الوطنية. وأكد أن لبنان حريص على التجديد لقوات اليونيفيل بما يضمن المضي قدمًا في تطبيق القرار 1701، والحفاظ على الأمن والاستقرار على الحدود الجنوبية. وطلب من الأجهزة المعنية ضرورة التحرك لإيقاف المعتدين على قوات الطوارئ الدولية وإحالتهم إلى القضاء المختص.
الخارجية
من جهتها، طالبت وزارة الخارجية والمغتربين بمحاسبة الفاعلين عن هذا الاعتداء المخالف للقوانين اللبنانية والدولية. كما اعادت الوزارة التشديد على تمسك لبنان بدور هذه القوات، ودعم عملها، وولايتها، ومهامها وفقا لقرار مجلس الأمن 1701 بغية المساعدة على حفظ السلم والأمن في جنوب لبنان.
مداهمات
وبعد الاعتداء على قوات “اليونيفيل” في الجنوب وإقدام احدهم على صفع أحد عناصرها، قام الجيش اللبناني بمداهمة بحثا عن الشخص الذي أقدم على هذا الفعل بحق عنصر في قوات حفظ السلام الدولية. واستقدم الجيش تعزيزات إلى بلدة دير قانون النهر وعمل على ملاحقة الاشخاص الذين اعتدوا على اليونيفيل.