إسرائيل تهرب من الهجوم البري الى تسعير حملة الإبادة
في اليوم الـ18 من الحرب على غزة، واصل الطيران الإسرائيلي قصف المدنيين بلا هوادة، ووثقت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع خلال الساعات الماضية 47 مجزرة خلفت 704 شهداء، وهو ما يرفع الحصيلة الإجمالية خلال أسبوعين إلى نحو 5800 شهيد، جلهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 15 ألف مصاب.
وشهدت الساعات الماضية تطورات دامية في قطاع غزة، وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن القصف استهدف أيضا عددا من المنازل في مخيم خان يونس، ومنطقة القرارة، وفي رفح جنوبي القطاع، وفي جباليا البلد شمالي غزة، وبجوار مستشفى شهداء الأقصى، وفي مخيم البريج وسط القطاع.
وأفاد مصدر طبي باستشهاد 23 شخصا بغارات إسرائيلية على منازل في البريج ودير البلح وسط قطاع غزة. كما استشهد 10 آخرون بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في رفح جنوبي القطاع.
كما أفاد مصدر طبي بسقوط 53 شهيدا بينهم أطفال بغارات إسرائيلية استهدفت منازل في خان يونس ورفح جنوبي القطاع.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت 3 مجازر في الساعات الأخيرة في مخيمي الشاطئ وجباليا وحي الشيخ رضوان.
ومع تواتر المجازر بحق المدنيين والتدمير الشامل للأحياء السكنية في غزة، يزداد الوضع الإنساني تدهورا، حيث أعلنت وزارة الصحة بغزة الانهيار التام للمنظومة الصحية في المستشفيات، في حين ارتفع عدد النازحين بالقطاع إلى نحو مليون و400 ألف.
وفي الجانب الآخر، قال الجيش الإسرائيلي إن أمامه أسابيع طويلة من العمليات العسكرية في إطار ما يصفه بالرد على عملية “طوفان الأقصى” -التي نفذتها المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس– وأسفرت عن مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي، بينهم 308 عسكريين، وأسر أكثر من 200 آخرين.
أوضح رئيس الأركان أن الجيش سيتخذ قراراً بشأن المرحلة التالية من القتال بالاشتراك مع القيادة السياسية.
وقال رئيس الأركان إن الجيش متأهب لإمكانية اتساع جبهة القتال، بما في ذلك عند الحدود مع لبنان.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن الجيش “مستعد وعاقد العزم” على خوض المرحلة التالية من الحرب وينتظر التعليمات السياسية. وأضاف أن إسرائيل تتعلم من التجربة الأميركية في الشرق الأوسط، لكن “حربنا تقع على حدودنا وليس على بعد آلاف الأميال من إسرائيل”، مضيفاً أنه يتوقع أن يستمر القتال حتى الأسابيع المقبلة.
في المقابل أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها جددت قصف تل أبيب وبئر السبع ردا على استهداف المدنيين، كما قصفت أيضا مدينة أسدود.
في الوقت نفسه، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها قصفت موقعي كيسوفيم والعين الثالثة في غلاف غزة بدفعة صاروخية، كما استهدفت حشودا عسكرية في كفار غزة.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن دفعة الصواريخ الأخيرة من غزة أصابت منزلين على الأقل بمستوطنة ألفي مناشيه.
وأفيد بأن دفعة صاروخية جديدة من قطاع غزة استهدفت تل أبيب ومطار بن غوريون ومنطقة بئر السبع في النقب.
“أكسيوس”: إسرائيل مستعدّة لتأجيل غزو
غزة لمناقشة إطلاق سراح عدد كبير من الرهائن
صرح مسؤولان إسرائيليان لموقع “أكسيوس” الأميركي، أنّ “إسرائيل مستعدة لتأجيل الغزو البرّي لغزة لبضعة أيام للسماح بإجراء محادثات حول إطلاق سراح عدد كبير من الرهائن، الذين تحتجزهم حماس هناك”.
وذكر مسؤول إسرائيلي كبير أنّه “تريد إسرائيل وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بذل كل جهد لمحاولة إخراج الرهائن من غزة. وإذا اقترحت حماس حزمة كبيرة، فسنكون بالطبع مستعدين للقيام بأشياء في المقابل”.
ولفت المسؤولون الإسرائيليون إلى أنّ “الإسرائيليين أبلغوا الوسطاء المصريين أنه إذا أرادت حماس التوصل إلى نوع من صفقة الرهائن، فعليها إطلاق سراح جميع النساء والأطفال الذين تحتجزهم”.
وبحسب “أكسيوس”، يأتي موقف الإسرائيليين بشأن الرهائن في الوقت الذي تحاول فيه إدارة بايدن دفع تل أبيب نحو تأخير شن حرب برية في غزة.
ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن من بين الرهائن العديد من الأميركيين العشرة الذين لا يزال مصيرهم في عداد المفقودين في غزة.
ويعترف المسؤولون الإسرائيليون بأنه من المحتمل أن يكون بعض الرهائن قد قُتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع حماس في غزة خلال الأسبوعين الماضيين.
ونقل الموقع عن المسؤولين الإسرائيليين أنّه “حتى لو تم التوصل إلى صفقة الرهائن، فإن الجيش الإسرائيلي لن يتخلى عن خططه لشن هجوم بري في غزة”.