برعاية البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلاً بالنائب البطريركي العام على أبرشيتي الجبة و زغرتا اهدن المطران جوزيف النفاع.

ولمناسبة اليوبيل ٣٢٥ سنة على تأسيس الرهبانية الانطونية المارونية و١٠٠ سنة على تقديس الآب جان ماري فيانيه أقامت الرهبنة الأنطونية إدارة مدرسة السيدة للآباء الأنطونيين _حصرون لقاء إحتفالياً حول فيلم روحي عن حياة “خوري آرس” قدمه متعلمو المدرسة بحضور المطران سمعان عطا الله، قدس الأب العامّ للرهبانيَّة الأنطونيَّة المارونيَّة جوزيف بو رعد ممثّلاً بالأب بطرس عازار، ومجلس المدبّرين، الرئيسة العامة للراهبات الانطونيات الاخت نزها الخوري،
النائب وليم طوق، النائب ستريدا جعجع ممثلة برئيس بلدية حصرون المهندس جيرار السمعاني،
الوزير السابق ابراهيم حنا ضاهر، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف،
رؤساء مجالس بلدية ،مخاتير، وعدد من من الآباء والكهنة
والراهبات وممثلي رؤساء الجامعات، وحشد الفنانين والأهالي
استهل اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد المدرسة
ثم كلمة للأستاذ بيار كيروز رحب فيها بالحضور وقال:من عليّات القمم،
واعماق بيادر القيم،
من البطريرك جبرائيل البلوزاوي، من حصرون سمعان السّمعاني، والمجمع اللبناني،
من الرزيّين الثلاثة، الى يعقوب الرابع عوّاد، وسمعان السّابع عوّاد،
من تاريخ الأزمنة وما خطّه الوعي الماروني من عراقة،
من ستّة وسبعين بطريركاً منهم دانيال الحدشيتي والانطون عريضه،
نرحّب بمن يحمل على منكبيه ويختزن في وعيه ثالوث الحقّ والخير والجمال.صاحب الغبطة والنيافة مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بسيادة النائب العام على أبرشية الجبة وأبرشية زغرتا إهدن سيادة المطران جوزيف النفاع
ايها الحضور الكريم!
في مدرسة السيدة للآباء الأنطونيّين في حصرون، تزهر حدائق القيم ليعلو مدماك الفنّ الرّوحي على أيدي ملائكة صغار، أجنحتُهم طريّة وطموحاتهم أشعّة شمسيّة وخزائنُ قلوبهم ممتلئةٌ حياةً. إنّهم ببساطة المحبّة وشفافيّة الرّوح اللطيفة، يقدّمون عملًا عن حياة ” الخوري آرس ” شفيعِ الكهنة في المئويّة الأولى على تقديسه.
وباللهفة فقط، وليس بسواها، الأنطونيّة في حصرون، تعرفُ أنّ الثلاث والأربعين سنة ويدها دومًا على المحراث، ما هي سوى بداية لمئاتٍ آتية. ولا عجبَ، فنحن الصّعبَ نجتازه، ومن يهابُ صعودَ الجبال، يعش أبدَ الدّهر بين الحفر والمستنقعات.
يتعجّبون من نحن؟
تربويّون إبداعيّون، زمرّدات فرادى، متميّزون ومتمايزون، فنحن أنطونيّون.
