جعجع مستعدّاً للمواجهة الرئاسيّة تحت قبّة البرلمان.
لا يختلف يوم الأحد في معراب عن أيّام الأسبوع الأخرى. يقول المقرّبون من الساكن هناك إنّه لا يرتاح ولا يريح. وإذا كان الطقس بدأ يزداد حماوةً، إيذاناً باقتراب فصل الصيف، فإنّ الحراك الرئاسي بدأ يزداد في الأيّام الأخيرة، ولا يغيب حزب القوات اللبنانيّة عنه، فهل يؤشّر ذلك الى قرب “إنجاب” رئيس، قبل الشهر التاسع من الشغور؟
يبدو سمير جعجع مستعدّاً للمواجهة الرئاسيّة تحت قبّة البرلمان. يقول لموقع mtv: “ما دام الفريق الآخر يملك مرشّحاً، فليتفضّل الرئيس نبيه بري ويدعو الى جلسة انتخاب”. ثمّ يتابع، بلغة الواثق: “ولماذا لا تكون الجلسة هذا الأسبوع؟”.
يظهر جعجع كلاعب الورق الذي يحمّس اللاعبين الآخرين على المواجهة، لعلمه بما يملكه من أوراق في يده. نسأله عن الاسم الذي سيصوّت له نوّاب “الجمهوريّة القويّة” فيتحفّظ عن كشف أوراقه. يقول: “في التكتيكات الانتخابيّة لا يجوز أن تكشف كلّ شيء. نحتفظ بما نملك من أسلحة حتى يحين الوقت المناسب، ولكن على رئيس المجلس أن يقوم بما هو مطلوب منه، أي أن يدعو الى جلسة في أسرع وقت”.
نحاول، بأسلوبٍ آخر، أن نعرف ما في أوراق جعجع، فنسأله عمّا إذا كان توصّل الى اتفاقٍ مع التيّار الوطني الحر، خصوصاً أنّ المواقف التي صدرت عن نوّابٍ “قوّاتيّين” في هذا الشأن تراوحت بين الإيجابيّة والسلبيّة، فيجيب: “اسمح لي بألا أعلن اليوم عن أسماء أو عن توجّه، ولسنا مرغمين على ذلك في الوقت الحالي. ما يهمّ أنّنا على كامل الجهوزيّة لنذهب الى جلسة، وكنّا كذلك منذ الجلسة الأولى، ولكنّ فريق الممانعة يقوم بإسقاط ما يقوم به على الفرقاء الآخرين”.
نحاول، من جديد، أن نخرق جدار تحفّظ جعجع. نطرح السؤال نفسه بتعبيرٍ آخر: هل ستذهبون الى الجلسة باسمٍ واحد مع “التيّار”؟ يجيب جعجع: “من حقّ كلّ فريق أن تبقى أوراقه مستورة، ولن نكشف أين أصبح التواصل مع “التيّار”، لأن الناس لن يعيشوا بشكلٍ أفضل إذا عرفوا ذلك، بل سيعيشون بشكلٍ أفضل إذا انتُخب رئيسٌ مقبول، ويتوقّف هذا الأمر على دعوة بري الى جلسة”.
يبدو واضحاً أنّ جعجع يفضّل الاحتفاظ بهذه الورقة المستورة، لأكثر من غاية. نسأله عن سبب عدم دعوة بري الى جلسة، فيقول: “السبب هو تكرار ما حصل في الانتخابات الرئاسيّة الماضية، حيث يُحجَم عن الدعوة الى جلسة قبل أن يعرف فريق الممانعة إذا كان مرشّحهم قادراً على الفوز، وهم يدركون اليوم أنّهم غير قادرين على إيصاله”.
ويتابع: “يقولون إنّهم يملكون ٦٥ نائباً، فليذهبوا الى جلسة وليؤمّنوا له هذه الأصوات”.
يعتبر البعض أنّ في موقف جعجع رغبة في امتحان باسيل، إن كان قادراً على الانفصال التام عن حزب الله والسير بمرشّح واحد مع “القوات” و”الكتائب” وقوى المعارضة الأخرى. يقول جعجع، تعليقاً: “لن ندخل في هذه التفاصيل ولن نكشف اوراقنا. فلنذهب الى جلسة يتنافس فيها مرشّحان، وهذا هو المسار الطبيعي لأيّ انتخابات”.
وعن رأيه بزيارة رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة الى منزل السفير السعودي وليد البخاري، يقول جعجع: “هو يقوم، كمرشّح، بجولةٍ على مرجعيّاتٍ في لبنان، وسبق أن زار فرنسا، كما يعلم الجميع مدى تأثير المملكة في لبنان”.
ولكن، ما هو موقف السعوديّة من الاستحقاق الرئاسي؟
يجيب جعجع: “لا تدخل السعوديّة في لعبة الأسماء، وهي تتعاطى مع أيّ مرشح وفق تصرّفاته، وهذا ما حصل عند انتخاب الرئيس ميشال عون الذي زار السعودية بعد انتخابه، ثمّ تغيّر سلوكه لاحقاً وابتعد عنها”.
وختم جعجع: “لم نتبلّغ أيّ موقف سعودي مغاير، والمملكة أكّدت وما تزال أنّ على اللبنانيّين أن يختاروا الرئيس الذي يعتبرونه مناسباً في هذه المرحلة”.