لا تلعنوا الحاضر بل غيروه…

بقلم نعمات اكومه
بلغ عدد المرشحين لانتخابات المجلس البلدي في طرابلس 188 مرشحا قبل انسحاب البعض، يتنافسون على 24 مقعدا وتشكلت في طرابلس عدة لوائح انتخابية وهذا ان دل على شيء فهو بظاهره يدل على الديمقراطية، ولكن باطنه ربما غير ذلك.
بعض المرشحين من اعضاء المجلس الحالي كل على طريقته سجل انجازاته والصعوبات التي حالت دون فاعلية المجلس الحالي لينفي عن نفسه تهمة السلبية في التعاطي وشل المجلس الذي امتد عهده لتسع سنوات كاملة, لم تكن الانجازات فيها كثيرة لا بل تكاد تكون معدومة. ولكن لا بد لنا من الاشارة ان التقصير لا يقع برمته على عاتق المجلس البلدي ورئيسه فقط، فلنتذكر ان الانهيار الاقتصادي شل معظم القطاع العام بما فيه البلديات ولنتذكر ان وزارة الداخلية لم ولا زالت لا تدفع للبلديات الا اليسير الذي يغطي جزءا من نفقات أجور موظفيها وعمالها فقط ولنتذكر احراق القصر البلدي في طرابلس ايام الثورة والذي كان عملا بربريا ولا يمت الى الثورة المطلبية بشيء، وقد بقي دون حساب، ولنتذكر ان النفايات تغزو طرابلس بسبب تقاعس الدولة عن تجديد عقد الشركة بما يتناسب مع الوضع الاقتصادي الجديد وسعر صرف الدولار ولنتذكر تدخل الكثير من السياسيين في حماية المتعدين على الاملاك العامة ولنتذكر الموظفين الفاسدين المدعومين، فكم من موظف سخر مشاريع البلدية لمصالحه الخاصة او تقاعس عن القيام بواجبه ولم يتمكن احد من محاسبته.
أيها المرشحون للمجالس البلدية كلكم تقدمتم بمشاريع انتخابية طموحة وفيها عناوين كبيرة عن الانماء والتكنولوجيا والنظافة وكل ما يمكنه تسهيل وتحسين جودة حياة المواطن…
لا تلعنوا المجالس الحالية بل خذوا العبر منها واستعدوا لمواجهة الفساد والسياسيين المتدخلين واسعوا جاهدين لتلافي اخطاء اسلافكم واجعلوا نصب اعينكم خدمة مدنكم بهذا ترتقون وترتقي معكم مدنكم وانا اعرف وانتم تعرفون ان العبرة في التنفيذ وهو ليس بالامر السهل.
وانتم ايها الناخبون كونوا يقظين فالطامحون عبر المجالس البلدية والمختارين لتأسيس أرضية للانتخابات النيابية موجودون، والساعون لمنافعهم الخاصة موجودون، وليس كل ما يقال عبر المشاريع الانتخابية دستور يلتزم به واضعوه.
كلمة أخيرة قالتها لي صديقة: “انا ابنة طرابلس خلقت فيها تحديدا في الملولة ونشأت وكبرت وتعلمت فيها في ابي سمراء وانا اليوم اعمل فيها من محيط السرايا الى الميناء واسكن فيها ايضا… بلدية طرابلس تعنيني اكثر من البلدية مكان قيدي وانا كمواطنة طرابلسية اجد نفسي معنية بانتخابات مجلسها البلدي اكثر مما يعنيني المجلس البلدي في مسقط رأسي، وانا اليوم اتساءل لماذا لم يتم تعديل قانون انتخاب المجالس البلدية بحيث يصبح كل في مكان سكنه فكم من مرشح للمجلس البلدي لا يسكن المدينة المترشح عنها وكم من منتخب لا يسكن المدينة التي سينتخب فيها فيصبح تصويته بناء على انتماء عائلي او سياسي، فمن المستفيد من بقاء الامور على حالها؟ ولماذا لم يسع نواب البلد المشرعون الى تعديل قانون الانتخابات بحيث يصبح عصريا يلبي احتياجات المدن والبلد؟
لا تلعنوا الحاضر بل غيروه…