رعايتكم يا صاحب الغبطة، ممثّلاً بنائبكم العامّ على الابرشية البطريركية نيابة الجبة، بسيادة المطران جوزف نفّاع السامي الاحترام، مع هذه الكوكبة من اصحاب المقامات، تأكيدٌ ماسِيّ وثقةٌ غمرتموننا بها، أنّنا لا نقيم في منازل الأمس. فعلى قدر ما نحن، نبقى حبّة الحنطة وحبّة الخردل. لا يظنّن أحدٌ أنّنا خارجٌ عن التّاريخ. نحن قياميّون، فاعلون أنّى كنّا، فاعلون في العمقِ والعلوّ، في الإبداع والتّبادع، في القيم والرّوحانيّات، في الإنسانيّة والأنسَنة. لسنا أبدًا طارئين على التّاريخ. يوبيلنا الثلاثمئة وخمسٍ وعشرين سنة من الفرح في الرّجاء يشدّنا الى حضارة المحبّة، الى الشراكة، الى الانفتاح الى المستقبل. نحن أحاديّون في التّنوّع، متجذّرون، فخورون بحضوركم. فأهلًا بكم جميعًا.٠
بعدها ألقى الفنان الشاعر رودي رحمة بعض الأبيات الشعرية وقال:
عصاية بكركي .. صوت شلشا وقوف.. .. شارب معارك أرض ما هَمَّا التَّعَبِ مَجْدا عَطا بِنْحَتِ عا وَجْعو كفوف مربا الأرض تنبت عُصي .. وبتشوف .. ل كل بطرك في إلو بـ دَمَّا عَصَبٍ عروقا أرز مِخْضَرٌ بِي قَلْبِ لَا خَشَبٍ منَّا خَشَبٍ .. حَفْرِت بـ صوتا ألوف: .. أرزات .. صارو رجال بيرَبُو لَا غَضَبٍ قَدَّسِ فِيُن دَمَ الصَّلِيبِ الَّذِي انْشَرَب
خبْزو لا غَضَب بالدم كسرو سيوف صارو الصلا ك عم تِنْعَجَن تا تِلْكَتَب راية وطن .. ت الشرق من قَلْبا نَشَب ك عَجْنِه اللي منَّا بينعَطا لَ بَركه لبنان عركه .. !! لَا مِتِلْنَا كَلٌّ لَا هَرَبٍ عود أرز ما يُترك لـ عركه أهل ك عدا بـ كَفَّةٌ وَطَن عِندا عَتَبٍ حبوك عدوك … هيك إنجيل ك حكي زبينا معو تك غير يضْحَك بك بكي بس العتب .. قَدْ كَ مَحَبِّه بينْصَلَب يا هل “مَحَبَّه” ك كل إنجيلو لكي
عِنَّا لا وقت مخزون .. في عندو عَتَب: بكركي اللي هامه هَيكَلا .. بتحكي: ك أدب صلب .. بَرَّات ديرا بِنْقَلَب .. .. واللي جَرَسلا لَا حَقٌّ .. ما عُمرو انْغَلَب هيده ك عصاك بتْرِن بـ بكركي.
ثم كانت كلمة مدير المدرسة الانطونية رواد كعدي الذي قال: اليوم، من هنا، من على كتف وادي القدّيسين، ومن جبال الأرز، ومن المدرسة الأنطونيّة – حصرون، نهديكم من بين إبداعاتنا الكثيرة، من الجرس الانطوني، الى عرس الضيعة، الى استعراض الميلاد، الى شفاءات السيد المسيح ، هذا الفيلم الذي سيقدّمه طلابنا الأحبّاء، الذين نفتخر بهم، ونقدّر عالياً ما أعطوه بكلّ لهفةٍ ومحبَّة، ساعين أن نمنحكم الفرح ونقدّم سلام النفس بالعودة إلى الله.
منذ 1982 ونحن هنا، كأنطونيّين، صامدون بقوّة الله، نواجه ونقف في وجه كلّ العواصف التي تعصف بنا، متّكلين على الله وأمّنا مريم العذراء شفيعة مدرستنا في كلّ شيء.
نخرّج طلابًا مهندسين وأطبّاء لامعين وأساتذة وقادة أمنيّين… وما يهمّنا هو أن نخرّج طلّابًا يعرفون كلمة الله ويعيشونها بفرح وحبّ وعطاء. وها هم طلّابنا اليوم، يقدّمون لنا أجمل ما عندهم، بصورة عفويّة ولكن بطريقة احترافيّة، ببراءة طفوليّة تذكّرنا بقول السيد المسيح:” دعوا الاطفال يأتون اليّ”. وها هم أتوا بوجوهٍ وابتسامات فرحة .
نحن الأنطونيّة في ذكرى يوبيلنا 325،
نلتقي معكم في هذا المساء لنحمل الكثير من الروحانيّة والتأمّل. بمناسبة المئة سنة على إعلان تقديس الخوري آرس، هذا الفيلم ليس مجرّد عرضٍ عاديّ، بل هو دعوة أعمق للعيش في حضرة الله، حيث الهدوء والتأمّل والاتّحاد بالرّبّ.
خوري آرس، الّذي كرّس حياته للصّلاة والصّمت والخدمة، يجسّد في مسيرته الرّوحيّة مثالًا حيًّا لمن يترك العالم وراءه باحثاً عن السّعادة الأبديّة. هو دعوة لنا جميعًا للتّفكير في حياتنا، في معانيها وأهدافها، وفي حاجتنا إلى لحظاتٍ من السّكون والتأمّل في وسط ضجيج حياتنا اليوميّة، لنكون شهودًا على محبّة الله وعنايته، ولترتفع افكارنا وعقولنا وقلوبنا إلى العُلى، إلى السماء،
اختار خوري آرس أن يُكمل حياته مع يسوع المسيح، وأن يتنعّم بالإيمان العابق بالخشوع والتأمّل والصّمود.
فدعنا يا الله نتمثّل به، نحن الذين في ظلّ انشغالاتنا بتنا نفتقد إلى روح الصلاة والتواصل معك، فنسينا كرسي الاعتراف وما عدنا نختلي بك.
