القضاء يوقف رياض سلامة في ملف مصرفي و «الشورى» يوقف تنفيذ قرار سليم بالتمديد للواءين

القضاء يوقف رياض سلامة في ملف مصرفي و «الشورى» يوقف تنفيذ قرار سليم بالتمديد للواءين

من يراقب الخط البياني للمواقف اللبنانية الرسمية خلال اليومين الأخيرين، لا يجد صعوبة في رصد حجم الانقسام الداخلي الذي ما زال مسيطرا على الساحة السياسية، لا سيما بعد سلسلة خطابات ملأت نهاية الاسبوع بارتداداتها ابرزها لرئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وما استتبعها من ردات فعل ومواقف بين السياسيين انفسهم وبعض رجال الدين وبين الجيوش الالكترونية، ما بدا انعكاساً واضحاً لارتباك الثنائي الشيعي عموما و»حزب الله» نفسه، اذ عوض ملاقاة خطاب التهدئة في منتصف الطريق فتح النار على ألسنة من يمثلونه من اهل الدين والاعلام . وليس الامر مستغرباً ما دام خياره الإبقاء على حالة «اللاقرار» في انتظار تبلور طبيعة المرحلة وشكل «اليوم التالي» مع انتهاء حرب غزة التي لا تبدو وشيكة في ضوء استمرار تصلب بنيامين نتنياهو خلف جدران شروطه المتناسلة وبروز مؤشرات الى اصطفافات دولية غير مريحة جديدها اليوم ما كشفت عنه صحيفة الوطن السورية نقلا عن مصدر دبلوماسي عربي عن ان موسكو أنجزت جدول أعمال لقاء روسي- إيراني- تركي -سوري متوقع عقده نهاية الشهر الجاري، علما ان روسيا تدفع قدما في اتجاه عقد لقاء قمة بين الرئيسين السوري والتركي.
وفي الجديد اللبناني ايضا حدث قضائي تمثل بتوقيف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة على ذمة التحقيق، بعد التحقيق معه في ملف مصرفي، اضافة الى تطور قضائي – عسكري، عبر أصدار هيئة القضايا في مجلس شورى الدولة قرارها بوقف تنفيذ قرار وزير الدفاع موريس سليم القاضي بالتمديد للواءين بيار صعب ومحمد المصطفى الذي ارتكز على القانون الصادر عن مجلس النواب بالتمديد لمن هم برتبة عماد ولواء من قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية.
للالتزام بالدستور
وفي انتظار اللقاءات الفرنسية – السعودية في الرياض في قابل الايام والتي ستعرض للملف الرئاسي اللبناني، حضر الاستحقاق في سلسلة مواقف محلية. امس، أكدّ عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش «عودة الحركة الدولية المعنية برئاسة الجمهورية لاستكمال عمل اللجنة الخماسية»، مشيرًا الى أن «الأجواء جاهزة لإنتخاب رئيس ولكن علينا الإلتزام بالدستور والدعوة لجلسة انتخاب بأسرع وقت ممكن».
للتسوية
من جهته، لفت عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب بلال عبدالله إلى أنّ «المساعي الدولية لمساعدة لبنان مشكورة، لكن المهم أن يقتنع اللبنانيون بمساعدة أنفسهم والاتجاه جميعا نحو التسوية». ورأى أن «المواقف التي برزت أخيرًا لا تعطي أملًا بأن التسوية قريبة لأن التشاور المطلوب لانتخاب رئيس لم يشقّ طريقه حتى الآن».
الانتخاب ضروري
ايضا، توجّه بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الاورثوذكس يوحنا العاشر يازجي برسالة الى اللبنانيّين قال فيها «إثبتوا ولا تخافوا رغم قساوة الظروف وصعوبة الأيّام، ولبنان غالٍ على قلوبنا وعلينا أن نُحافظ عليه ونتشبّث بأرضنا وبيوتنا»، مضيفاً: «نكرّر الدعوة إلى جميع السياسيّين والمعنيّين والمسؤولين لضرورة انتظام عمل الهيئات الدستوريّة وعلى رأسها رئاسة الجمهورية، وللتعالي عن المصالح الشخصية والنظر إلى مصلحة اللبنانيّين»، مشددا على أنه «من الضروري جدًّا انتخاب رئيس لأنّ هذا الفراغ ليس من مصلحة أحد، وندعو ألا تتوسّع دائرة الحرب لتشمل مناطق أخرى». كلام يازجي جاء خلال زيارته متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، حيث التقاه في حضور كهنة الأبرشية.
وقف قرار سليم
على خط آخر، وفي تطور قضائي – عسكري، أصدرت هيئة القضايا في مجلس شورى الدولة قرارها بوقف تنفيذ قرار وزير الدفاع موريس سليم القاضي بالتمديد للواءين بيار صعب ومحمد المصطفى الذي ارتكز على القانون الصادر عن مجلس النواب بالتمديد لمن هم برتبة عماد ولواء من قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية. وكان المجلس أصدر قراره اليوم بوقف تنفيذ التمديد للواء صعب، بناءً على مراجعة تقدّم بها العميد إدغار لوندوس أمام المجلس. وقبل مجلس شورى الدولة طلب التدخل الذي تقدّم به اللواء صعب، كونه صاحب صفة بالملف.
توقيف سلامة
اما على الخط القضائي – المالي، فأعطى مدعي عام التمييز اشارة بتوقيف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة على ذمة التحقيق بشبهة سرقة اموال مصرفية في ملف اوبتيموم، بعدما مثل أمام الحجّار في قصر العدل من دون أيّ مرافقة تُذكر.
ويعود ملفّ «أوبتيموم» إلى فترة ما بين 2015 و2018، حين باع مصرف لبنان شركة «أوبتيموم» سندات دين عام، ثم قام بشرائها في اللحظة نفسها بأسعار أعلى. وقد نتج عن هذه العمليّات أرباح بقيمة 8 مليار دولار، لم تتّضح هويّة المستفيدين منها بعد.
لن نتدخل
وتعليقا على الحدث، قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي: توقيف رياض سلامة قرار قضائي ولن نتدخل فيه. بدوره، قال وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري الخوري: القضاء قال كلمته ونحن نحترم قراره.

شركة أوبتيموم: لم يستدعونا

قالت الرئيسة التنفيذية لشركة أوبتيموم إنفست اللبنانية، رين عبود، إن الشركة لم تستدعَ إلى جلسة اليوم فيما يتعلق بتعاملاتها مع حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة الذي جرى توقيفه بعد جلسة المحكمة لجرائم مالية مرتبطة بالشركة.
ونقلت رويترز عن عبود قولها إن «الشركة سمعت بتوقيف سلامة من وسائل الإعلام وإنها أجرت تدقيقا ماليا في وقت سابق هذا العام لتعاملاتها مع مصرف لبنان المركزي ولم تجد أي دليل على ارتكاب الشركة أي مخالفات».

Spread the love

adel karroum