مجلس النواب يختار الرئيس جوزيف عون بدلاً من الفراغ

مجلس النواب يختار الرئيس جوزيف عون بدلاً من الفراغ

جوزيف عون الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية وقائد الجيش الخامس الذي ينتقل من اليرزة الى بعبدا، منهياً عامين وشهرين وتسعة ايام من الشغور الرئاسي الثقيل. انتخاب بشق النفس، ولو انه بدا مُنسقاً ومدروساً بحرفية واتقان من جانب الرئيس نبيه بري وحليفه في الثنائي الشيعي، حزب الله. الجلسة الانتخابية التي سبقتها مناورات ورهانات بدأت بدورة اولى لم تمنح عون الاصوات الـ86 المُلزِمة، وفق سيناريو الاوراق البيضاء، فعلقها بري لساعتين، افساحا في المجال امام موفديه لزيارة اليرزة والاتفاق مع القائد، ليتبنيا على اساس الزيارة انتخابه وهكذا كان.

بـ99 صوتا قطع العماد عون طريق الطعن الدستوري برئاسته، القى خطاب رجل دولة بامتياز.وحدد عناوين المرحلة بما تستوجبه من تحولات. التزم أمام الشعب اللبناني ببسط الدولة سيطرتها وحقها في احتكار حمل السلاح ، بالاستثمار في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوباً وترسيمها شرقاً وشمالاً ومحاربة الإرهاب وتطبيق القرارات الدولية ومنع الاعتداءات الإسرائيلية”. تعهد بمنع التدخل في القضاء والتمسك بالاقتصاد الحر والحاجة إلى مصارف لا يكون الحاكم فيها إلا القانون. وأكدّ عدم التهاون في حماية أموال المودعين، واعادة ما دمره العدو الإسرائيلي في كل أنحاء لبنان.

وعلى امل ان يرسم عهد العماد جوزيف عون نهاية مآساة لبنان، فتُترجم الوعود الدولية بمساعدته والداخلية بالتعاون لإعادة نهضة البلد، يبقى ان يستعيد البرلمان اللبناني حيث كل شيء مباح راهناً ، وقاره، ويكّف بعض النواب “الصغار” المتلطين خلف دستور انتهكوه تكرارا لمصالحهم عن تشويه صورته في حضرة سفراء دول العالم، وقد نسفوا الحدود الفاصلة بين الجرأة وقلّة التهذيب، وبين النقد والانتقام السياسي. ولمن فاتته المهزلة نحيله الى فيديوهات للنائب سليم عون على مواقع التواصل الاجتماعي.

الشغور انتهى اذاً، وبدأت مرحلة جديدة مع رئيس رؤيوي اصلاحي انقاذي رفع لاءاته في وجه كل الفاسدين والمسيئين للوطن، لا بدّ ان تنطلق عمليا مع بيان الاستشارات النيابية الملزمة ليقلع في مشوار الانقاذ.

خطاب القسم

 اثر فوزه في الدورة الثانية وبعد القسم على الدستور، قال رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، في خطاب القسم “شرفني السادة النواب بانتخابي رئيسا وهو أعظم وسام أناله”. وأشار الى ان “لبنان هو من عمر التاريخ وصفتنا الشجاعة وقوتنا التأقلم ومهما اختلفنا فإننا عند الشدة نحضن بعضنا البعض واذا انكسر أحدنا انكسرنا جميعا”. ورأى عون أنه “يجب تغيير الأداء السياسي في لبنان”. (النص الكامل لخطاب القسم في مكان آخر).

تهنئة بري والمجلس

 من جهته، تقدم رئيس مجلس النواب نبيه بري، باسم “الامة اللبنانية واللبنانيين بانتخاب جوزيف عون رئيسا للجمهورية، خاصة في هذه الظروف الحرجة وبخاصة في الجنوب اللبناني حيث يتعرض اهلكم هناك لابشع وأشد قساوة من أي حرب اخرى، لذلك لبنان في حاجة الى كل شيء، الجنوب بحاجة وكل لبنان بحاجة وكلنا في انتظار العهد الجديد”. وتوجه بري الى عون: باسم العهد الجديد أتقدم بالتهنئة لفخامة الرئيس”.

خطوة نحو السلام

 وفي اول موقف دولي، اكد الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين ان انتخاب جوزيف عون خطوة نحو السلام والاستقرار في لبنان.

الدورة الاولى

 وفي وقائع الجلسة، نال الرئيس عون في الدورة الأولى، 71 صوتا، فيما بلغ عدد الأوراق البيضاء 37. وحصل شبلي ملاط على صوتين. وكذلك، اقترع 14 نائبا بعبارة “السيادة والدستور”. وفي مؤشر اضافي الى عدم تهيب الموقف وجدية الاستحقاق الرئاسي كتب نائب على إحدى الأوراق “جوزيف آموس بن فرحان”، فيما دوّن آخر “يزيد بن فرحان”. وحملت ورقة كلمة “الوصاية”. وصوت أحدهم بعبارة “السيادة مش وجهة نظر”. وقد اعتبرت الأوراق الأربع ملغاة.

مداخلات

 وبعد تلاوة مواد دستورية وأخرى من النظام الداخلي للمجلس حول الانتخاب في مستهل الجلسة، وفي حضور الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، الموفد السعودي يزيد بن فرحان، وسفراء اللجنة الخماسية وعدد من الديبلوماسيين. تحدث عدد من النواب.

Spread the love

adel karroum