لبنان يرفض الدخول في الحرب.. والجنوب في حال توتر وخطر كبير

لبنان يرفض الدخول في الحرب.. والجنوب في حال توتر وخطر كبير

في السياسة، طمانة رسمية من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بأنه اجرى اللازم من اتصالات لابقاء لبنان في منأى عن طوفان المعارك بين الفلسطينيين والاسرائيليين، ومثله بدا حزب الله حتى الساعة متريثا ومحافظا على رباطة جأشه. الا ان حال الميدان الذي شهد توتيرا حدوديا متجددا بعد الظهر لا يبعث على الاطمئنان ولا الارتياح، لاسيما اذا استجد ما يحمل الحزب على جر لبنان الى اتون المعركة قافزا فوق “عبرة” مجازفة العام 2006 التي ما زال لبنان يدفع ثمنها حتى اللحظة، وقرار الحرب في يده.

لاحترام الـ1701

بعد اكثر من 24 ساعة على اطلاق حزب الله صواريخه نحو الشمال الاسرائيلي مساندا “طوفان الاقصى”، صدر موقف رسمي من التطورات الميدانية في الاراضي المحتلة. فقد تابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الوضع في جنوب لبنان عبر سلسلة من الاتصالات الدولية والعربية والمحلية. كما تلقى إتصالات من عدد من رؤساء الدول والحكومات في الاطار ذاته. وشدد رئيس الحكومة خلال هذه الاتصالات على “ان الاولوية لدى الحكومة هي حفظ الامن والاستقرار في جنوب لبنان، واستمرار الهدوء على الخط الازرق والالتزام بالقرار 1701 ووقف الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية جوا وبحرا وجوا، والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة”.

وقال رئيس الحكومة “ان الاتصالات التي قمت بها أكدت حرص الدول الصديقة والشقيقة على بقاء لبنان في منأى عن تداعيات الوضع المتفجّر في الاراضي الفلسطينية، وحمايته”.

وجدد الرئيس ميقاتي التأكيد “أن تحصين لبنان في وجه التطورات العاصفة يقتضي الاسراع في انتخاب رئيس جديد ووقف التشنجات السياسية القائمة، فالخطر الذي يتهدد لبنان لا يصيب فئة معينة او تيارا سياسيا واحدا، بل ستكون له، لا سمح الله، انعكاسات خطيرة على جميع اللبنانيين وعلى الوضع اللبناني برمته”. وتابع “في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة، لم يعد مقبولا ان تستمر التجاذبات الداخلية والانقسامات على مسائل تجاوزتها الاحداث الداهمة والتداعيات المحتملة. فلتتوقف مواقف الشحن والتحريض، ولتتوحّد كل الارادات في مرحلة هي من دون مبالغة من أخطر المراحل التي يمر بها لبنان والمنطقة وأكثرها ضبابية لناحية التوقعات والخيارات والاحتمالات”.

لقاءات

وفي السياق تابع ميقاتي مع زواره، بعد ظهر اليوم، في السرايا الحكومية، الأوضاع الأمنية الراهنة في الجنوب.

وفي هذا الإطار، التقى قائد الجيش العماد جوزاف عون. واجتمع أيضا مع سفير فرنسا هيرفي ماغرو. كما اجتمع مع المنسق المقيم للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عمران ريزا. وعرض مع وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني قرم شؤون وزارته.

الى القاهرة

وكان رئيس الحكومة إجتمع مع  بو حبيب الذي أعلن بعد اللقاء “أطلعت دولة الرئيس على الاجتماع الذي ستعقده الجامعة العربية في القاهرة بشأن الأوضاع في غزة وفلسطين. كما عرضنا لموضوع النازحين السوريين والزيارة التي سأقوم بها هذا الشهر لسوريا، وانني سألتقي أيضا بوزير الخارجية السوري في اجتماع الجامعة العربية في القاهرة”.

الحزب وفلسطين

في المقابل،  اعتبر رئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله” الشيخ محمد يزبك أن “كل المقاومين هم جنود غزة، ولن نترك فلسطين، وعندما يتجاوز العدو حدوده والخط الأحمر سوف يرى ما لم يتوقع من المقاومة الإسلامية في لبنان ومن محور المقاومة”. جاء ذلك خلال مراسم رفع راية فلسطين على تلة عين بورضاي على مشارف مدينة بعلبك. وتابع “معركة طوفان الأقصى هي معركة الجميع، قدمنا وسنقدم الشهيد تلو الشهيد حتى يتم التحرير، وتعود الأمة إلى أصالتها، وتعود القضية الفلسطينية أولى أولويات الأمة وكل عاشقي الحرية.

اليونيفيل تراقب

وسط هذه الاجواء، قال الناطق الرسمي بإسم اليونيفيل أندريا تيننتي رداً على سؤال حول الاجراءات التي  ستتبعها “اليونيفيل” للتعامل مع التظاهرات على الخط الأزرق، ان “بحسب بعض التقارير، تجمّع بعض الأشخاص بالقرب من الخط الأزرق، ولكن لم نشهد أي تجمعات كبيرة”. أضاف “نواصل مراقبة الوضع عن كثب، وجنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل على استعداد للانتشار لتخفيف التوتر والحفاظ على استقرار المنطقة على طول الخط الأزرق”.

صواريخ؟

في الميدان، أفادت وسائل إعلام إسرائيليّة، بـ”إطلاق 12 صاروخًا من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى وجبل الشيخ”. وقرابة الثالثة والنصف، افيد عن قصف القوات الاسرائيلية بالمدفعية منطقة الضهيرة الحدودية في القطاع الغربي وصولا الى بلدات مروحين والبستان والزلوطية. وتوسعت لتشمل اطراف بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل. كما سمعت طلقات نارية مكثفة عند حدود الضهيرة وسجل تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع على علو منخفض في سماء الجنوب.. واشار الجيش الإسرائيلي الى اشتباك وقع في الجبهة الشمالية بعد تسلّل مسلحين من الأراضي اللبنانية، وتحدث الاعلام العبري عن مقتل اثنين من المتسللين وهم من حزب الله، بنيران الجيش الإسرائيلي.في المقابل، افادت المعلومات بأن المجموعة التي حاولت التسلل الى داخل الأراضي المحتلّة تضمّ أربعة فلسطينيّين استشهد اثنان منهما وفُقد الآخران. بدوره، قال مسؤول في حزب الله لرويترز: لم ننفذ أي عملية داخل إسرائيل. وأعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الجيش الاسرائيلي قتل عددًا من المسلحين الذين اجتازوا الحدود باتجاه الأراضي الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية. وتابع “ يواصل المقاتلون عمليات التمشيط في المنطقة. كما وتشن المروحيات حاليًا الغارات في المنطقة”.

الى ذلك، طلبت السفارة الأميركية من مواطنيها في بيروت، توخّي الحذر، لأن الوضع في إسرائيل لا يزال غير قابل للتنبّؤ.

تعليق الدراسة في الجنوب

أعلن وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عباس الحلبي في بيان، “إقفال المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة، اليوم الثلاثاء في 2023/10/10 في الأقضية المتاخمة للحدود الجنوبية الدولية، نتيجة التوتر الذي تشهده القرى الواقعة في الأقضية المذكورة، وخشية تعرض سلامة المعلمين والمتعلمين والأهالي للخطر، لا سمح الله”.

Spread the love

adel karroum

اترك تعليقاً