بوشكيان يلقي كلمة لبنان في مؤتمر ريادة الأعمال: أدعو الى الحوار في عالم عربي فيه قواسم مشتركة
ألقى وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال النائب جورج بوشكيان كلمة لبنان في مؤتمر «القمّة العربية لريادة الأعمال ومشاريع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة: من الصمود الى الازدهار» الذي تنظّمه الإسكوا في مدينة مراكش المغربية.
ودعا الى الحوار «في عالم عربي يحتوي على قواسم مشتركة أكثر بكثير من علامات تفرقة وشرذمة»، مؤكّداً أنه «في هذا التوجّه الانفتاحي يتحقّق الانماء والازدهار»، وقال «نحتاج في عالمنا العربي إلى اعادة تقييم للاتفاقات غير المطبّقة من أجل احياء وتأسيس منطقة عربية مشتركة مفتوحة الحدود والتبادل والتجارة والتكافؤ». وفي ما يلي نصّ الكلمة: «آتي إليكم من لبنان الوطن الشقيق لكلّ دولة عربية. آتي الى المملكة المغربية المضيافة والعزيزة بجلالة الملك وشعبِها الأبيّ والكريم، للمشاركة في مؤتمر بدأته الاسكوا العام الماضي مشكورة في العاصمة الأردنية عمّان، وتتابعه هذه السنة في مدينة مراكش المغربية بعنوان «من الصمود الى الازدهار.
أشكر المملكة على الاستضافة بحيث شعرنا أنّنا في بلدِنا. وأثني على عمل الاسكوا بكامل كادراتها وكوادرها، ولا سيما الأمينة العامة الدكتورة رلى دشتي على دقّة التنظيم وتقديم الاقتراحات والمتابعة الفعّالة. في ظلّ هذا الحضور المميّز والمشاركة الفاعلة والمؤثّرة للوفود والأعضاء والخبراء، من المفيد لنا جميعاً أن نستمع إلى بعضنا البعض كبلدان عربية. نتحاور بانفتاح وصراحة، نبحث في الحاجات، نضع الخطط، نرسم المشاريع الآنية والمستقبلية، ندرس كيفية مواجهة التحدّيات وتجاوزها والتغلّب عليها، بهدف تحقيق النمو الاقتصادي وازدهار شعوبنا، في منطقة وعالم عربي يحتوي على قواسم مشتركة أكثر بكثير من علامات تفرقة وشرذمة. قبل الحديث عن الريادة في الأعمال وأهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في النمو والاقتصاد، إني أعتبر المنافسة عامل غنى، وعنصراً محفّزاً، ودافعاً للتقدّم، إنما في إطار المشروعية القانونية والأخلاقية والمبادئ العامة. ونحن في عالمنا العربي نحتاج إلى اعادة تقييم للاتفاقات غير المطبّقة من أجل احياء تأسيس منطقة عربية مشتركة مفتوحة الحدود والتبادل والتجارة والتكافؤ. وهذا الأمر ليس بالمستحيل، كما أنه ليس صعب الانجاز، إذا ما تغلّبت المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وإذا بنينا الهيكل على الثقافة التي تجمعنا، وعلى اللغة التي توحّدنا، وعلى حاجاتنا للموارد الطبيعية الموجودة في طول البلدان العربية وعرضها، وعلى ميزات طاقات شبابنا وشاباتنا الفكرية والابداعية. كلّ ذلك، ينمّي الاقتصاد ويخرِجه من ترهّله وكبوته، الى النموّ والازدهار والحداثة. وهنا يأتي دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وهي تشكّل عصب الاقتصاد في اقتصادات بلداننا العربية. ففي بلدي لبنان مثلاً، تشكّل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة نحو 90% من حجم المؤسسات، وهي الخزّان الطبيعي للعمالة ولاستيعاب خرّيجي الجامعات والتعليم المهني والتقني. كما أنّها المحرّك الديناماكي للدور اللبناني المعروف منذ عشرات السنين، كصلة الوصل بين الشرق والغرب، وصولاً إلى الامتداد الطبيعي مع افريقيا وشرق آسيا وغربها، وذلك أيضاً بقوّة اغترابه المنتشر في أصقاع الدنيا. اسمحوا لي أيتها السيدات والسادة، بأن أفتخر بأبناء وسيّدات بلدي لبنان، الذين واللواتي سطّرن قصص نجاح رائعة وصلت شهرتها إلى دول العالم في عالم الأعمال والعلم والطب والفكر والثقافة والصناعة والتجارة والخدمات والسياحة. المرأة اللبنانية تحتلّ مواقع رياديّة ومتقدّمة في السياسة والاقتصاد والصناعة والمجتمع والتربية. هي ليست متلقّية فقط. هي مبادِرة وصاحبة فكر ومبدعة في ميادين متنوّعة وفي الصناعة والأعمال والتكنولوجيا. تناقش، تبدي رأيها بكلّ حرّية ومساواة. في لبنان، لا تعاني المرأة من انتقاص في حقوقها. ولقد حصدت كمبادرين لبنانيين آخرين، مشاريع كبيرة ومميّزة في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط واوربا وصولاً الى أميركا. وهذا دليل ثقة بها وبالمهارة والخبرة والتجربة اللبنانية.
إنّي أدعو في نهاية كلمتي الى التفكير مليّاً بارساء قواعد ثابتة للتعاون والتكامل بين بلداننا. ففي هذا التوجّه يتحقّق الازدهار. أجدّد شكري للمملكة المغربية وللاسكوا ولجميع الزملاء والحضور الكريم، على أمل أن نخرج بتوصيات عملية تخدم عنوان اجتماعنا اليوم».