زيارة بن سلمان للبيت الأبيض أعادت رسم معادلات واشنطن وأثارت الجدل حول التطبيع وصفقة الـ35-F
اشارت صحيفة “ذا تايمز”، الى ان “وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان حظي باستعراض جوي عسكري خلال زيارته للبيت الأبيض هذا الأسبوع”، لافتة الى ان “إطلالة السيدة الأميركية الاولى ميلانيا ترامب كانت لافتة أيضاً في التعبير عن طبيعة العلاقة الخاصة الجديدة بين واشنطن والرياض”.
وذكرت الصحيفة ان “السيدة الأولى اختارت فستاناً من تصميم اللبناني إيلي صعب لحضور العشاء المخصّص لتكريم الأمير محمد بن سلمان، المعروف اختصاراً بـ”مبس”. وقد لاحظ مراقبون أن لون الفستان هو نفسه لون العلم السعودي الممهور بالشهادة الإسلامية وسيفٍ باللون الأبيض”.
في السياق، لفتت الصحيفة الى ان “مطّلعين سعوديين قالوا إن نجاح الزيارة التي دامت يومين تجاوز توقعاتهم، إذ ارتقت بالسعودية لتصبح حليفاً أميركياً رئيسياً من خارج الناتو وعلى قدم المساواة مع إسرائيل”.
واضافت ان “بن سلمان الذي تحسّن مستواه في اللغة الإنجليزية كثيراً في السنوات الأخيرة، كان قد استعد للسؤال الحتمي حول مقتل الكاتب المعارض والصحافي في واشنطن بوست جمال خاشقجي، الذي قُتل على يد عملاء سعوديين في القنصلية بإسطنبول عام 2018. وقدّم بن سلمان إجابة كان يفترض أن تكون معتذرة: “كان خطأً كبيراً”، قال للصحافيين في المكتب البيضاوي، مضيفاً وعداً بتحسين الأداء”.
كما لفتت الصحيفة الى ان “ما لم يتوقعه هو تدخل الرئيس الاميركي دونالد ترامب للدفاع عنه، من خلال التشكيك في شخصية خاشقجي ومهاجمة الصحافي الذي طرح السؤال، وهو ما ضمن أن يتصدر هذا الموقف التغطية الإعلامية ويطغى على الإعلانات الضخمة المتعلقة بالدفاع والاستثمار”.
في هذا الاطار، قال جون ألترمان، من مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية للصحيفة إن “الرئيس كان أكثر اهتماماً بالدفاع عن مبس داخل المكتب البيضاوي في قضية خاشقجي مما كان مبس نفسه. كان قصد الرئيس أن يظهر ولاءه لوليّ العهد”.
واوضحت الصحيفة أن “ترامب قد فعل ذلك بأكثر من طريقة. فعلى مدى عقود، كانت الولايات المتحدة تعتبر إسرائيل أقرب وأثبت حليف لها في المنطقة، وركناً أساسياً في سياستها الشرق أوسطية. كما التزمت بتزويد إسرائيل بأكثر الأسلحة تطوراً لضمان “تفوقها النوعي”، وهو ما كان يزعج حلفاء آخرين. لكن ترامب قال إن السعودية أصبحت الآن على قدم المساواة وتستحق امتلاك مقاتلات أميركية متقدمة كانت محفوظة لإسرائيل”. وأضاف: “كانت إسرائيل حليفاً عظيماً، ونحن ندرس ذلك الآن. لكن من وجهة نظري، أعتقد أنهما أي السعودية وإسرائيل في مستوى يجب أن يحصل كلاهما على الأفضل. غير أن بيع مقاتلات F–35 للسعودية غير مضمون. فقد وعدت الولايات المتحدة بهذه الطائرات للإمارات عام 2021، لكن الصفقة تعطلت جزئياً بسبب مخاوف أميركية من أن علاقات الإمارات مع الصين قد تتيح لبكين الاطلاع على التكنولوجيا الحساسة. ولدى السعودية روابط مماثلة، بما في ذلك في مجال أبحاث الذكاء الاصطناعي”.
واضافت الصحيفة في هذا الاطار، أن “الصفقة تواجه أيضاً معارضة قوية من إسرائيل وحلفائها في الكونغرس، الذين يشترطون ربط أي موافقة بتعهد سعودي بتطبيع العلاقات مع حليف واشنطن التقليدي في المنطقة. وكان ترامب، الذي هندس في ولايته الأولى “اتفاقيات أبراهام“ بين إسرائيل والإمارات ودول عربية أخرى، قد ضغط على السعودية للانضمام. لكن الأمير محمد رفض، قائلاً إن إسرائيل يجب أن تلتزم أولاً بقيام دولة فلسطينية، وإن الولايات المتحدة ينبغي أن تقدم للسعودية معاهدة دفاع ثابتة ومساعدة نووية. وقد جعلت حرب غزة، التي أشعلت التوترات الإقليمية، هذا الاحتمال أكثر بعداً”.
وقالت “يأمل السعوديون الآن أن يتحول الضغط إلى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يرفض قيام دولة فلسطينية، إذا كان ترامب يريد فعلاً توسيع الاتفاقيات لتشمل السعودية وما بعدها”.
