هل يكتفي مؤتمر القمّة الذي سيعقد في قطر بإدانة إسرائيل والولايات المتحدة أو بسحب السفراء العرب؟

بقلم: سمير الحاج
مع توالي الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ومع التواطؤ الأميركي الفاضح الذي يمنح الاحتلال غطاءً سياسياً وعسكرياً تبرز أمام مؤتمر القمة العربي المزمع عقده في قطر أسئلة جوهرية: هل يكتفي القادة العرب بمجرد الإدانة اللفظية لإسرائيل وللدور الأميركي؟ أم أن المرحلة تستدعي خطوات أبعد من الشجب وإصدار البيانات؟
لقد بات من الواضح أن إسرائيل لا تعبأ بالبيانات ولا بالاستنكارات فهي تمضي في مشروعها التوسعي والتهجيري، فيما الولايات المتحدة تواصل دعمها المطلق لها بالمال والسلاح والغطاء السياسي في مجلس الأمن اما الشعوب العربية فهي تراقب بحسرة مشاهد الإبادة والحصار والتجويع متسائلة عن جدوى القمم إن كانت ستبقى تدور في حلقة مفرغة من الخطابات.
إن ما يريده الشارع العربي ليس بياناً يُضاف إلى أرشيف القمم السابقة بل مواقف عملية تعكس الحد الأدنى من التضامن الحقيقي مع فلسطين. من ذلك، قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل إيقاف التطبيع الضغط الاقتصادي ووقف أي تنسيق أمني أو سياسي مع العدو. بل حتى مراجعة العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة إذا استمرت في شراكتها بجرائم الحرب.
فإذا خرجت القمّة المقبلة من الدائرة التقليدية وارتقت إلى مستوى التحديات قد تُعيد بعض الثقة المفقودة بين الشعوب وأنظمتها. أما إذا اكتفت بالإدانة اللفظية أو بسحب السفراء بشكل محدود فسيبقى المشهد على ما هو عليه: فلسطين تنزف وإسرائيل وأميركا تواصلان عدوانهما فيما الأمة العربية عاجزة عن الفعل.
إن مسؤولية القمة التاريخية اليوم أن تثبت أن العرب ليسوا مجرد شهود على الجريمة بل قوة قادرة على فرض معادلة جديدة في وجه الاحتلال ومن يدعمه.