المفتي طالب : لطاولة حوار وطنية جامعة تقارب الملفات الوجودية والمستقبلية في لبنان

رأى المفتي الجعفري الشيخ احمد طالب أن “التطورات الأخيرة في المنطقة وما رافقها من مواقف وتداعيات عالمية وضعت لبنان مجددا امام تحديات متصاعدة لا يمكن مقاربتها الا من خلال رؤية متكاملة للدولة اللبنانية وكل المكونات السياسية الأخرى” .
وأشار الى أن “ما يشهده العالم من اندفاعة تتجاوز قوانين الامم المتحدة وتتغاضى عن كل ما يقوم به كيان العدو من اعمال عدوانية تتخطى مساحات الدول وجغرافيا المنطقة ، ينبغي أن يدفعنا مجددا في لبنان الى دراسة الأمور بدقة وروّية والتعامل مع الملفات كلها ضمن رؤية وطنية جامعة تتجاوز الخطاب الانفعالي او التهويلي الذي نسمعه من هنا وهناك الى واقع يدفعنا جميعاً نحو طاولة حوار حقيقية لم يجتمع اللبنانيون حولها الى الآن على الرغم من أن ما أصاب بلدهم ويصيبه يتعدّى مسألة الأزمات المؤقتة ليطاول المستقبل والوجود والاستمرارية”.
وأشار الى أن “الضغوط المستمرة على لبنان تحت عنوان سحب السلاح وغيره والتي تجّلت في تكثيف العدو لعمليات الاغتيال والقتل والغارات والضغوط المستمرة على كل محاولة للإعمار او عودة الناس الى بلداتهم في الجنوب تستدعي حركة غير عادية من الجميع تمهد لموقف موحد يحمي البلد ويدفع شرور العدو المتواصلة عنه ويوحي اننا امام مركزية قرار وطني جامع وليس امام تخاطب وتراشق من بعيد”.
وشدد على “ضرورة التفاف الجميع حول العهد ومقتضيات الوحدة الوطنية وكل ما يتم العمل له لتقريب وجهات النظر حيال الملفات التي تشكّل تحديا وطنيا كبيرا وخصوصا تحدي طموحات العدو وعدوانيته المستمرة”، مشيرا الى ان “الوقت لا يُسعفنا اذا استمر الوضع على حاله وتفاقمت الضغوط، كما ان مقاربة ما يجري بعيدا من وضع الاصبع على الجرح وقول كلمة الحق حيال ما يقوم به العدو وخرقه الدائم لاتفاق وقف النار لا يمثّل خروجا على الموضوعية في مقاربة الامور فحسب بل طعنا لوحدة الموقف الوطني والمسؤولية الوطنية الكبرى”.