رئيس الجمهورية: لا بدّ من وقف إسرائيل عملياتها العسكرية ليبدأ مسار التفاوض

أكّدنا للجانب السوري على الاحترام المتبادل والتنسيق على مستويات أمنية وإقتصادية
اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على ان لبنان ليس في خطر وان كل المؤشرات الاقتصادية إيجابية، معتبرا ان الجو العام في المنطقة هو جو تسويات، مشددا على ضرورة ان نصل الى وقت تلتزم فيه إسرائيل وقف العمليات العسكرية ضد لبنان ليبدأ «مسار التفاوض لان هذا المسار الذي نراه في المنطقة يجب الا نعاكسه» وقد سبق للبنان ان تفاوض مع إسرائيل برعاية كل من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، ما أسفر عن إتفاق ترسيم الحدود البحرية.
مواقف الرئيس عون جاءت خلال استقباله امس جمعية الإعلاميين الاقتصاديين برئاسة الإعلامية سابين عويس.
وردا على سؤال حول الوضع الراهن في المنطقة وانعكاساته على الوضع اللبناني، قال الرئيس عون: «الوضع السائد في المنطقة الان والمسار الذي تمر فيه يدل على صوابية قراراتنا وتوجهاتنا، فالأمور تسير نحو التفاوض لإرساء السلام والاستقرار وهي تعطي نتائج، لذلك نقول دائما انه بالحوار والتفاوض يمكن الوصول الى حلول، ولا يمكن ان نكون نحن خارج المسار القائم في المنطقة، وهو مسار «تسوية الازمات» ولا بد ان نكون ضمنه، اذ لم يعد في الامكان تحمل المزيد من الحرب والدمار والقتل والتهجير.»
وعن الوضع مع سوريا، قال الرئيس عون: «نسمع كثيرا عن حشود على الحدود فترسل قيادة الجيش دوريات ويتضح ان لا صحة لهذه المعلومات. ان اللقاءات التي اجريتها مع الرئيس السوري احمد الشرع كانت إيجابية، وخلال زيارة وزير الخارجية السوري يوم الجمعة الماضي الى بيروت تم التأكيد على سلسلة مبادىء في اطار الإحترام المتبادل والتعاون والتنسيق على مستويات امنية واقتصادية. ولا بد من ان نطوِّر علاقاتنا وهو ما اكدنا عليه لجهة تعيِّين سفير سوري في لبنان وتشكيل لجان تتولَّى درس الملفات، ومنها ملف الحدود البرية والبحرية، ومراجعة الاتفاقات القائمة بين البلدين».
وردا على سؤال، اكد الرئيس عون انه سبق للدولة اللبنانية ان تفاوضت مع إسرائيل برعاية أميركية والأمم المتحدة، ما اسفر عن اتفاق لترسيم الحدود البحرية تمَّ الإعلان عنه من مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة. فما الذي يمنع ان يتكرَّر الامر نفسه لايجاد حلول للمشاكل العالقة، لاسيما وان الحرب لم تؤد الى نتيجة؟ فاسرائيل ذهبت الى التفاوض مع حركة «حماس» لانه لم يعد لها خيار آخر بعدما جربت الحرب والدمار. اليوم الجو العام هو جو تسويات ولا بد من التفاوض، اما شكل هذا التفاوض فيحدد في حينه.
وسئل الرئيس عون عمَّا اذا كان لبنان في خطر، فأجاب: «لبنان ليس في خطر الا في عقول بعض الذين يتخذون مواقف نقيض الدولة، ولا يريدون ان يروا بان لبنان يقوم من جديد، لاسيما وان كل المؤشرات الاقتصادية إيجابية، ووزير الاقتصاد يتوقع نموا قد يصل الى خمسة في المئة آخر السنة والتدفقات المالية قد تصل الى 20 مليار دولار، والاستهلاك ارتفع، ممَّا يدل على أجواء مشجعة. والوضع الأمني في لبنان افضل ممَّا هو عليه في دول أخرى، وفصل الصيف كان واعدا وبلغ عدد زوار لبنان في شهري تموز وآب الماضيِّين مليون و700 الف شخص لبناني وعربي واجنبي استنادا الى إحصاءات الامن العام، وننتظر باهتمام بالغ زيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر. المشكلة في لبنان ان البعض يريد حلولا سريعة، لكن 40 سنة من الازمات المتتالية والتعثر لا يمكن انهاؤها بسرعة، فاليونان مثلا خرجت من ازمتها الاقتصادية بعد 8 سنوات على رغم الدعم الذي قدَّمه لها الاتحاد الأوروبي وغيره من الدول. لكن التقدم ملحوظ في لبنان وقد وردت إحصاءات أجرتها مؤسسة «غالوب» أظهرته وأوردت ادلة حسيَّة عليه. الحكومة تعمل بجدية وانجزت تعيَّينات عسكرية وإدارية ومالية وتشكيلات دبلوماسية وهي مستمرة في ذلك، والهيئات تمَّ تشكيلها بعد سنوات طويلة من صدور قوانين تشكيلها.»