هبْنا أن نسمع صوتك من خلال أطفالنا لنعرف دعوتنا في هذه الحياة.
نُصر لّي أن يكون هذا الفيلم نورًا يضيء لمن يشاهده، ومثالًا يُلهمنا جميعًا للسير في طريق الحقّ والمحبّة والغفران.
“طوبى لأنقياء القلوب، لأنّهم سيعاينون الله.”
فليكن هذا العمل بركةً جديدة لمدرستنا الأنطونيّة ولحياتنا، لنا جميعًا.
شكرًا لصاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكلّي الطوبى، على رعايته هذا الاحتفال، ممثّلاً بسيادة المطران حوزف نفّاع السّامي الإحترام النّائب البطريركي على نيابَتي جبّة بشرّي واهدن- زغرتا،
وشكرًا لقدس الأب العام الأباتي جوزف بو رعد السامي الاحترام، وللآباء المدبّرين على دعمهم لهذه المدرسة،
ولكلّ الحضور، للراهبات الجليلات والآباء الأفاضل، واصحاب السيادة والسعادة والقادة الامنيّين ورؤساء البلديّات والمخاتير والجمعيّات المحليّة والاهل والاصدقاء …
شكرًا للآباء الأنطونيّين الّذين خدموا في هذه المدرسة، من مدراءَ ومعاونينَ ورهبان، ثلاثاً واربعين سنة وأعطوا الكثير من التفاني والمحبّة وآخرهم أخي الأب جوزف الفغالي.
شكرًا للآباء الأنطونيّين الذين وهبوا هذا العمل نفحةً روحانيَّة وأخصّ منهم:
• الأب المدبّر ميشال خوري
• الأب رامي شلّمي
• الأب فادي طوق والشّكر للسيّدة دانيال صليبا.
وختم شاكرا صاحب الرعاية والحضور وكل من ساهم في أعداد الفيلم والإعلاميين الحاضرين لتغطية الاحتفال.
بعدها تم عرض الفيلم الذي أجاد الطلاب بتمثيله ألقى بعده الأب المدبر بطرس عازار كلمة قال فيها: شرفني قدس الآب العام المتغيب اليوم عن هذا الاحتفال بسبب وعكة صحية المت به احييكم جيعا وانقل إليكم تحياته وادعيته.
اخي رواد اتيت مع إخوتي المدبّرين واخوتي الرهبان جميعا الى هذه الديار كي نؤكد لحضرتك ولتلامذتك ولأسرتك التربوية الاهل والمعلمين والموظفين أننا معكم ونصلي من اجلكم ونشد على يدكم كي تثبتوا هنا وتكونوا مثل ” خوري آرس” ترشدون الجميع الى ملكوت الله وإلى الأخوة الإنسانية والي بناء حضارة المحبة وثقافة الحياة.
نعم يا اخي رواد إننا نقدر كثيرا هذا العمل الذي قمت به مع تلامذتك الاحباء ومع من واكبك وعاونك نؤكد لك انك أعطينا الدفء فيما نحن نشعر بالبرد. لذلك يهمني كثيرا ان أؤكد لك حقيقة أخرى وأمام الجميع أننا نحن هنا في حصرون اتينا منذ 43 سنة كي نقاوم بالايمان وبالعلم والتربية كل حركة تهجير او ترك وعزلة من هذه المنطقة الى مناطق أخرى في لبنان او في بلاد خارج لبنان لأننا نؤمن انه بدون هذه المناطق لن يبقى لبنان ولن يبقى مسيحيون في لبنان لذلك نشد على يدك وعلى يد جميع الذين يعملون معك لكي تظهر هذه الحقيقة، نحن نقاوم هنا من أجل أن تكون كنيستنا الام والمعلمة والعلامة للنهوض بمجتمعنا اللبناني الى مستوى الإبداع والترقي الصمود على هذه الأرض الطيبة لأن لبنان كان ولا يزال رسالة للعالم كما قال البابا القديس يوحنا بولس الثاني ،وهذه الرسالة نجسدها يا صاحب السيادة كما طالب صاحب الغبطة والنيافة لأكثر من مرة في عمل تربوي.
اليوم هناك مؤامرات على التربية في لبنان وعلى المدارس الخاصة في لبنان، لذلك نجدد اليوم أمامكم الطلب بأن تتولى الدولة اللبنانية التعليم المجاني ونطالب بالبطاقة المدرسية ويكفينا متاجرة بشعبويات تأتي من هنا وهنالك كي تمنعنا من القيامبرسالتنا التعليمية والتربوية.
