يومان حاسمان لإنجاز ورقة لبنان قبل زيارة باراك

في باريس حطّ المبعوث الاميركي الى سوريا والمكلف ملف لبنان موقتا توماس برّاك قبل ان ينتقل الى لبنان مطلع الاسبوع، آملا تسلم ورقة الرد اللبناني على مقترحاته بتوافق رسمي جامع. ملفا سوريا ولبنان بتشعباتهما وتعقيداتهما وتداخلهما حضرا في لقاءاته الفرنسية لا سيما الوضع الامني المهتز في البلدين وكيفية نقله الى حال من الاستقرار تواكب تحولات المنطقة.
اما في لبنان فتبقى المعلومات متضاربة تتقلب بين ليلة وضحاها، فينام المرء على رفض حزب الله تسليم سلاحه مهما كان الثمن ليستيقظ على نبأ عن ان الرد اللبناني أصبح جاهزًا بالتنسيق مع حزب الله وانه يشمل تأكيد حصرية السلاح بيد الدولة تزامنًا مع انسحاب إسرائيل تمامًا من لبنان.
جديد الاخبار نقلته “رويترز” عن مصادر مطلعة، فاوضحت ان حزب الله توصّل لقناعة بأن الترسانة التي جمعها لردع إسرائيل تحولت لعبء عليه وهو يدرس تسليم مزيد من الأسلحة خاصة الصواريخ والطائرات المسيّرة شرط انسحاب إسرائيل من الجنوب ووقف هجماتها. واشارت الى انه يدرس تقليص دوره كحركة مسلحة من دون نزع سلاحه بالكامل.
من جانبها، نقلت قناة “الحدث” عن وزارة الخارجية الفرنسية قولها “اننا نتواصل مع شركائنا الأميركيين حول لبنان ويجب تطبيق اتفاق تشرين الثاني بكامل بنوده”، مشيرة الى “ان قوات اليونيفيل وآلية المراقبة ستشرفان على تسليم السلاح إلى الجيش اللبناني”.
جولة بن فرحان
على هذا الخط يتحرك الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان ويجول على المسؤولين لروتشة الافكار اللبنانية قبل وصول الضيف الاميركي. فبعدما شارك في اجتماع الخماسية اول امس، افيد انه التقى امس رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه بري على ان يجتمع ايضا مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والرئيس السابق للحزب الاشتراكي وليد جنبلاط.
رسالة باسيل للحزب
من جهته، وإثر زيارة هي الاولى الى الرئيس جوزاف عون في قصر بعبدا، أكّد رئيس “التيار الوطني الحر”، أن “من البديهي والطبيعي ان يكون هناك مقابل السلاح المطروح سحبه، إنسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة، ووقفٌ للإعتداءات الإسرائيلية، ووقف وضع اليد على الموارد الطبيعية اللبنانية من غاز ونفط. هذا امر طبيعي، ولكي يشعر الجميع ان من إستشهد للدفاع عن لبنان لم يذهب إستشهاده سدى. وعندما سيعطى هذا السلاح للجيش وللدولة التي نحن جميعا فيها وجزء منها هو حزب الله، يكون هذا السلاح حاميا لنا جميعا ويدافع عن لبنان. وأيضا يكون قد أدَّى وظيفة وطنية كبيرة وحقق إنجازا كبيرا.” ووجه لحزب الله رسالة قائلا: “أتمنى أن يلتقط حزب الله هذه الفرصة”.
جولة رئاسية قضائية
في الغضون، أجرى رئيس الجمهورية جوزاف عون، صباحا، زيارة تفقدية إلى وزارة العدل في بيروت، اطلع خلالها على سير العمل داخل الوزارة وواقع القطاع القضائي في هذه المرحلة الدقيقة. وخاطب القضاة: “أقول للقضاة، احكموا بالعدل واستنادًا إلى القوانين؛ فلا تبرّئوا مجرمًا، ولا تجرّموا بريئًا، ولا تخضعوا للضغوطات أو للترهيب”. والتقى الرئيس عون وزير العدل القاضي عادل نصّار في مكتبه، حيث شدد على أهمية ترسيخ العدالة وتعزيز دور القضاء في ظل التحديات الراهنة التي تواجه البلاد.
وانتقل بعدها إلى مجلس القضاء الأعلى يرافقه وزير العدل عادل نصار، حيث التقى رئيس المجلس القاضي سهيل عبود. ثم انتقل إلى مكتب المدعي العام التمييزي القاضي جمال الحجار، حيث التقى به في حضور الوزير عادل نصار، ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، ورئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي أيمن عويدات. كما التقى النائبة العامة بالنيابة القاضية دورا الخازن، وذلك في حضور الوزير عادل نصار، والقضاة سهيل عبود، جمال الحجار، وأيمن عويدات.
الى ذلك، أطلع حاكم مصرف لبنان، كريم سعيد، الرئيس عون على نتائج لقاءاته مع المسؤولين في صندوق النقد الدولي، ووزارتي الخزانة الأميركية والفرنسية.
… وأخرى اجتماعية:
وتوازياً، وفي إطار متابعته المباشرة لبرامج الحماية الاجتماعية، قام رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، ترافقه وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد، بجولة ميدانية على عدد من مراكز الخدمات الإنمائية في بيروت، للاطلاع على سير تنفيذ برنامج “أمان” الوطني.