عون: لا يمكن أن نكون خارج مسار التسويات ولا بدّ من التفاوض

سلام: أجدّد التزام الحكومة الكامل بإعادة الإعمار وبحقّ الجنوبيين
خمس ساعات امضاها الرئيس الاميركي دونالد ترامب في اسرائيل حدد في خلالها معالم المرحلة وتوقعاته لمستقبل المنطقة. في خطابه امام الكنيست حيث اكد ان السلام ليس املاً بل حقيقة، وجه الرئيس الاميركي مجموعة رسائل في اتجاهات عدة، منها المباشر ومنها المُبطن واجرى جولة افق امتدت من ايران الى غزة مرورا بلبنان الذي اعلن دعمه لرئيسه “الذي يعمل على سحب سلاح حزب الله وحصره بيد الدولة لبناء دولة تعيش بسلام مع جيرانها وهناك أمور جيّدة تحدث في لبنان”.
وقبل ان يتوجه الى شرم الشيخ في الرابعة بعد الظهر للمشاركة في مؤتمر السلام لغزة، بمشاركة قادة اكثر من 20 دولة، تمت عملية تبادل الأسرى بين حماس واسرائيل بحسب الاتفاق، فأطلقت حماس الاسرى العشرين لديها خلافاً للتحليلات التي ذهبت سابقاً الى توقع الاحتفاظ بعدد منهم للتفاوض حولهم لاحقاً، فيما ثبُت ان اهداف رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو الذي لن يحضر القمة تجنباً للإحراج على الارجح، لم تتحقق بدءا من ضم الضفة الغربية وصولا الى تهجير اهالي غزة، لا بل غذّت الحرب فكرة حل الدولتين التي حصدت تأييدا دولياً عارماً، وتبقى معرفة مضامين بعض البنود السرية في الاتفاق لا سيما ما يتصل بمصير سلاح حماس.
لا بد من التفاوض
في لبنان الذي ينتظر انعكاسات هذه التطورات عليه، وبينما قال ترامب من الكنيست “حزب الله هو خنجر ضرب إسرائيل وأنهيناه والرئيس اللبناني يعمل على سحب السلاح وحصره بيد الدولة ونحن ندعم الرئيس لبناء دولة تعيش بسلام مع جيرانها وهناك أمور جيّدة تحدث في لبنان”، اكد رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون “انه سبق للدولة اللبنانية ان تفاوضت مع إسرائيل برعاية أميركية والأمم المتحدة، ما اسفر عن اتفاق لترسيم الحدود البحرية تمَّ الإعلان عنه من مقر قيادة “اليونيفيل” في الناقورة. فما الذي يمنع ان يتكرَّر الامر نفسه لايجاد حلول للمشاكل العالقة، لا سيما وان الحرب لم تؤد الى نتيجة؟ فاسرائيل ذهبت الى التفاوض مع حركة “حماس” لانه لم يعد لها خيار آخر بعدما جربت الحرب والدمار. اليوم الجو العام هو جو تسويات ولا بد من التفاوض، اما شكل هذا التفاوض فيحدد في حينه”.
لبنان حاضر
من جهة ثانية، أوضح السفير المصري علاء موسى، أن “لبنان حاضر في القمة بكل قوة، وتم التوافق على أن من يشارك هو من له علاقة في ما يحصل في غزة ويساهم في استقرارها وإعادة الإعمار فيها في المستقبل”. ورأى في حديث تلفزيوني، أن “مؤتمر شرم الشيخ عنوان للجهود والإرادة العربية التي توحدت وراء موقف حقيقي، واليوم سيكون بداية لمرحلة جديدة عنوانها السلام”، مشددا على أن “هناك الكثير من التحديات، ولكن إذا ما استمر الزخم نفسه يمكن التغلب عليها”. وأضاف: “على لبنان أن ينهي مسألة حصر السلاح، ونرجو أن نستفيد من الجو العام في المنطقة وأن يستفيد منه لبنان”.
الحكومة ملتزمة
في الاثناء، كتب رئيس الحكومة نواف سلام عبر حسابه على “اكس”: “ما تعرّض له المهندس طارق مزرعاني، منسّق تجمّع أبناء القرى الجنوبية الحدودية، من تهديد مباشر عبر مكبّرات صوت من مسيّرة إسرائيلية، مدانٌ بأشدّ العبارات. ولا يسعني في هذا السياق إلا ان اجدد التزام الحكومة الكامل بإعادة الإعمار وبحقّ جميع أبناء الجنوب، ولا سيّما سكان القرى الحدودية، في العودة الآمنة والمستدامة إلى بلداتهم وقراهم”.
دفن الرؤوس في الرمال
في المواقف، صدر عن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، بيان قال فيه: أدلى أكثر من وزير بتصريحات حول مسؤولية مجلس الأمن الدولي، وأبرزها ما قاله أحدهم: “آن الآوان لقيام مجلس الأمن بتنفيذ القرار 1701 الصادر عنه منذ عقدين، وللدول التي أنتجت ترتيبات نوفمبر 2024 لفرض احترامها من قبل إسرائيل التي لم تنفك تخرقها منذ اليوم الأول وتمادت حتى يوم أمس بمخالفتها”. معالي الوزراء المحترمين، هذا كلام صحيح، لكنه غير منطقي ولا يتطابق مع الواقع. فقبل ان تطالب الحكومة اللبنانية المجتمع الدولي بتحمُّل مسؤولياته تجاه القرار 1701 وترتيبات نوفمبر 2024، عليها هي ان تقوم بتحمُّل مسؤولياتها في الشق المتعلق بها من هذا القرار وهذه الترتيبات. إن القرار 1701 وترتيبات نوفمبر 2024 ينصان، في بنودهما الأولى، على مطالبة الدولة اللبنانية بحل كل التنظيمات المسلحة غير الشرعية الموجودة في لبنان، وجمع كل السلاح غير الشرعي وتسليمه للجيش اللبناني. معالي الوزراء وجميع الصادقين في هذا البلد: عبثا نحاول ان نفتِّش عن الحقيقة خارج أنفسنا. إذا أردنا الخلاص لبلدنا، ووقف الاستهدافات الإسرائيلية وإخراج إسرائيل من لبنان، علينا ان نطبِّق ما يتعلق بنا من أحكام القرار 1701 وترتيبات نوفمبر 2024. أما أن نستمر بدفن رؤوسنا في الرمال، وان نعوِّض عمّا يجب عمله بلعن الظلمة والعدو ولوم الدول الراعية بأنها لم تفعل شيئا للبنان، فهذه وصفةٌ لفتح المجال واسعا امام إسرائيل كي تكمل ما تقوم به. إن دفن الرؤوس في الرمال لم يؤد يوما إلى نتيجة سوى إلى خراب البصرة، وأخلص أمنياتي ان يُخرج الجميع رؤوسهم من الرمال التي وضعوها فيها قبل ان يخرب لبنان”.