شكرأ لكم صاحب السيادة ونرجوكم ان تنقلوا لصاحب الغبطة والنيافة تحيات قدس أبينا العام الرهبانية الانطونية وهذه المدرسة بالذات عشتم وعاشت كنيستنا وعاشت هذه المدرسة وعاش لبنان.
المطران جوزيف النفاع
بدوره ألقى كلمة حيا في مستهلها العمل الإبداعي الذي تجسد في الفيلم ناقلاً تحيات عبطة البطريرك الذي كان مصرا على حضور الاحتفال لولا اصراري على عدم تكبد مشقة الانتقال بعد إصابته وإمكانية تعرضه لوعكة جديدة. وهو اليوم حاضر معنا بالروح.
وتابع: في الحقيقة كنت قررت أن اتكلم عن الفيلم لكن بعد مشاهدته لا يمكنني أن أقول أن كل مشهد كان بالنسبة لي ولكل منا درسا وفحص ضمير كي ندرك اين نحن من تراثنا ومن تراث وادي قنوبين،لا استطيع الكلام عن الفيلم لأنه لم يترك لنا مجالا للكلام عن الموسيقى او السيناريو او الاغاني فكل مشهد منه كان كاملاً، فشكرا على هذا العمل المميز الذي أينما عرض سيفرح الناس بمشاهدته ولا اخفيكم أننا في هذه الظروف الصعبة نستغرب كيف تمكنت مدرسة السيدة حصرون من القيام بعمل متقن ومكلف جدا ماديا وهمهم فقط اصدار عمل مميز جعل الطلاب يفتحون على الأداء العظيم،
واضاف: المدرسة ايها الأحبة ليست مؤسسة تجارية ليست دكاناً،المدرسة لأبنائنا لينموا بالعلم والفن والجمال وروعة الحياة،ابناؤنا قضيتنا لذلك وانا وإياكم يجب أن نعطي وعدا لكل مدرسة كاثوليكية بأنها قضية اولادنا بعدم اذيتها كي لا نجلب الضرر لأبنائنا ولمستقبلهم ومن هنا أتوجه بالكلام للاساتذة وللأهل الذين نعرف وجعهم الكبير واؤكد ان حل المسائل لا يأتي بضرب المدارس بل بالوقوف الى جانبها وشبك الايدي لنسهم بتقدمها لتبقى منارة علم ومعرفة لانه بدونها سندمر ثقافة ومستقبل ابنائنا وكل مرة نعرض مدارسنا للأذية نعرض أولادنا للأذية أيضا. لذلك اقدم الشكر الكبير لكل من يساعد هذا الصرح ليستمر. اولا الشكر للرهبنة الأنطونية التي أعطت الكثير رغم الخسائر المادية لإبقاء أهلنا في منطقتهم،شكرا لها على كل التضحيات التي قدمتها ،والشكر الكبير حصرون وأهلها ولكهنة حصرون ولجان وقفها لأنهم أرادوا دائما أن يقفوا الى جانب هذه المدرسة ولم يفكروا يوما بالاستفادة منا ماديا بل فكروا دائما بأهمية إستفادة أولادهم منها. من الممكن أن لا تكون تقديماتكم المادية هي الأعلى للمدرسة ولكنها الأغلى لأنها نابعة من القلب،شكرا للابونا طوني جبارة على كل شيء، شكرا لصاحبي السعادة شكرا لوقوفكما الدائم الى جانب هذه المدرسة وباقي المدارس مما سمح للتربية ان تتواصل وتستمر،كنتما دائما كريمين وتستمرون،كرمكما انقذنا لذلك وكما العادة اقول طالما اياديكما متشابكة المنطقة بخير ونحن أيضا كلما تبقى ايدينا بايديكما تبقى المنطقة بالف خير ومن له اذنان سامعتان فليسمع.
شكرًا لكل شخص يقف الى جانب المدرسة والشكر الكبير للأطفال واهلهم الذين وثقوا بهذه المدرسة وسلموها أولادهم كي يظهروا براعتهم وروعة تميزهم وان شاء الله ستبقى الاحتفالات متواصلة من إنجاز الى إنجاز لتبقى المدرسة الأنطونية في حصرون منارة للمنطقة والف شكر لكم جميعا
بعدها حيا الطلاب المشاركون في الفيلم الحضور وقدموا للأب كعدي هدية رمزية عربون تقدير ومحبة ليختتم بعدها الاحتفال بتقديم دروع تكريمية مصنوعة من خشب الأرز لكل من الاب المدبر ميشال الخوري الانطوني، شارل كرم مخرج الفيلم، طوني موسى مصمم الأزياء، الكاتبة دانيال صليبا والموسيقار فادي طوق. وأقيم عشاء تكريمي بالمناسبة