بلدية طرابلس في السراي الحكومي: طرابلس تحتاج إلى دولة عادلة وحاضنة

محمد سيف

الرئيس نواف سلام: طرابلس في ضميري وقريبًا على طريق النهوض من جديد
في زيارة حملت في مضمونها أبعادًا إنمائية وإنسانية، زار رئيس بلدية طرابلس الدكتور عبد الحميد كريمة السراي الحكومي يرافقه اعضاء المجلس البلدي ، حيث التقى دولة رئيس مجلس الوزراء القاضي نواف سلام، مستعرضًا أوضاع المدينة، ومعاناة أبنائها، ومقترحات لدفع مسار التنمية قدمها في كلمة وجدانية باسم طرابلس وأهلها.
كريمة أكد خلال لقائه أن طرابلس، المدينة الثانية في لبنان بتاريخها وثقلها الاقتصادي والثقافي، ما زالت تعاني من الإهمال، وتحتاج إلى خطة وطنية شاملة تعيد لها اعتبارها ودورها الطبيعي. واستعرض أبرز الملفات العالقة، وفي مقدمها تفعيل المنطقة الاقتصادية الخاصة التي وصفها بـ”الرئة الاقتصادية” لطرابلس والشمال ولبنان، مؤكدًا أن انطلاقتها لا تحتاج إلا إلى قرار جريء يطلق العجلة عبر تعيين مجلس إدارة جديد يتولى تفعيل المشروع بصيغة الشراكة مع القطاع الخاص (PPP/BOT).
كما تطرق إلى ملف الأبنية المتصدعة
التي تهدد حياة مئات العائلات، مشيرًا إلى الحاجة إلى تدخل سريع لإطلاق مشروع وطني للترميم والتأهيل، إضافة إلى أهمية دعم المرافق الحيوية في المدينة كمرفأ طرابلس، معرض رشيد كرامي الدولي، مصفاة النفط، ومطار القليعات، وكلها تشكل رافعة أساسية لإعادة الحياة الاقتصادية إلى المدينة.
وختم رئيس البلدية كلمته بالتشديد على أن “طرابلس لا تنقصها الكفاءات ولا الإرادة، بل تنقصها الدولة العادلة”، داعيًا إلى وضع المدينة في صلب القرار الحكومي لا في هامشه، وسلم دولته ورقة تفصيلية بالمطالب والحاجات الأساسية اضافة الى ورقة خاصة المشاريع العاجلة المطلوبة للمدينة، داعيًا إياه إلى زيارة ميدانية إلى طرابلس للاطلاع مباشرة على واقعها.
من جهته، أبدى دولة الرئيس نواف سلام اهتمامًا خاصًا بطرابلس، مؤكدًا أن المدينة حاضرة في ضميره ووجدانه، وقال: “طرابلس بالي وبضميري”، مشيرًا إلى أن معرض رشيد كرامي الدولي بات على السكة الصحيحة، وأن المنطقة الاقتصادية ستشهد قريبًا خطوات عملية نحو انطلاقها. وشدد على التزامه بالمسار السليم الذي يعيد لطرابلس مكانتها ودورها.
اللقاء عكس حرص الطرفين على التعاون البناء والفعّال، ووضع الأسس لشراكة بين الحكومة وبلدية طرابلس للنهوض بهذه المدينة المحورية، بما يعكس روح العدالة والإنصاف والتوازن الوطني في العمل الإنمائي.