هند باز: الجمهور ليس جاحداً
أنا بعيدة عن لبنان منذ 13سنة
تزوّجت الممثّلة هند باز، وسافرت إلى دبي قبل نحو ١٣ سنة، وفي كلّ مرّة تعود إلى وطنها، تلقى الدعم من جمهورها الذي يعبّر عن اشتياقه لها، ويطالبها بالعودة إلى الساحة الفنيّة بأعمال تلفزيونيّة ومسرحيّة جميلة.
هند تحب التنوّع في الأدوار، شاركت في مسلسلات ومسرحيّات مع نجوم لبنانيين وإماراتيين، وهي نجمة كبيرة في الكوميديا والدراما. إطلالاتها دائماً متألّقة، وهي عفوية ولا تتصنّع، تثق بأدواتها التمثيليّة، وتجيد اختيار أدوارها، وعندها شغف بمهنتها. معها هذا الحوار:
*أي نوع من الأدوار المركّبة الصعبة لا تتحمّلين تقديمها في مسلسل؟
– الأدوار الجريئة فقط، وخلافاً لذلك أقدّم كل أنواع الأدوار المركّبة لإبراز أفضل إمكانيّاتي وقدراتي التمثيليّة.
*لماذا برأيك أصبحت الدراما طاغية أكثر من الكوميديا في المسلسلات؟
– الناس يشتاقون للكوميديا، وحالياً أتابع مسلسل «التفاح الحرام» لأنّه كوميدياً بعض الشيء، ولكن يبدو أنّ الأعمال الدراميّة تبيع أكثر، كذلك المنصّات والمحطّات تطلب هذا النوع من المسلسلات.
*هل نجحت ممثّلة معيّنة في «أخذ مكانك»؟
– لا أحد يأخذ مكان أحداً، كلّ ممثّلة لديها بصمتها وجمالها وجمهورها. ومثلاً لو أعطينا الدور لثلاث ممثّلات، كل واحدة منهنّ ستقدّمه بطريقة مختلفة عن الأخرى. لا أحبّ التفكير أنّ أحداً أخذ مكاني، وبالمقابل أفرح لنجاح الآخرين، وهذا النجاح يحفّزني حتى «أشتغل على حالي أكتر»، وأن أعود إلى الساحة، ولست أقول هذا الكلام على سبيل المسايرة.
*شاركتِ أثناء إقامتك في دبي في الدراما الإماراتية وفي مسرحيّة أيضاً، بين التلفزيون والمسرح، هل تختارين المسرح؟
– في الإمارات شاركت في عدة أعمال كوميديّة ودراميّة. المسلسل الأوّل كان بعنوان «زمن طناف»، للكاتب والمنتج سلطان نيادي، وإخراج باسم شعبو، وفاز بأفضل عمل رمضاني، وكان وجه الخير عليّ، لأنه فتح لي عدّة أبواب. وتوالت مشاركاتي في الأعمال، حيث شاركت في « ما أصعب الكلام» للمخرج ياسر الياسري، إنتاج أنور الياسري. ومن بعده شاركت في «متعب القلب» مع الفنان أحمد الجسمي، وكان المسلسل من إنتاجه وبطولته، ودوري فيه كان مركّباً وجميلاً جداً. أيضاً شاركت في مسلسل «عائلة من هذا الزمان» ﺇﺧﺮاﺝ مأمون البني، وقدّمت فيه دور شابّة روسيّة في المافيا، تحتال على عائلة بعد إرتباطها بعلاقة صداقة مع أفرادها، وتغيّر من شكلها بعد أن تضع الحجاب، وتتكلّم باللغة العربية الفصحى بشكل نوعاً ما سليم. وبخصوص المسرح، شاركت في مسرحيّة واحدة، وتمّ ترشيحي للقب أفضل ممثّلة عربية، ومع أنّني لم أفز، إلا أنّ الترشيح كان جميلاً، كما أنّ أصداء العمل كانت جيّدة. وبين التلفزيون والمسرح، أكيد أختار المسرح لأنّه الأحبّ إلى قلبي، ولكن أكيد أحبّ أن أعود إلى التلفزيون لأنّني اشتقت للمشاركة في المسلسلات.
*ماذا غيّرت الأمومة في حياتكِ؟
– أصبحت ناضجة أكثر، وأحبّ عائلتي وكلّ الناس، وإحساسي كممثّلة أصبح أكثر حرفيّة. وبرأيي أنّ العائلة هي أجمل هديّة في الحياة. وكنت أحلم أن أكون أماً منذ كنت صغيرة، والحمد لله الذي وهبني أحلى هديّتين، هما مارك وسيلين ماريا.
*ما هي برأيك أبرز الأخطاء التي ترتكبها ملكات الجمال وعارضات الأزياء في أعمالهنّ الدرامية؟
– لا أسمح لنفسي بتقييم الأخريات، لأنّنا كممثّلات وكأشخاص لدينا أخطائنا، والتي تثبت موهبتها، ويكون لديها شغفاً كبيراً للمهنة، ستحقّق الإستمراريّة.
*هل تعتبرين أنّ الجمهور «جاحد» لأنّه ينسى النجوم إذا طال غيابهم لأسباب معيّنة عن الشاشة؟
– الجمهور ليس جاحداً على الإطلاق، أنا مثلاً بعيدة عن لبنان منذ ١٣ سنة، وفي كل مرّة آتي فيها إلى بلدي، أكون محاطة بحبّ الناس. كذلك أتلقّى الرسائل الداعمة والجميلة بشكل يومي على «إنستغرام»، ويقولون لي: «ارجعي، اشتقنا لك». وأنا بفضل هذه المحبّة وتشجيعهم لي، يزيد اشتياقي أكثر لمهنتي. وحتى حين كنت أحضر مسرحيّات الممثل جورج خبّاز كمشاهدة في العرض وليس كممثّلة، كان الناس يلقون التحية عليّ بلهفة وشوق.
فدوى الرفاعي