محفوض: الشيعة بتاريخهم العريق سيكونون السند الأقوى لاستعادة الدولة وتسليم السلاح ليس استسلاما بل وفاء لدم الشهداء

محفوض: الشيعة بتاريخهم العريق سيكونون السند الأقوى لاستعادة الدولة وتسليم السلاح ليس استسلاما بل وفاء لدم الشهداء

عقد رئيس حزب “حركة التغيير” ايلي محفوض مؤتمرا صحافيا في فندق “لو غابرييل” في الأشرفية، بحضور شخصيات وناشطين سياسيين، وجه فيه رسالة إلى “الإخوة والأخوات أبناء الطائفة الشيعية في لبنان”، قال فيها: “أتوجه إليكم اليوم بكلمة مباشرة من العقل والوجدان الوطني ومن موقع الخصومة والتباين ومن موقعي الرافض للسلاح الذي تحتفظ به منظمة حزب الله. أتوجه اليكم من موقع المؤمن بالعيش معا كلبنانيين ينتمون ويتوزعون على ثمانية عشرة طائفة . أتوجه اليكم من موقعي الذي لا يرى فيكم إلا شركاء كاملين في هذا الوطن، شركاء في تاريخه، وحاضره، ومستقبله. ومن دون مجاملات ولا تردد أقول لكم: أنتم ركن أساس في كيان لبنان ووجوده وصموده. وكنتم على الدوام في طليعة الحرصاء على الوحدة الوطنية. لكننا بعد عقود من الصراعات والدماء، نقف اليوم أمام استحقاق وطني مصيري، يتطلب منا شجاعة القرار وصفاء الرؤية: إستحقاق الانتقال من زمن السلاح المتعدد الولاءات، إلى زمن الدولة الواحدة القوية التي تحتضن الجميع وتضمن أمن الجميع”.

اضاف: “لقد كان الإمام المغيب السيد موسى الصدر، في لحظة تاريخية عصيبة، صوت المظلومين وحامي وحدة الوطن، وهو الذي قال أن السلاح زينة الرجال، ولكنه أمانة في خدمة الوطن وليس في خدمة فئة. وأراد أن يكون الجيش هو الحامي والضامن. كما أن الشيخ محمد مهدي شمس الدين بقامته الفكرية والوطنية دعا بوضوح إلى حصر السلاح بيد الدولة، لأن الدولة، وحدها، هي من تملك شرعية القوة وشرعية القرار”.

وتابع: “أيها الاحبة، إننا لا نقلل من التضحيات التي بذلت، لكن الحقيقة المؤلمة أن استمرار السلاح خارج سلطة الدولة، أصبح سببا لخراب البيوت ودمار القرى وتشويه صورة الجنوب وأهله وإدخال لبنان في حروب وصراعات لا ناقة لنا فيها ولا جمل. إن الجنوب الحبيب، من صور إلى النبطية، ومن مرجعيون إلى بنت جبيل، دفع أغلى الأثمان: دماء الشهداء ودموع الأمهات وتشريد العائلات وخسارة البيوت والرزق. وكل ذلك، لا يمكن أن يتوقف إلا حين يصبح قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية وحدها، من خلال جيش وطني موحد عقيدته الدفاع عن لبنان بكل أبنائه بلا تمييز ولا استثناء”، واوضح ان “تسليم السلاح إلى الدولة ليس استسلاما ولا خيانة لدم الشهداء، بل فعل وفاء لهم، لأن دماءهم سقطت دفاعا عن الوطن، لا دفاعا عن السلاح، وهو أيضا فعل شجاعة، لأن الشجاعة الحقيقية ليست في حمل السلاح، بل في تسليمه والوقوف صفا واحدا خلف المؤسسات الشرعية”.

واكد اننا “نؤمن أن الطائفة الشيعية العزيزة بتاريخها الوطني العريق، ستكون السند الأقوى لمسيرة استعادة الدولة، ونؤمن أنكم سترون في الدولة الحاضنة الحقيقية، لا الخصم ولا المنافس، لأن الدولة هي أنتم وأنتم الدولة”، وقال: “أيها اللبنانيون جميعا، موقفنا واضح ولا لبس فيه: لا دولة بلا جيش واحد ولا سيادة مع سلاح خارج الشرعية، ولا وحدة مع ولاءات متفرقة. لبنان الذي نحلم به هو لبنان الذي يحميه القانون وتظلله العدالة وتجمعه راية الأرز وحدها. نقولها بثقة وصدق، إن ما يجمعنا أكبر بكثير مما يفرقنا. فلنغلق صفحة الانقسام ولنفتح صفحة الأمان، حتى نترك لأطفالنا وأحفادنا وطنا موحدا آمنا مزدهرا. فلنستمع جميعا إلى نداء الإمام موسى الصدر الذي علمنا أن الوحدة الوطنية هي سلاحنا الأقوى، وإلى وصية الإمام محمد مهدي شمس الدين الذي أوصى بأن تبقى الطائفة الشيعية في قلب الدولة، لا خارجها”.

وختم: “عاش لبنان حرا سيدا مستقلا، وعاشت الطائفة الشيعية العزيزة منارة للوطنية والانتماء وعاشت الجمهورية اللبنانية وعاش جيشنا اللبناني حاميا للوطن وسيادته”.

Spread the love

adel karroum