الراعي: الدول الأوروبية تُهيّئ لمجرمين وإرهابيين في لبنان
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي «كابيلا القيامة»، والقى عظة فوجّه تحيّة خاصّة لعائلة الشهيد باسكال رشوان سليمان منسّق منطقة جبيل في القوّات اللبنانيّة الذي ودّعناه منذ شهر مع زوجته وابنته وابنيه ووالدته وشقيقيه وسائر أنسبائه وزملائه في حزب القوّات اللبنانيّة وأهالي ميفوق العزيزة وقضاء جبيل كلّه، وقد عمّ الحزن مختلف المناطق. نصلّي لراحة نفسه، وعزاء أسرته وجميع محبّيه ومعارفه الأحبّاء. اضاف: إنّ محور العمل السياسيّ هو هذا الشخص البشريّ. من أجله تتكوّن السلطة المنظَّمة في الدولة، لتكون دولة الحقّ والعدالة التي تؤمِّن للمواطنين حقوقهم الأساسيّة، وتطالبهم بواجباتهم. ومن أجله ينتظم الإقتصاد ليعيش المواطنين بكفاية. ومن أجله يشرّع المجلس النيابيّ ويحاسب ويسائل الحكومة المسؤولة عن السلطة الإجرائيّة. وتابع: «يبدو أنّ الذين يعرقلون انتخاب رئيس للجمهوريّة، لا يريدون بالحقيقة رئيسًا للبلاد لأنّهم يستفيدون من غيابه سعيًا لمزيد من نفوذهم وتلاعبهم بالشعب ومصيره وبالدستور «وقدسيّته». فلا تتلهّوا، أيّها السادة، بأمور أخرى لحجب النظر عن الضرورة الأساسيّة والحيويّة للبنان أي انتخاب رئيس للجمهوريّة لكي يستعيد المجلس النيابي صلاحيّاته التشريعيّة، والحكومة صلاحيّاتها وفقًا للدستور».
وختم الراعي: «إنّ الوضع في المنطقة يستدعي وجود رئيس للدولة، وكذلك الحرب في فلسطين، وأيضًا قضيّة النازحين السوريّين وأولئك المتواجدين لا شرعيًّا على الأرض اللبنانيّة وعودتهم إلى الأماكن الآمنة في سوريا وهي تفوق بكثير مساحة لبنان. وإنّا لنأسف لعدم تعاون الدول الأروبيّة والدوليّة مع لبنان لحلّ مشكلة النازحين وعودتهم إلى وطنهم، لأنّ هذه الدول ما زالت تستعمل النازحين لأغراض سياسيّة في سوريا، ولا تريد الفصل بين المشكلة السياسيّة وعودة هؤلاء إلى وطنهم فيحمّلون لبنان هذا العبء الثقيل ونتائجه الخطيرة للغاية، غير مدركين أنّهم يهيّؤن مجرمين وإرهابيّين ستكون هذه الدول مسرحهم قبل غيرها».