تجويع غزة يشعل غضباً عالمياً

حذّرت أكثر من مئة منظمة غير حكومية من خطر تفشّي “مجاعة جماعية” في قطاع غزة المدمّر من جراء الحرب المتواصلة فيه منذ أكثر من 21 شهرا.
واشارت المنظمات غير الحكومية ومن بينها “أطباء بلا حدود”، و”منظمة العفو الدولية”، و”أوكسفام إنترناشونال” وفروع عديدة من منظمتي “أطباء العالم” و”كاريتاس” الى انّه “مع انتشار مجاعة جماعية في قطاع غزة، يعاني زملاؤنا والأشخاص الذين نساعدهم من الهزال”.
ودعت المنظمات في بيانها المشترك إلى “وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وفتح كلّ المعابر البرية للقطاع، وضمان التدفق الحرّ للمساعدات الإنسانية إليه”.
ويأتي هذا البيان غداة اتّهام المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجيش الإسرائيلي بقتل أكثر من ألف شخص عند نقاط توزيع المساعدات في غزة منذ نهاية أيار، غالبيتهم كانوا بالقرب من مواقع تابعة لـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي منظمة تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل.
فرنسا: “خطر المجاعة” “نتيجة الحصار”
تجويع غزة يشعل غضباً عالمياً ووقفة تنديد في تل أبيب
نظّم آلاف المتظاهرين في عدد من مدن العالم تظاهرات حاشدة للتنديد بالحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وتجويع سكانه، وسط دعوات متزايدة لوقف فوري لإطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية من دون قيود.
وطالبت الاحتجاجات، التي امتدت من العاصمة الأميركية واشنطن إلى تل أبيب، بتحرك دولي عاجل لإنهاء معاناة الفلسطينيين، لا سيما الأطفال الذين يواجهون خطر الموت جوعا.
ففي العاصمة الأميركية واشنطن، احتشد عدد كبير من المحتجين أمام مقر وزارة الخارجية الأميركية، مطالبين بوقف الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل، والدعوة إلى وقف شامل لإطلاق النار في غزة.
وفي نيويورك، نظّم نشطاء وقفة احتجاجية أمام منزل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، طالبوا خلالها الأمم المتحدة باتخاذ “خطوات فورية وفعّالة” لإنهاء المجاعة في قطاع غزة.
وفي مدينة تل أبيب الإسرائيلية، خرج عدد من النشطاء الإسرائيليين في مسيرة لافتة باتجاه مقر وزارة الدفاع، حاملين أكياس دقيق تعبيرا عن رفضهم لتجويع سكان غزة.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “أوقفوا الجوع” و”افتحوا ممرات المساعدات”، مؤكدين أن سياسة الحصار الجماعي تشكّل انتهاكا صارخا للقانون الدولي.
وشهدت العاصمة الفرنسية باريس تظاهرة حاشدة في ساحة “لا ريبوبليك”، حيث احتشد مئات المتظاهرين تعبيرا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، ورفضا للهجمات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة.
متضامنون مع غزة في باريس طالبوا في ساحة الجمهورية بوقف فوري لإطلاق النار (الأناضول).
كما شهدت مدينة شانلي أورفا التركية، مسيرة تضامنية دعا خلالها المشاركون إلى رفع الحصار فورا، وإنقاذ سكان غزة من خطر المجاعة والعطش. وشدّد المحتجون على ضرورة كسر الصمت الدولي إزاء ما وصفوه بـ”جريمة العصر”.
وخرج مئات الفلسطينيين في مدينة نابلس بالضفة الغربية في مسيرة غاضبة رفضا للحصار المفروض على غزة، واستنكارا للصمت الدولي تجاه المجاعة التي تضرب القطاع.
وتأتي هذه التحركات بعد تقارير أممية وتحقيقات صحفية، أكدت تفشي الجوع في القطاع المحاصر، ووفاة عشرات الأطفال بسبب سوء التغذية الحاد، في ظل انهيار النظام الصحي ونفاد المواد الأساسية.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية الأربعاء أنّ “خطر المجاعة” الذي يواجهه المدنيون في غزة بعد أكثر من 21 شهرا من الحرب، هو نتيجة للحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.
وقال في بيان إنّ إعلان إسرائيل توسيع عملياتها البرية “يسرّع من تدهور الوضع الإنساني الذي يتّسم بسوء التغذية وخطر المجاعة. وهذا الوضع هو نتيجة الحصار الذي تفرضه إسرائيل”.