هل يُفرض السلام بالقوة؟

هل يُفرض السلام بالقوة؟

بقلم: سمير بشير الحاج..

ردا على مقال الكاتب جو رحال في عدد السبت ١٨ الجاري في نداء الوطن..
أمام ما يُروَّج له من مفاوضات بين لبنان والعدو الإسرائيلي وما يتعرض له الجنوب من تدمير وقصف وقتل ممنهج يُطرح السؤال الأكبر: هل يمكن أن يُفرض السلام بالقوة؟ وهل يُبنى الاستقرار على أنقاض المدن ودماء الأبرياء؟
إن ما يجري اليوم لا يُمكن وصفه إلا بعملية ابتزاز سياسي وعسكري تُمارسها إسرائيل مدعومة من الولايات المتحدة لفرض شروطها على لبنان والمقاومة بعد أن فشلت في تحقيق أي نصر ميداني. فكل هذا التصعيد ليس إلا محاولة للضغط والانتقام وإظهار القوة في وقتٍ تتهاوى فيه صورة الجيش الإسرائيلي أمام صمود المقاومين في غزة وجنوب لبنان.
السلام الحقيقي لا يُفرض بالقنابل ولا يُولد من فوهات المدافع. فسلام القوة ليس سلامًا بل هدنة مؤقتة وسلام العدالة وحده ما يدوم عندما تُحترم سيادة الشعوب وتُستعاد الحقوق المغتصبة. أما محاولات فرض الاستسلام على لبنان تحت شعار “التفاوض” فمصيرها الفشل لأن الجنوب الذي قدّم آلاف الشهداء لا يساوم على كرامته.
إن أي حديث عن مفاوضات في ظل استمرار العدوان هو عبث سياسي وتواطؤ مع المعتدي لأن الحوار لا يكون بين القاتل والضحية بينما الدماء لم تجف بعد. فليعلموا أن لبنان لن يقبل سلامًا على حساب أرضه وكرامته وأن المقاومة والشعب متّحدان في رفض الإملاءات الإسرائيلية الأميركية.
فالسلام لا يُفرض بالقوة… بل يُنتزع بالحق.

Spread the love

adel karroum