وعن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، أجاب الرئيس عون: «إسرائيل مستمرة في توجيه الرسائل العسكرية والدموية للضغط علينا، ولعل قصف الجرافات وآليات الحفر في المصيلح يوم السبت الماضي خير دليل على السياسة العدوانية الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان، في وقت تقيَّد لبنان بالاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي، وطالبنا مرارا بتدخل أميركي وفرنسي لكنها لم تتجاوب. الان نأمل ان نصل الى وقت تلتزم فيه إسرائيل وقف العمليات العسكرية ضد لبنان، ويبدأ مسار التفاوض لان هذا المسار الذي نراه في المنطقة يجب الا نعاكسه».
وردا على سؤال حول العلاقة مع الرئيس نبيه بري ومطالبته بادراج موازنة للاعمار في مشروع قانون موازنة 2026، قال الرئيس عون: «انطلاقا من ضرورة حصول تناغم دائم بين المسؤولين فان علاقتي مع الرئيس بري ممتازة، وكذلك العلاقة مع الرئيس سلام، ودوري كرئيس للجمهورية التوفيق بين مختلف وجهات النظر. اما بالنسبة الى موضوع الاعمار فهذا واجب الدولة اللبنانية تجاه شعبها، ونحن نحاول ضمن الإمكانات المتوافرة لدينا القيام بهذا الواجب من دون ان نتجاهل الظروف المالية الصعبة للدولة في الوقت الراهن. لكن مع ذلك فان الاهتمام بالجنوب له الأولوية والإصلاحات في محطات الكهرباء وخطوط النقل مستمرة وكذلك محطات المياه. نعمل في الجنوب لان اهله من الشعب اللبناني وليس من الوارد اغفال هذه الحقيقة، واهل الجنوب لهم على الدولة حقوق ونحن نعمل على تأمينها. وأقول بصراحة ان لا أموال حاضرة الان لاطلاق عملية إعادة الاعمار، ولا بد من انعقاد مؤتمر لدعم الاعمار وهذا ما نعمل لأجله».
وعن مسألة حصر السلاح، قال الرئيس عون: «السلاح ليس الأساس… بل النية في استعماله هي الأساس، ذلك ان الذخيرة مثل الدواء لها عمر وفعالية، ومتى تجاوزت العمر المقدر لها تصبح خطرة على من يقتنيها. المهم هو نزع وظيفة السلاح، وهذه مسألة تأخذ وقتا وليس على قاعدة «كوني فكانت». الجيش يقوم منذ اتفاق تشرين الثاني الماضي بدوره في جنوب الليطاني، وعدد الشهداء الذين سقطوا في صفوفه بلغ 12 شهيدا حتى اليوم بينهم خبراء متفجرات، ناهيك عن المهمات الموكولة اليه خارج جنوب الليطاني لاسيما على الحدود الشمالية والشرقية والحدود البحرية ومكافحة التهريب والمخدرات وحفظ الامن وغيرها من المهام. على رغم ذلك تمَّ في جنوب الليطاني، «تنظيف» من 80 الى 85 في المئة من الأراضي. لكن لا يمكن تحديد وقت لان مساحة الجنوب واسعة، وفيه اودية واحراج وتلال وغير ذلك، إضافة الى ضرورة ان نأخذ الى ذلك، شهد قصر بعبدا، سلسلة لقاءات سياسية ومصرفية، فاستقبل الرئيس عون النائب ميشال المر.
وفي قصر بعبدا، المحامي مجد بطرس حرب الذي عرض مع الرئيس عون شؤونا سياسية ومناطقية، وكانت جولة افق في الأوضاع العامة في البلاد.
واستقبل الرئيس عون رئيس مجلس إدارة بنك «بيمو» الدكتور رياض عبجي، وعرض معه شؤونا اقتصادية ومصرفية. وبعد الظهر استقبل رئيس الجهورية الرئيس ميشال سليمان.
والتقى الرئيس عون نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور طارق متري الذي اطلعه على نتائج الاتصالات الجارية مع الجانب السوري لمعالجة الملفات قيد البحث، لا سيما بعد زيارة وزير الخارجية السوري السيد اسعد الشيباني الى بيروت الأسبوع الماضي.
وأشار الرئيس متري الى حضور وفد قضائي سوري الى لبنان خلال الأيام القليلة المقبلة للبحث في الملفات القضائية بين البلدين.
واستقبل الرئيس عون وفداً من الجمعية اللبنانية لتكنولوجيا المعلومات برئاسة الدكتورة منى الأشقر التي اطلعت رئيس الجمهورية على عمل الجمعية ونشاطاتها، وقدّمت اليه خلاصة ما توصلت اليه الجمعية من مبادرات ومقترحات لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص في مجال المعلوماتية.
وفي قصر بعبدا، وفد عائلة الوزير الراحل العميد بانوس منجيان الذي شكر الرئيس عون على مواساته في مصاب العائلة.
وضم الوفد السيدين انترانيك وهراك بانوس منجيان.