سفير فرنسا لدى إسرائيل: ترامب يقوم بـ”كش ملك” في الشرق الأوسط
تحت عنوان “ترامب يقوم بـ“كش ملك” في الشرق الأوسط”؛ توقّف الكاتب والسفير الفرنسي السابق لدى إسرائيل، جيرار آرو، في عمود رأيه بمجلة “لوبوان” الفرنسية؛ عند تصويت مجلس الأمن الدولي يوم الـ17 نوفمبر الجاري، بناءً على اقتراح أميركي، على القرار 2803 الذي يضع قطاع غزة تحت إدارة دولية. وقد صوّت لصالح النص 13 بلداً- من بينها فرنسا- فيما اكتفت روسيا والصين بالامتناع عن التصويت. وحصلت الولايات المتحدة الأميركية على دعم صريح من معظم الدول الإسلامية الكبرى، وهو ما سهّل تمرير القرار.
واعتبر الكاتب أنّ ذلك يمثّل تأكيداً غير مشروط للنفوذ الأميركي وانتصاراً شخصياً لدونالد ترامب، مضيفاً أن المجتمع الدولي لا يكتفي بقبول الخطة ذات النقاط العشرين التي طرحها ترامب لإنهاء النزاع، بل يسلّمه كذلك قيادة تنفيذها، في سابقة نادرة يتخلى فيها مجلس الأمن الدولي بهذا القدر عن صلاحياته لصالح دولة عضو.
ذكّر جيرار آرو بأن الأمم المتحدة، حتى في العراق عام 2003، احتفظت بحضور مستقل، وهو ما لن يحدث في غزة، حيث تبدو الهيمنة الأميركية واضحة: إذ سيخضع القطاع لسلطة مجلس يرأسه ترامب نفسه ويعيّن أعضاءه. سيُنشئ هذا المجلس ويدير قوة أمنية توفرها دول يوافق عليها كلّ من مصر وإسرائيل، إلى جانب إدارة تكنوقراطية تتولى أمن القطاع والمساعدات الإنسانية وبدء عملية إعادة الإعمار.
كما أشار سفير فرنسا السابق لدى إسرائيل إلى أن نص القرار يخلو تماماً من أي إشارة إلى قرارات مجلس الأمن الدولي السابقة، أو إلى الاتفاقات الموقّعة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، التي تم تجاهلها تماماً، بما يشبه “الصفحة البيضاء” التي تترك الدبلوماسية الأميركية مطلقة اليدين.
وأضاف الكاتب أنّ الحديث عن العقبات- من رفض “حماس” تسليم سلاحها، إلى معارضة إسرائيل لأي أفق لدولة فلسطينية- يصبح ثانوياً أمام “الانتصار الكاسح لترامب”، موضّحاً أنّ ترامب، كما شرح في كتابه السابق دروس في الديبلوماسية، لا يقرأ ولا يستمع كثيراً ولا يعرف المسارات التقليدية للسياسة الخارجية الأميركية ولا قناعات الخبراء في واشنطن. ويتعامل مع كل قضية بعقلية “الفطرة السميكة”، بعيداً عن أي أحكام أخلاقية، وبقناعة بأن التسوية أفضل دائماً من الصراع.
